يعاني المزارعون في سوهاج معاناة كبيرة للعجز الشديد في السماد والارتفاع الجنوني لأسعاره حتي عجز المزارعون عن تدبير الكميات المطلوبة واللازمة لتسميد زراعاتهم ولا يجدون أمامهم إلا أحد أمرين كلاهما مر إما بوار الأرض أو شراء الأسمدة بأضعاف أسعارها من السوق السوداء. التقت "الجمهورية" عدداً من المزارعين فماذا قالوا؟ المستأجرون يكتوون!! في البداية يقول جابر هريدي إن أهم أسباب المشكلة هو حصول أصحاب الحيازات الزراعية ملاك الأرض علي كميات من الأسمدة حسب حيازاتهم وفي الواقع والحقيقة فإن غالبيتهم لا يقومون بزراعة أرضهم التي قاموا بتأجيرها لصغار الزراع وكان من المفترض أن يعطوا عقود إيجار يقوم المستأجرون بصرف كميات الأسمدة بها من الجمعيات الزراعية بناء علي عقود الإيجار لكن في الحقيقة أن ملاك الأراضي لا يعطون المستأجرين عقود إيجار وعليه فإن حصة الأسمدة التي تسلموها بحيازاتهم كملاك يقومون ببيعها في السوق السوداء بأضعاف الأسعار الأصلية لتحقيق مكاسب مادية كبيرة بينما يفشل المزارع الحقيقي المستأجر في الحصول علي الأسمدة بأسعارها المدعمة مع أنه هو القائم الفعلي بالزراعة ويكتوي بنار أسعار الأسمدة. المزارع الحقيقي يمسك عبدالراضي عبدالرحيم زارع بطرف الحديث أن المستأجر هنا لا يستطيع أن يشتكي المؤجر بالزراعة لأنه إذا اشتكي لا يقوم بالتأجير له الزراعة أو الموسم القادم فيضطر أن يسكت عن الشكوي ليضمن أن صاحب الأرض يؤجر له العام التالي ويضطر لشراء السماد من السوق السوداء رغم أنه المزارع الحقيقي للأرض!!! يضربون كفا بكف!! بينما يقول رافع عيسوي إن حصص الأسمدة التي تصرف غير كافية وبالتالي نلجأ للسوق السوداء ونشتري الشيكارة بسعر يتراوح ما بين 170 180 جنيها مما يحملنا ضغوطا وأعباء مالية إضافية ويضرب كفا بكف ويتساءل؟ من يتدخل لحماية الفلاح المصري الذي يعاني الأمرين؟!! تعدد الشكاوي رد المهندس مصطفي عبدالفتاح وكيل وزارة الزراعة بسوهاج ان رجوع عمليات توزيع الأسمدة للجمعيات الزراعية بعد تعدد الشكاوي من الزراع وتضررهم من بنك التنمية والائتمان الزراعي وفروعه حيث إن كثيراً منهم كان يصرف جزءاً من حصصهم 50% فقط كما أن المندوبيات لا توجد في كل القري فكل مندوبية تضم من 4 إلي 6 قري مما يضطرهم إلي تخصيص يوم أو يومين كل أسبوع لكل قرية مما سبب مشقة للمزارعين. أضاف أنه تم رفع مذكرة للوزير أيمن أبوالحديد ورئيس قطاع الخدمات لإسناد توزيع الأسمدة للجمعيات لافتا إلي أن التعاونيات بكافة جمعياتها وقطاعاتها تسابقت في تدبير الاعتمادات المالية بل وكثيرا ما تم التبرع بأماكن كمخازن بالقري التي لا توجد بجمعياتها مخازن وتم حل كل المعوقات وتم توفير الأسمدة بكل الجمعيات الزراعية وبها كميات رصيد من الأسمدة بل إن بعض الجمعيات التعاونية بها رصيد تجاوز المائة طن. 262 جمعية زراعية كشف رئيس قطاع الزراعة بسوهاج أن قري سوهاج بها 262 جمعية زراعية وتم تشكيل 3 لجان علي مستوي المحافظ تراقب عمليات التوزيع فهناك لجنة علي مستوي المحافظة يترأسها مدير عام الزراعة تضم مديري التعاون والتسويق والتشريعات الزراعية والإصلاح الزراعي ولجان علي مستوي المراكز برئاسة مدير الإدارة الزراعية ولجان بكل جمعية زراعية برئاسة الجمعية. قال المهندس مصطفي عبدالفتاح إنه بالأرقام ورد من الأسمدة اليوريا 8455 طناً ومن النترات 4985 طنا بإجمالي 13441 طنا وأن الرصيد المتبقي بالجمعيات 6574 طن يوريا و3088 من النترات. عمليات الشحن وبشأن الشكاوي التي ظهرت من بعض المزارعين خلال بداية العمل بالتوزيع عن طريق التعاونيات قال إن شحن كميات الأسمدة مستمر للمحافظة حيث إن حصتنا الشهرية تصل إلي 6 آلاف طن لم يكن يرد منها إلا نصفها وكان لنقص السولار خلال الأيام الماضية أثره الواضح في إنتاج المصانع. مشيرا إلي أنه تقرر طرح أسمدة بسعر 130 جنيها وهو السعر الحر للشيكارة الواحدة من خلال الجمعيات الزراعية للمساهمة في حل الأزمة كما تم الاتفاق مع الجمعية العامة للسماد علي توريد ألف طن أسمدة لسوهاج. السماد البلدي وحول السماد البلدي قال المهندس مصطفي عبدالفتاح إنه موجود في العديد من القري والنجوع يقوم عليه المزارع الذي لديه عدد من المواشي بمنزله ولكن ليس بالكفاءة المطلوبة فهو حاليا وفي الغالب الأعم مثله كمثل كميات التراب نظرا لعدم وضعه في "كومات" لمدة معينة يتحلل ويكون مكوناته المعروفة حتي ان سماد الشتاء يكون لزراعات الصيف والعكس أما عمليات النقل اليومي من حظائر الحيوانات إلي الأرض مباشرة عديم الفائدة لذا نقول للزراع اجعلوا كميات السماد في أكوام لمدة من 3 إلي 4 أشهر ثم يتم نقلها للأراضي.