* لم تكن 23 يوليو عام 1952 مجرد تاريخ عابر في حياة مصر والمصريين بل كانت النقطة الفارقة التي غيرت مسار الشعب المصري.. أخذ الجيش المصري العظيم كما عهدناه دائما بزمام المبادرة ووضع رجاله رءوسهم علي أكفهم فكانت حركة الضباط الأحرار التي سرعان ما انحاز إليها شعب مصر عن بكرة أبيه ونزل إلي الشوارع والميادين حتي القري المصرية في الوجهين القبلي والبحري مؤيدا ومساندا لجيش مصر العظيم وبالفعل نجحت حركة الجيش وسرعان ما انطبق عليها لفظ ثورة قولا وفعلا وصارت ثورة الثالث والعشرين من يوليو رمزا لكفاح شعب مصر الذي كثيرا ما ناضل من أجل أن ينال حريته كاملة بعد وقت طويل من المعاناة في ظل حكم متسلط وراثي منذ عهد أسرة محمد علي الكبير حتي عصر فاروق الأول. * جاءت ثورة يوليو لتحدث نقلة نوعية في حياة المصريين وكان قادة الثورة عند حسن ظن الشعب المصري بهم فكان أن صدرت عدة قوانين ثورية كانت في صالح المواطن كقوانين الإصلاح الزراعي وإعادة تقسيم الملكية الزراعية علاوة علي إنشاء البنية القوية للقطاع العام في طول البلاد وعرضها فكانت تلك القلاع الصناعية في المحلة الكبري وحلوان وقنا وأسوان.. أضيف إلي ذلك مصانع الإنتاج الحربي.. إلخ. * ثم كان جانب الإعلام المصري في عهد ثورة يوليو الذي حقق طفرة غير مسبوقة فقد تم تشييد مبني ماسبيرو علي كورنيش نيل القاهرة.. ودخل التليفزيون المصري بيوت المصريين لأول مرة خلال حقبة الستينيات.. ولكن قبل هذا وذاك كان تأسيس صحيفة ناطقة باسم ثورة مصر هو الأمل الذي يسعي إليه قادة الثورة فكان أن صدرت جريدة الثورة عروس الصحافة المصرية والعربية آنذاك والجمهورية صدرت رخصتها باسم الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر وكان السادات أول رئيس تحرير لها.. ومنذ يومها الأول في الصدور كانت الجمهورية صحيفة المصريين علي اختلاف مشاربهم وميولهم وانحازت منذ الصدور الأول لصالح هذا الشعب الذي عاني الكثير والكثير ولكن ومع وجود الجمهورية صار للمواطن المصري منبر يصل صوته من خلاله إلي المسئولين في كل موقع من المواقع وبالتالي عرفت الجمهورية لدي المواطن بأنها صوت الشعب في كل زمان ومكان بل إن القائمين علي أمر هذه الجريدة من لدن عهد رئيس تحريرها الأول أنور السادات وحتي يومنا هذا. توالي علي إدارة تحرير الجمهورية أساطين الأدب والصحافة.. طه حسين.. كامل الشناوي وغيرهما كثيرون من أساتذة المهنة الذين تولوا زمام أمرها فكان لهم أثر عظيم في مشوار الجمهورية حتي كانت اللحظة الفارقة في تاريخ هذه الجريدة حين تم اتخاذ القرار بانتقال مقر الجريدة من 24 ش زكريا أحمد إلي مبني عملاق في قلب شارع رمسيس كان وراء هذا الإنجاز الضخم الذي نقل الجمهورية نقلة نوعية قلما يتكرر هذا الحدث علي الأقل بعد عشرات السنين. * الجمهورية الجريدة والدار الصحفية أحدثت منذ نشأتها وحتي يومنا هذا طفرة في حياة البسطاء من أبناء هذا الشعب.. وطفرة المبني العملاق لا شك جعلت من الجمهورية تخطو خطوات واسعة وإن كان لنا أن نذكر بالفعل فهو للكاتب الكبير الأستاذ سمير رجب الذي كانت له بصماته الواضحة علي مؤسسة دار التحرير وإصداراتها المختلفة التي حفلت بكثير من الإصدارات الجديدة ك"حريتي- شاشتي- عقيدتي ثم تطوير أداء الصحيفة الأم والمساء مما زاد من توزيعها. * عموما ونحن في الذكري الستين لميلاد دار التحرير ما نريد أن نقوله هو كل عام وعروس الصحف القومية بكل خير وسلام.