** عندما تضيء الجمهورية شمعتها الستين لابد وان نفخر بانتمائنا لها ونؤمن بدورها وما قدمته وما يمكن ان تقدمه للشعب المصري في تلك اللحظات التاريخية الفارقة التي تعيشها مصر هذه الايام وبعد مرور ثورتين متتاليتين في 25 ينايرو30 يونيه لنرسم بعدها خطواتنا علي الطريق الصحيح نحو مصر جديدة ومختلفة. ** ليس غريبا ان تكون جريدة الثورة والتي تأسست عقب ثورة يوليو 1952 هي دائماً تنحاز للفقراء والمطحونين تبحث عن العدالة الاجتماعية والحرية ومكافحة الفساد والافساد وتعبر عن طموحات الشعب وأماله وأحلامه وتعكس مشاكله وآلامه. ** مع الاحتفال بعيد ميلاد الجمهورية يجب ان نقف مع أنفسنا ونسأل عن مستقبل الصحف القومية مع التغيير الحادث في المجتمع المصري وبناء دستور جديد.. فلم يعد مقبولاً ان تظل المؤسسات القومية تعاني وان يعمل صحفيوها وعمالها في ظل ظروف صعبة وأجور ضعيفة لا تراعي الحد الأدني من العيش الكريم.. مطلوب استراتيجية جديدة ونمط مختلف للصحافة القومية يعطي مزيداً من الاستقلالية والحرية ويشجع علي المنافسة والانطلاق دون قيود. ** وفي المقابل مطلوب منا مضاعفة الجهد والعطاء ومواكبة التطوير الحادث في وسائل الاعلام والعمل باحترافية وتلبية احتياجات القراء واحترام توجهاتهم وحقهم في المعرفة. ** مطلوب منا ان نضاعف الحب والولاء لجريدتنا وان نحافظ علي استمرار مسيرتها الناجحة والتي بدأها كبار الكتاب وعمالقة الصحافة في مصر والعالم العربي والذين اثروا الحياة الصحفية والفنية والأدبية من خلال كتاباتهم حتي تركوا لنا تراثاً ذاخراً يستحق الزهور والفخار وان يكون مدداً وعوناً ودافعاً للكد والجهد والعطاء حتي تظل الجمهورية مدرسة صحفية تؤثر في المجتمع بأقلام كتابها وتتأثر به بالتعبير عن مشاكلهم وأحلامهم وطموحاتهم. ** تجربة شخصية عشتها مع الجمهورية حيث لم يتعود أهل ماسبيرو علي ان تنتقد جريدة قومية أداء مسئولين مهمين داخل المبني ولكن الجمهورية أتاحت لنا الفرصة لانتقاد من يستحق النقد ونشرنا بالمستندات الكثير من الممارسات لكبار قيادات هذا المبني في عهود مختلفة وأنظمة متعاقبة وكان هذا مثار دهشة واعجاب الكثيرين لتعطي الجمهورية درساً بأنها جريدة الشعب منذ نشأتها وحتي الآن ولا يهمنا في عملنا إلا الصالح العام ولن نسكت علي فساد مهما كانت النتائج والعقبات يدفعنا لذلك مساحة الحرية التي تعطيها لنا جريدتنا في انتقاد أي مسئول طالما ان هذا النقد مدعم بالمستندات والحقائق. ** وأذكر هنا عندما ثار أهل ماسبيرو لأول مرة في تاريخ هذا المبني ضد أنس الفقي وزير الإعلام الاسبق في مارس 2009 بادرت الجمهورية في كشف ما يدور وتبنت وجهة نظر الاعلاميين الذين شعروا بالظلم لممارسات قيادات بعينها في ذلك التوقيت. ** ورغم تعاقب الأنظمة بعد ثورة يناير الا ان السياسة لم تتغير واستمر كشفنا للفساد حتي الآن وهو ما جعلنا مصدر ثقة الجميع وأصبحنا نستقبل الآن الكثير من ملفات الفساد والتي سنواصل نشرها دون خوف أو حسابات خاصة.