في مدينة كان الآن لا شيء سوي السينما والأفلام وسوق الفيلم والنجوم وعشاق الفن السابع.. المدينة الصغيرة تعيش الأيام الذهبية التي تنتظرها كل عام في هذا الشهر مايو الشاطيء يكتظ بالناس. المصورون من أنحاء الدنيا في حالة تأهب قصوي انتظارا لقدوم النجوم العالميين لا يعرف أي منهم المساومة وانما اقتناص اللحظة و"البوظ" والمشهد المتميز المقاهي والمحلات والشوارع تعلن عن حركة دائبة نشيطة الوافدون علي المدينة بالآلاف وصناعة السينما توسعت وامتدت حتي وصلت المملكة السعودية "!!" البلد الذي يتنكر للفن ولم يعترف حتي وقت قريب بالفن السابع علي الشاطئ تلمح اسم مصر وتغسل روحك للمرة لا أدري كم لصور ميادين التحرير معلقة تستحضر لحظة فريدة في تاريخنا واللقطات الممتازة تعكس التحدي والاصرار والثبات. هنا من خلال المهرجان تشهد تكثيفا مذهلا للانتاج العالمي وللمدي الذي وصلت اليه فنون الصور المتحركة. اكتب هذه السطور علي الشاطيء أمام الخيمة المصرية الأنيقة حيث الزهور والشيكولاتة والفول السوداني والمكسرات وكرم الضيافة وجهود فريق مصري رائع تحت اشراف سهير عبدالقادر نائب رئيس مهرجات القاهرة السينمائي الدولي و"الدينامو" الفعال كالعادة صوت ام كلثوم يمنح للمكان تفرده مع أغاني الثورة "أنا الشعب. انا الشعب لا يعرف المستحيل".. هكذا تتواصل الثورات.. ثورة 1952. وثورة 2011 وكذلك تتواصل التجارب الانسانية التي تنقلها السينما لجماهير العالم. لم يعد الناقد السينمائي وسيطا بين الفيلم والجمهور وانما كل واحد منها يؤثر في الآخر أصبح لدي المتفرج عاشق السينما حصيلة معرفية وصار مرتجا للذوق السائد ومؤشرا لمدي الحساسية التي وصل اليها الجمهور. الشباب كالعادة يكسرون الموديلات القديمة ويتجاوزون الأساتذة الذين تعلموا منها ودائما ما يفاجئوننا بتجارب مباشرة طازجة بعد ايام قليلة سوف نشاهد هنا في كان تجربة مصرية جماعية تحمل اسم "18يوم" تقدم تسجيلا لأيام عاشتها مصر وشارك فيها الملايين من كل البلاد. لم يكن من الممكن قبل التطور المتلاحق للكاميرا السينمائية ان يتم عمل فيلم عن حدث بحجم ثورة 25 يناير بهذه السرعة وان يصبح لدي المصورين وصناع الأفلام مخزون هائل من الصور.. ولا أقصد فقط صناع الأفلام المصريين وانما ايضا صناع الميديا العالمية والمراسلين في الصحافة المرئية الذين سكنوا ميادين التحرير وبثوا رسائلهم من مصر ولذا وكما أشرت من قبل سيكون حظ ثورة 2011 علي المستوي السينمائي أكثر خصوبة من حظ ثورة 1952 علي كل المستويات انشاء الله.