استقرت حالة ضابط الأميرية المتهم بقتل طالب الثانوي عقب حادث تصادم وقع أثناء تفقده الحالة الأمنية ونشوب مشاجرة بينه وبين قائد السيارة المتسببه في الحادث تجمع علي أثرها الأهالي لتهريبه فأطلق الضابط الأعيرة النارية لتفريقهم لتخرج طلقة طائشة أثناء محاولتهم الاستيلاء علي سلاحه استقرت في الطالب القتيل فقام الأهالي بالاعتداء علي الضابط بالضرب المبرح الذي أفقده الوعي ونقل في حالة سيئة لمستشفي الشرطة بمدينة نصر يصارع الموت. روي الملازم أول محمد جمال عبدالناصر رئيس الدورية بقسم الأميرية تفاصيل الحادث الذي بدأت وقائعه أثناء مروره بالدائرة لتفقد الحالة الأمنية مستقلا سيارة الشرطة رقم 7646/12ب قيادة الشرطي محمد فاروق أحمد مجند درجة أولي وأثناء ذلك وقع حادث تصادم إثر اصطدام سيارة ربع نقل بالسيارة التي يستقلها وسيارتين آخريين. أضاف الضابط أنه فور وقوع الحادث نزل من سيارة الشرطة لفحص الأمر وتبين أن السيارة المتسببة في الحادث رقم و ط ن 926 نقل مصر قيادة محمد علاء إمام عبدالوهاب "21 سنة" سائق ومقيم بالمطرية وكان يستقل برفقة عبدالرحمن طارق محمود "18 سنة" الطالب المتوفي وقد اصطدمت بالسيارتين ر م ه 732 ملاكي مصر قيادة هاني عليان سعد "29 سنة" سائق ومقيم بالأميرية و ج ط ن 461 قيادة السيد محمود عبدالمقصود "36 سنة" سائق ومقيم بشبرا الخيمة. أضاف.. أثناء الفحص تبين عدم حمل قائد السيارة النقل المتسببة في الحادث لأي تراخيص سواء قيادة أو تسيير وهو ما دعاه إلي التحفظ عليه وفقا للإجراءات القانونية المتبعة وأثناء محاولته اصطحابه لديوان القسم فوجئ بتجمع أعداد كبيرة من أهالي المنطقة وأهلية الطالب الذي كان برفقته محاولين إثناءه عن اصطحاب المتهم للقسم وتهريبه الأمر الذي دفعه لإطلاق عيارين ناريين في الهواء لتفريقهم بعد أن كادوا يعتدون عليه بالضرب. عقب ذلك تمكن مجموعة من الأهالي من الاعتداء علي الضابط واستخلص أحدهم السلاح منه وأثناء ذلك خرجت منه طلقة طائشة بطريق الخطأ أودت بحياته. قال الضابط لم أشعر بعد ذلك إلا وجميع المتواجدين في المنطقة يعتدون عليّ بالضرب المبرح بالأقدام وقاموا بسحلي بطريقة وحشية أفقدتني الوعي حتي حضرت سيارة الإسعاف لنقلي إلي المستشفي وعلمت بعد ذلك أنهم حاول اعتراض طريقها لمنع المسعفين من نقلي إلي المستشفي حتي أفارق الحياة وأنهم قاموا بإحداث بعض التلفيات بالسيارة أثناء ذلك حتي حضرت قوات من القسم نجحت في فتح الطريق أمام السيارة التي أوصلتني إلي مستشفي الشرطة بمدينة نصر. أشار إلي أنه لم يفق من غيبوبته إلا بعد عدة ساعات وجد نفسه بعدها علي أحد الأسرة بغرفة الرعاية المركزة نظرا لسوء الحالة التي وصل بها. وبنبرة حزينة وصف الضابط الحادث الذي وقع بأنه تعبير عن الانفلات الأمني الذي وقع في أعقاب الثورة لدرجة جعلت الأهالي يتجرؤن علي الشرطة لتهريب متهم وعندما حاول هو تفريقهم كانت النتيجة وفاة طالب لا حول له ولا قوة. أضاف أن الألفاظ التي كنت اسمعها أثناء الاعتداء عليّ تدل علي كراهية شديدة تجاه رجال الشرطة فأحدهم وصفه بأنه كافر والثاني قال عنه إنه كلب علاوة علي ألفاظ نابية يعف اللسان عن ذكرها. وتساءل هل القانون يعطي لأهالي المنطقة حق الاعتداء عليه حتي كادت روحه أن تزهق فحتي لو اثبتت التحقيقات أنه المخطئ رغم أنه كان يؤدي عمله الموكل له فكان من الأولي أن يسلم للشرطة علي أن تتولي النيابة التحقيق معه لتكشف التحقيقات عما إذا كان بريئا أم مدانا. وأشار إلي أن الذين قاموا بالاعتداء عليه يظنون أنهم بذلك يحصلون علي حق الطالب القتيل دون أن يدركوا أنهم يزهقون هذا الحق فما هو الحال إذا كانوا قد نجحوا في قتله وختم حديثه بقوله "حسبي الله ونعم الوكيل فهو المطلع وقادر علي كشف الحقيقة" مؤكدا علي ثقته في جهات التحقيق سواء انتهي الأمر بالتبرئة أو الإدانة. أكد مصدر أمني ل "الجمهورية" أنه لا صحة لما اشيع بأن الضابط لم يكن متواجدا في الخدمة حيث أنه تم تعيينه كرئيس للدورية علاوة علي محاولات البعض الإدعاء بأنه كان يستقل سيارة ملاكي بدون لوحات. أضاف المصدر أن أقوال الضابط موثقة بشهادة قائدي السيارات الأطراف في الحادث علاوة علي الشرطي الذي كان يقود السيارة كما أنه ثابت قيام الأهالي باعتراض سيارة الإسعاف لمنع محاولات انقاذه. أكد أنه عقب الحادث تجمع مجموعة من أهالي المنطقة من أقارب ومعارف الطالب القتيل وحاولوا اضرام النيران في القسم إلا أن القوات تصدت لهم لكنهم نجحوا في اضرام النيران بإحدي سيارات الشرطة المتوقفة أمام القسم. فور وقوع الحادث تلقي اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لقطاع القاهرة إخطارا من العقيد إيهاب محمود مأمور الأميرية بمحاولة الأهالي إحراق القسم فتوجهت قوات من الأمن المركزي بإشراف اللواء جمال عبدالعال مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة نجحت في السيطرة علي الموقف وتفريق الأهالي واستخلاص الضابط المصاب من يد الأهالي ونقله إلي المستشفي لإسعافه. وتبين من التقرير الطبي المبدئي الصادر من مستشفي الشرطة بمدينة نصر أن الضابط مصابا بكدمات وجروح تهتكية بأجزاء الجسم المتفرقة بالإضافة لتجمعات دموية وأن حالته الآن مستقرة إلا أنه يخضع للرعاية تحسبا لوقوع أي مصادمات. من جهته أكدت وزارة الداخلية بأنها ستجري تحقيقات موسعة في الحادث بجانب تحقيقات النيابة لبيان ما إذا كان الضابط مخطأ ومتعسفا في تطبيق القانون واتخاذ اللازم في ضوء ما تسفر عنه نتائج التحقيقات.