لو لم تكن الحقيقة قوية. ساطعة مثل الشمس في عز النهار لصدق الناس ادعاءات هذه المرأة واستمع إلي حديثها الكاذب دون دهشة كبيرة وبلا غضب!! ثقة زائدة عن الحد. وثبات وابتسامة لا تتجاوز سطح الجلد وجرأة تقبل إلي حد القناعة بينما تنكر تدفق عشرات الملايين من المصريين الذين توافدوا علي نحو غير مسبوق في التاريخ البشري علي الميادين وتتطلع إلي الكاميرا وتنظر في عين المذيع الجسور الذي يبلغ دهشته أحيانا ويظهرها في أحايين طوال مدة اللقاء دون أن يرمش لها جفن. لم تر هذه المرأة الميادين والكباري يوم 30 يونيه. و26 يوليه لم تر الحشود المذهلة وتؤكد أن هذه المشاهد من إنتاج الكمبيوتر!! لا تعترف بالجرائم التي شاهدها الناس وسجلوها في صور بشعة عرضها التلفزيون وتنكر بإصرار عجيب خلع الرئيس الاخواني بعيداً عن مقعد الرئاسة وتنتظر عودته. ما هذه القدرة الفائقة . والغريبة علي "الإنكار" وما هذا الافتراء علي الاحداث وقد عايشها الناس لحظة بلحظة. أهو استقواء أم غزور أم أمل في أن يأتي المخلص الأمريكي ليعيد الرجل إلي القصر؟! الفترة التي عشناها ونعيشها منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 وحتي ثورة 30 يونيه 2013 وحتي هذه اللحظة لم تشهدها مصر من قبل أبداً فترة "كشف" مذهلة. "وفرز" عجيبة ومخيفة كشفت عن المستور. وعن معادن البشر. عن قدرة الأفراد "المتحرمين" علي التحول عن مظاهر الورم الخبيث الموجع الذي تسلل إلي بدن المجتمع المصري. كشف عن خيانة لوطن. وأحداث تتجاوز الخيال وجرائم لم تكن أبدا علي البال .. الخلايا النائمة يصحون الرجال تكشفت ملامحهم. وانتشرت روائحهم. نساء قتلة يشاركن في اغتيال الوطن بإجرام ومع سبق الاصرار .. أنه كابوس اللهم نجنا منه. لا يمكن أن تتوقف عن الدهشة وأنت تتابع اللقاء التلفزيوني بين هذا "الكادر" الحريمي. هذه المرأة التي دخلت البرلمان المصري في لحظة عاصفة من تاريخ بلدنا. وساهمت في صناعة الدستور تصحو. !! البائس الذي يتم تعديله الآن ونمت وترعرعت هي وزوجها في أحضان جماعة سرية حتي باتت مسؤولة تنتقل من "رابعة" إلي "النهضة" والعكس! وهي علي يقين أن المخلوع سيعود وأن القتلة المأجورين وأصحاب السوابق والبؤساء والمساكين من سكان القري والنجوع والعشوائيات الذين خلفهم نظام مبارك فضلا عن المضللين والمتطلعين للنفوذ والمال والمتشبين بحلم مستحيل.. إنها علي يقين بأن هؤلاء باستطاعتهم أن يعيدوا الزمن للوراء وأن يتحدوا إرادة شعب لفظهم.. المذهل - بالنسبة لي هذه القدرة علي صناعة الأقنعة وتثبيتها علي الوجوه حتي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الملامح الأصيلة للشخصية. كيفية تربية واعادة إنتاج ابناء الجماعة المنظمة واعضائها بهذا القدر من القوة والتمكن في صناعة الأكاذيب. ونسج الأوهام . وتكريس الأفكار التي تسمم المجتمع وقد عاش آلاف السنين دون أن يعيش أناسه هذا الكابوس المحلي الصنع عرفنا الاستعمار وهمجية التتار ووحشية الصهاينة ثم ادركنا أن "الجماعة" تتعاون مع كل هؤلاء وتتآمر علي الأرض و وتنتهك الأبدان وتسحل وتعذب في مشاهد غير مسبوقة من حيث القوة والوحشية سوف تبقي للتاريخ "عرفنا الطرف الثالث. هذا الوجه الذي يشبه آلاف الوجوه لا مرأة لا تشبه كثيرا من حيث التكوين النفسي والبنية العقلية المضللة والاعصاب الفولاذية والقدرة علي صناعة الأوهام وترويجها .إنها أم لعدد من الابناء. وزوجة ومسؤولة في الجماعة ولكنها قبل هذا كله "مشروع" يهدد كيان الوطن ويحمل له الخراب والعياذ بالله.