اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر، قالها شاعر تونس العظيم ابو القاسم الشابي منذ مائة عام فأضأت الثورة المصرية في 25 يناير و30 يونيو احتفلت مصر بالعيد الثالث لثورة 25 يناير التي ابهرت العالم في سلميتها واذهلتنا في كيفية سرقتها من الشباب الاطهار الذين فجروا ثورة سلمية بيضاء لم يشهدها التاريخ الانساني ضد الظلم والتعذيب والفساد والمحسوبية وسرقة وتهريب المال العام للخارج. لم يشهد العالم مثل هذه الثورة في ثوراته الكبري كالثورة الفرنسية التي نادت بالحرية والمساواة والاخاء ولا الثورة البلشفية في روسيا التي ناصرت الفقراء والعمال علي الرأسمالية جاءت ثورتي يناير ويونيو ضد نظامين فاسدين لعملة واحدة الفساد والارهاب فرفضهما الشعب لانه أراد الحياة، هذا الشعب العظيم الذي خرج بعشرات الملايين في ميادين التحرير بمصر الجديدة ضد التعذيب والفساد والديكتاتورية وقمع الحريات لم تكن ثورته ضد شخص مبارك بل كانت ضد نظام فاسد ومجموعة اغتصبت الوطن لمصالحها واضطر مبارك الي تأييد مطالب الثورة لكن كان قد فات الاوان وتأخر هذا التغيير خاصة بعد سقوط نظام بن علي في تونس وهروبه الي السعودية واستغلت جماعة الاخوان المجرمين ثورة الشباب فقامت بحرق اقسام الشرطة في وقت واحد في جميع اركان الوطن واقتحمت السجون بالمشاركة مع عناصر ارهابية وميليشيات مسلحة لتهريب قيادات الاخوان والمساجين من عناصر حماس وحزب الله اللبناني واشاعوا الفوضي والعنف في البلاد لاسقاط الدولة المصرية العميقة، وعندما خاطب مبارك الشعب وأكد انه كبطل من ابطال حرب اكتوبر لن يموت ولن يدفن الا في ثري وتراب مصر تعاطف الشعب مع خطابه وعاد الكثير منهم من ميادين التحرير فدبرت الجماعة الارهابية للاخوان المجرمين موقعة الجمل ونسبتها لنظام مبارك وان مبارك واسرته هربوا 70 مليار دولار للخارج ونشرته جريدة الجارديان البريطانية ثم اعتذر الصحفي الذي استقي الخبر الكاذب من الاخوان، اضطر مبارك الي التخلي - تحت الضغط الشعبي وتحت ضغط المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي الذي كان له خلافات مع بعض رموز نظام مبارك - للمجلس العسكري لادارة شئون البلاد لحين انتخاب رئيس جديد في المرحلة الانتقالية للمجلس العسكري كشفت لنا السيدة القوية فايزة ابو النجا وزيرة التعاون الدولي عن تلقي بعض الخونة من الثوار ومنظمات المجتمع المدني اموالا طائلة بمئات الملايين من الدولارات وتلقوا تدريبات في صربيا علي الثورة ضد النظام والدولة المصرية وقامت الاجهزة الامنية والقضائية بالقبض علي بعض المصريين والاجانب والتحقيق معهم واحالتهم للمحاكمة ولكن تحت ضغط امريكي والماني اضطر المشير طنطاوي وعنان الي سفر المتهمين الاجانب وسط ذهول الشعب المصري من محاكمة المصريين فقط، هؤلاء الشباب الخونة الذين لا يتعدون علي الاصابع لن يسيئوا الي الملايين التي خرجت بأعظم ثورة في التاريخ، هؤلاء الخونة للاسف جعلت بعض الفضائيات منهم ثوارا وابطالا قبل ان يكشفهم الشعب المصري العظيم ويقصيهم من طريق الثورة كما فعل مع الاخوان المجرمين بعد ثورة 30 يونيو وجاءت ثورة30 يونيو لتحرير الوطن الغالي من براثن جماعة ارهابية اغتصبته تحت دعاوي الاسلام هو الحل واقامة الشريعة الاسلامية في الوقت التي كانت تتصل بالمخابرات الامريكية اثناء حكم مبارك حتي تكون البديل لمبارك بعد الثورة عليه ورفض الشعب المصري حكم المرشد حيث خرج 36 مليون مصري في اكبر ثورة عرفها التاريخ الانساني يطالبون بعزل الرئيس الاخواني محمد مرسي واسقاط حكم الجماعة الارهابية وطالب الشعب قواته المسلحة بتلبية ارادة الشعب فلبي الفريق اول عبد الفتاح السيسي وقيادات قواتنا المسلحة النداء وأيدت الثورة المصرية واعلنت عن وثيقة 30 يونيو التي ارتضاها الشعب وهي خارطة الطريق للمستقبل وكان اول ثمارها الدستور الجديد دستور ثورة 30 يونيو الذي نقف به في صف واحد مع اعرق دساتير الدول الديمقراطية في العالم ثم المضي قدما في بناء مصر الدولة الدستورية الديمقراطية وانتخاب رئيس اجمع الشعب عليه كبطل قومي وشعبي للمصريين الفريق السيسي وانتخاب برلمان ثورة يونيو وثاني ثمار هذه الثورة هو تخليص الوطن من براثن الارهاب الاسود الدولي الذي زرعه نظام مرسي الارهابي في سيناء. كذب من قالوا إن الشباب لم يشارك في الاستفتاء علي الدستور بسبب القبض علي بعض الشباب من رموز ثورة يناير الشباب شارك وبقوة لكن يجب ان نترك امر هؤلاء الشباب الي القضاء الذي يقول كلمته النهائية فالثورة قامت لاقامة دولة سيادة القانون وعدم حماية من خان مصر وتآمر عليها ثورة 30 يونيو جاءت لتصحيح اخطاء ثورة 25 يناير وتحرير الوطن من براثن جماعة ارهابية .