لم ينتفض شعب مصر ضد حكم جماعة أرادت الاستئثار بالسلطة والانحراف بالوطن عن مسار الثورة. ليستعيد نظاماً فاسداً. ولم تأت ثورة 30 يونيه لتمسح باستيكه مباديء ثورة 25 يناير التي أريقت من أجلها دماء مئات الشهداء والمصابين في ميادين المحروسة. كما لم يخلع المصريون الرئيس محمد مرسي ليعيدوا انتاج نظام حسني مبارك الفاسد. ولم يصبروا علي انفلات أمني وضياع اقتصادي علي مدي ثلاث سنوات ليعود حبيب العادلي المستبد وجابي الضرائب الشهير يوسف بطرس غالي وباقي طاقم العهد المشئوم من جديد. اقول ذلك بعدما عاد رموز الحزب الوطني المنحل للظهور ببجاحة عبر فضائياتهم. وبخاصة في الفترة الأخيرة وعقب خروج ملايين المصريين ليصوتوا علي دستور 30 يونيه يومي 14 و15 يناير الماضي.. فقد عادوا في القري والنجوع والمنتديات العامة والخاصة "نافشين ريشهم" في محاولة منهم للانقضاض علي مصر من جديد.. يرتبون أوراق براءتهم من جرائم ارتكبوها بحق الشعب. ويتحدثون بكل بجاحة انهم الأحق بحكم مصر بعد عام من الفشل الإخواني الذريع وخطايا جماعة ارادت أن تخطف مصر بعيداً.. بعيداً. لقد سولت لهم أنفسهم أن شعب مصر بعد عام واحد من جرائم الإخوان في حق الوطن قد نسي خطايا وجرائم حزبهم المنحل علي مدي ثلاثين عاماً من النهب والسرقة والتجريف. .. لم يدعوا مناسبة الا وراحوا يكيلون الاتهامات لثورة 25 يناير. ويثيرون الغبار حول الشباب الطاهر الذي قاد الميادين علي مدي 18 يوماً حتي خلعوا مبارك ورجاله مستغلين في ذلك حفنة تصدرت ايامها المشهد بعد أن باعت ضمائرها للشيطان الأجنبي غير عابئين بملايين خرجت بكل براءة وطهر يحلمون بمستقبل افضل لوطنهم. .. لكل هؤلاء اقول ان شعب مصر الذي خرج عن بكرة ابيه في 25 يناير 2011 قد لفظكم. ولن يسمح بعودتكم للحياة السياسية من جديد كما لفظ من بعدكم وفي 30 يونيه جماعة الإخوان المسلمين وبالتالي لن يسمح بعودة تجار الدين وحفنة الإرهابيين. ولا فرق عند هذا الشعب الذكي بين من سرق قوت يومه ونهب مقدراته وبين من قتله وروعه ونشر الذعر في ربوع الوطن. اياكم أن تتصوروا أن رئيس مصر القادم بعد ثورتين دفع فيهما الشعب الغالي والنفيس يقبل بوجودكم مرة أخري.. "بعيد عن شنبكم" فالمشير عبدالفتاح السيسي الذي اختاره المصريون مخلصاً وزعيماً اكد وفي اكثر من مناسبة انه لا عودة للوراء.