يبحث وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ اليوم برئاسة الدكتور محمد عبدالعزيز وزير الخارجية الليبي آخر المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية ومسار المفاوضات الحالية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أمريكية. يشارك في الاجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن حيث يطلع الوزراء العرب علي ما تم انجازه الفترة الماضية واللقاءات التي تمت مع الجانب الإسرائيلي ومدي جدية إسرائيل في هذه العملية التفاوضية التي انطلقت قبل فترة برعاية الولاياتالمتحدة والخطوات الواجب اتخاذها مستقبلاً في هذا الملف. علمت "الجمهورية" أن هناك انقساماً فلسطينياً بشأن الاستمرار في عملية التفاوض فهناك من يري أن إسرائيل لم تقدم شيئاً علي مدار 14 اجتماعاً منذ انطلاق الجولة الحالية في يوليو الماضي وتصر علي بناء المستوطنات والتهام المزيد من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وترفض الافراج عن الدفعة الثالثة من الأسري الفلسطينيين بموجب اتفاق سابق بين الجانبين. في حين يري جانب آخر داخل السلطة الوطنية ضرورة اعطاء فرصة أخري خاصة وأن الإدارة الأمريكية ستعرض خطة جديدة حول عملية السلام والتفاوض الجارية في يناير القادم في حال لم يتوصل الطرفان إلي تسوية بنهاية ديسمبر الحالي ولابد من ترك الباب موارباً وعدم اغلاقه مع التلويح بتصعيد الموقف العربي المساندة للفلسطينيين واللجوء للمنظمات الدولية والأمم المتحدة في ظل تعاطف دولي للحق الفلسطيني. 5 أشهر مهلة رجحت مصادر عربية أن يستعرض الاجتماع هذين الرأيين متوقعة اتخاذ قرار مؤيد للرأي الثاني واعطاء مهلة 5 أشهر اضافية أمام عملية التفاوض التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل 6 أشهر وتنتهي في مارس المقبل مؤكدة أن الأمريكيين يضغطون علي السلطة لعدم الانسحاب حتي لا يحدث إحراج للجانب الأمريكي في ظل المشاكل التي تواجهها الإدارة مع العديد دول منطقة الشرق الأوسط. من جانبه أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة ان الجامعة العربية أكدت دعمها للمفاوض الفلسطيني والمحافظة علي الثوابت العربية والفلسطينية والقضية الفلسطينية مشيراً إلي الاجتماع الوزاري يعقد بناء علي طلب رئيس دولة فلسطين محمود عباس. دعم التحرك الأمريكي أضاف أن الوزراء يستمعون لتقرير مفصل حول ما آلت إليه المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وعلي ضوء رغبات الجانب الفلسطيني واحتياجات الموقف في ظل استمرار إسرائيل ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية سيتخذون القرار الداعم للجانب الفلسطيني مشيراً إلي أن وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري تقدم منذ 5 شهور تقريباً برؤية حول إحياء عملية المفاوضات وبمواصفات معينة حيث عرضت هذه المواصفات علي الجامعة العربية من خلال الرئيس محمود عباس في اجتماع خاص للجنة مبادرة السلام العربية. أكد صبيح أنه لابد من دعم التحرك الأمريكي وليس الإسرائيلي معرباً عن قناعته بأن الجانب الأمريكي يريد ولديه الرغبة أن يتحرك للأمام والجامعة العربية تدعم هذا التحرك رغم أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تخطت ال 14 اجتماعاً ولم يعلن عنها شيئاً علنياً ولكن ما وصل إلينا أن هناك مواقف إسرائيلية خطيرة وهناك ضغوط إسرائيلية علي الجانب الأمريكي. تهويد القدس أبدي قلقه من استمرار ومواصلة الجانب الإسرائيلي بالاستيطان وانتهاكات لحرمة المسجد الأقصي وتهويد القدس والعدوان علي الضفة الغربية علي مدار الساعة إضافة إلي العدوان علي قطاع غزة مشيراً إلي عدم رؤية أي دور ايجابي ملموس من الجانب الإسرائيلي علي هذه المفاوضات بل بالعكس التصريحات التي تصدر من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ومن وزير الاسكان وآخرين.. لا تشجع علي الاطلاق. أشار إلي أن الخطة الأمريكية التي ستطرح في الفترة القادمة في حال عجز الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عن التوصل لحل وصلت الجامعة العربية ولكن بشكل غير رسمي وتم تعميمها علي الدول العربية إلا أن الموقف بشكل عام يحتاج إلي حرص شديد وحس سياسي صحيح لأنه إذا كانت الاتفاقية تؤدي إلي اتفاقية مؤقتة أو مرحلية فلا نريد أن ندخل مثالية أوسلو ونتفاوض بعد هذه المرحلة 20 سنة. كشف عن وجود طلبات إسرائيلية بالابقاء علي مواقع علي حدود الدولة الفلسطينية مع الأردن الشقيق لتأمين الحدود مؤكداً رفضه التام لبقاء إسرائيلي واحد ويمكن تأمين هذه الحدود من قبل طرف ثالث مثل أمريكا والناتو ما عدا إسرائيل حتي لا يكرسوا الاحتلال بالقانون.