نوعية السلع التي يستهلكها المصريون تكشف حجم التفاوت الطبقي إلي حد الاستفزاز بين الأثرياء والفقراء خاصة الإنفاق علي المأكل والمشرب ومستلزمات العناية الشخصية من عطور عالمية وادوات تجميل تفوق اسعارها دخل اسرةپمتوسطة لمدة عام كامل. أطعمة ساخنة مستوردة تقول شيرين السرجاني أعمل بشركة طيران واحتاج إلي الاهتمام بمظهري العام مما يكلفني مبالغ كبيرة كل شهر فمثلا سعر زجاجة واحدة من البرفان الذي استخدمه تتجاوز الفا وخمسمائة جنيه اما ادوات التجميل فتكلفني من ثلاثة إلي خمسة الاف شهريا وعن الاطعمة الساخنة الواردة من الخارج مع الرحلات قالت معظم هذه الاوردرات تأتي مع الرحلات القادمة من أوروبا وأحيانا من الإمارات ويتم تسليمها في المطار بعد سداد مبلغ الشحن وبالفعل تأتي هذه الأطعمة ساخنة لانها تنقل في بوكسات مخصصة لحفظ درجة حرارتها. مصطفي عبدالعزيز طالب بجامعة خاصة يقول: انا وزملائي في الجامعة مشتركين في جيم "بشارع السباق بمصر الجديدة وندفع شهريا ألف جنيه وبخلاف ذلك فإننا معتادون علي التنزه في بعض الاماكن التي يرتادها ابناء طبقة الأثرياء في مصر بمدينة الرحاب وفي معظم الاحيان فإن الفاتورة التي نسددها تتجاوز ثلاثة آلاف جنيه. وتقول مي الجندي اعمل بشركة اتصالات عالمية وبالطبع احتاج دائماً إلي الاهتمام بمظهري فملابسي اشتريها من أرقي بيوت الأزياء في مصر والاكسسوارات ايضا واحرص دائما علي حضور عروض الازياء التي تقام بين الحين والآخر لمتابعة احدث خطوط الموضة العالمية مشيرة إلي أن معظم زملائها بالعمل أبناء رجال أعمال معروفين. مصاريف الكلاب أحمد السمادوني طالب بمعهد طيران خاص فيقول: انفق علي كلبي مبالغ كبيرة حيث اقوم بشراء عبوة الطعام الخاص به والتي تكفيه لأسبوع واحد بمبلغ 300 جنيه إلي جانب الاكسسوار الذي يحتاجه واشتريه من احد المحلات بمنطقة المعادي اضف إلي ذلك نفقات المدرب والتطعيمات والكشف الدوري في عيادة بيطرية خاصة بمنطقة مصر الجديدة وبالطبع تربية الكلاب شيء مكلف للغاية ولا يستطيع أي شخص القيام بتربية الكلاب.. علي الجانب الآخر هناك من لا يجدون من يقتاتون به الا القليل ومنهم المرضي والعجائز الذين لا حيلة لهم في ارزاقهم ويعيشون يوما بيوم. يقول محمد عبدالرحمن: اعمل بتجميع الخردة واحصل علي يومية 30 جنيها وأعول أسرة من خمسة افراد واسعي جاهداً لتوفير متطلبات الحياة التي ارهقتني ولا استطيع الحصول علي راحة لان ذلك يعني عدم حصولي علي اليومية والإنفاق علي اسرتي واعاني اشد المعاناة في حالة مرض أي طفل من اطفالي والجأ إلي الاستدانة من معارفي لتوفير الأدوية اللازمة. بينما أكدت نعيمة فرج تعمل في تنظيف سلالم العقارات انها تحصل علي ثلاثة جنيهات من كل شقة في العقار ومتوسط دخلها في اليوم 25 جنيها هذا المبلغ الزهيد اصرف منه علي اطفالي بعد ان اقعد المرض زوجي وبالتالي اصبحت أنا المسئولة عن الانفاق عن هذه الاسرة المكونة من أربعة أطفال بخلاف مصاريف علاج زوجي وبالكاد استطيع اطعام اسرتي وادعو الله ان يعينني علي الوفاء باحتياجات أسرتي. غفير وسباك اما عبدالقادر سيد بائع متجول فيقول اعمل 12 ساعة يوميا واحصل علي خمسين جنيها ربحاً يومياً انفق منهم علي زوجتي وابنائي الأربعة ووالدتي التي تعيش معنا بعد وفاة والدي وهذا الراتب لا يعينني علي قضاء التزماتي ولا علاج والدتي المسنة فأضطر إلي العمل في السباكة لبعض الساعات يوميا لتوفير الطعام ويكون عادة في حده الادني حيث تقوم زوجتي بشراء أرخص السلع من الأسواق الشعبية. ويضيف سيد صالح أب لسبع بنات ليس لي أي مصدر دخل ثابت وأعمل باليومية في أي عمل وطالبت حي حلوان الموافقة علي منحي كشك لاقتات منه واصرب علي ابنائي ووالدتهم لكن الحي يرفض بدون سبب علي الرغم من الفوضي التي تشهدها الاحياء ونصب الاكشاك بأي مكان إلا إنني لازلت اسعي مع الحي لاحصل علي الترخيص لانني سأضع فيه بضاعة بالدين وفي حالة إزالة الكشك سيتم حبسي وأطالب المسئولين النظر لبناتي بعين الرحمة حيث إننا لا نجد أحيانا طعاما فنكتفي بوجبتين يومياً. بائعة الخضار أم محمد بائعة خضار قالت توفي زوجي وترك لي ستة ابناء وكان يعمل خفيراً علي قطعة أرض فضاء ولحقه نجلي الأكبر في حادث سيارة فلم أجد من يعينني علي تربية ابنائي وبمساعدة اهالي المنطقة اطتعت ان اشتري بعض الخضروات وابيعها امام قطعة الأرض التي نقيم فيها في حجرة بسقف خشبي وبالماد استطيع أن اطعم ابنائي الخمسة وللأسف فهم صغار ولا يستطيعون العمل لذلك فالحمل بالكامل ملقي علي ظهري ولولا مساعدة أولاد الحلال لمتنا من الجوع.