علي طريقة حسين فهمي في مسلسل «يا رجال العالم اتحدوا» عندما أجبر علي ترك عمله ليمكث في المنزل ويقوم بكل شئونه وأعماله بينما زوجته «الفنانة إسعاد يونس» تعمل وتكافح من أجل إعالة الأسرة. يعيش بعض الرجال في الواقع.. لكنهم رجال آخر زمن.. الفرق بينهم وبين بطل العمل الدرامي أنهم تركوا العمل باختيارهم وإرادتهم ليعشوا علي «عرق» زوجاتهم بل إن بطل المسلسل كان أكثر نفعاً لزوجته بقيامة بأعمال المنزل وفكر وحاول التمرد علي واقعه بعمل مشروع لكن أبطال حكايتنا من ورق.. يفضلون الجلوس علي المقهي وإجبار زوجاتهم علي العمل ثم الحصول علي الأموال منهن. الخروج من التعليم «أم بدوي» 45 عاماً تقول: أعيش مع زوجي وأبنائي الستة بقرية ميت البيضة بمحافظة المنوفية وكان زوجي يعمل «عامل بناء» مقابل أجر يومي 15 جنيها فجأة وبدون أي مبرر قرر زوجي ترك العمل لأنه مش جايب همه فقمت ببيع كل ما يمكن بيعه للانفاق علي الأسرة واضطر أبنائي للخروج من التعليم إلي أن فقدت كل ما لدي واضطررت للاستدانة ومرت الأيام وزادت المسئولية وزوجي لا يعرف شيئاً سوي النوم والأكل ومشاهدة التليفزيون والجلوس بالمقهي. وتضيف: علمت بوجود مجموعة من نساء القرية يقمن بجمع بضائع وشرائها من أصحابها والنزول لأسواق القاهرة الأسبوعية أو اليومية لبيعها والعودة في نهاية اليوم بالأرباح.. قمت بالاستندانة مرة أخري وشراء بعض الطيور والخضار من أهالي القرية والنزول لسوق الخميس بحي المطرية مقابل 30 جنيها لسائق الميكروباص حتي يوافق علي نقل البضائع. وتتابع: المشكلة ليست في عملية النقل فقط ولكن هناك بلطجية بالأسواق يرفضون جلوسنا بالإضافة لعمليات السرقة المستمرة وتهرب الزبائن من تسديد الأقساط. أم عبدالحليم بائعة طيور 65 عاماً من قرية ميت البيضة بمحافظة المنوفية تحكي: أعتدت المجيء للسوق الشعبي بميدان فيكتوريا يوم الثلاثاء من كل أسبوع منذ 15 عاماً. وتستطرد: زوجي كان يعمل بالأجرة بالأراضي الزراعية بقريتنا إلا أنه زهد في العمل وقرر عدم النزول وأمرني بالعمل ونظراً لأنني لا أجيد القراءة والكتابة أو أعمال الفلاحة ولمواجهة الظروف المادية القاسية وللإنفاق علي أبنائي الثمانية قررت العمل كبائعة بالأسواق الشعبية بشبرا وأحيانا بالأسواق الأسبوعية كسوق الأحد بحي المرج أو سوق الجمعة بالإمام الشافعي حيث يتهافت الأهالي علي شراء منتجات الريف التي لا تتوافر لديهم. وتقول بمرارة ممزوجة بفخر بمرور الزمن قمت بتزويج جميع أبنائي دون مساعدة زوجي رغم ضآلة الأرباح التي لا تتعدي 100 جنيه أسبوعيا ومشاكل الاستدانة التي عانيت منها إلا أنني ومن خلال تجارتي تمكنت من تربية أبنائي جيداً. بائعة بالأسواق سامية محمد 45 عاما من قرية طها شبرا بمركز قويسنا بمحافظة المنوفية تقول: لدي 3 أبناء وزوجي رغم أنه في كامل صحته إلا أنه يرفض العمل ويري أن العائد منه ضئيل لهذا طلب مني النزول للعمل كبائعة بأسواق القاهرة فوافقت خاصة أن أبنائي بمراحل التعليم المختلفة وأحيانا أنزل مرتين وثلاثا أسبوعيا والمرور علي الأسواق الشعبية وأحيانا أضطر للمبيت بالأسواق والعودة باكرا للقرية. وتكمل العمل كبائعة قادمة من الريف يعتبر رحلة عذاب شبه يومية ولكن مضطرة بسبب تهديد زوجي الدائم بالطلاق أو الزواج بأخري إذا رفضت العمل خلاف المشاجرات الدائمة والضرب والإهانة إذا رفضت إعطاءه الأموال اللازمة لشراء الدخان والجلوس بالمقهي وقد فكرت كثيراً في الانفصال ولكن أمام مصلحة أبنائي ونظرة المجتمع الريفي للمرأة المطلقة قررت الاستسلام لظروفي الصعبة «فضل راجل ولا ضل حيطة». نورا جمعة 45 عاما من قرية كفرصقر بمحافظة الشرقية تحكي: اعتدت منذ عشرة أعوام المجيء يومي الثلاثاء والخميس للبيع بأسواق شبرا والمطرية.. أستيقظ في الرابعة فجرا وأستقل ميكروباصا مع مجموعة من البائعات بالقرية مقابل 40 جنيها للبائعة. أما بالنسبة لزوجي فهو يرفض العمل منذ 10 أعوام رغم أنه «صنايعي» مبيض محارة وكل همه هو انتظاري لحين عودتي للاستحواذ علي ما أحققه من أرباح. مصروف الزوج فاطمة عطية تعمل خادمة بالأحياء الراقية وتسكن بمنطقة الكيلو أربعة ونصف «عزبة الهجانة» بحي شرق مدينة نصر تقول: أقيم مع زوجي وأبنائي الثلاثة بإحدي الغرف المستأجرة بمبلغ شهري 120 جنيهاً وأعمل علي مدار الأسبواع دون الحصول علي إجازة لتوفير نفقات المأكل والملبس ومستلزمات المدارس لأطفالي وأجرتي تصل إلي 60 جنيها يوميا وزوجي لا يعمل ومصروفه يصل إلي 20 جنيهاً يومياً يحصل عليها بعد عودتي من العمل لينفقها علي مزاجة الشخصي وجلوسة بالمقهي.