اسئلة كثيرة تدور في أذهان الجميع وتبحث عن اجابات حقيقية صادقة.. لماذا يطل الارهاب الأسود والعنف برأسه في محافظة المنيا أكثر من غيرها من المحافظات؟!.. ولماذا اصبحت تلك المحافظة المعروف عنها الهدوء ويلقبونها بعروس الصعيد مسرحاً لعمليات إرهابية قذرة خلال الفترة الماضية من اعضاء تنظيم جماعة الاخوان ومعاونيهم من التيارات الدينية المختلفة؟! ولماذا تصدرت "دلجا" تلك القرية التي لم يكن يعرفها أحد من قبل نشرات الأخبار في وسائل الاعلام العالمية؟ وتصورها علي أنها الحصن الحصين لقيادات الإرهاب في مصر؟!.. وهل هناك دلجا جديدة في المنيا.. ام انها اسطورة كاذبة صورها الإعلام لكنها انتهت إلي الأبد؟. لماذا انتشر السلاح غير المرخص بشكل كبير ومخيف حتي في أيدي الأطفال؟ ولماذا ظهرت جرائم جديدة كالخطف وطلب الفدية والسرقة بالاكراه خلال تلك الفترة؟. اسئلة كثيرة حملناها إلي المسئول الأمني الأول بالمنيا اللواء أسامة متولي مساعد وزير الداخلية مدير الأمن الذي تولي مسئوليته في ظروف غاية في الصعوبة جاءت في أعقاب اقتحام وحرق وتدمير 7 مراكز شرطة وعدد من المحاكم والكنائس والمدارس القبطية والمحلات والوحدات المحلية وغيرها ومصرع العشرات من رجال الشرطة في أقسامهم ومراكزهم.. والغياب الأمني شبه الكامل في الشارع المنياوي.. ايضا في اعقاب خلل داخلي في جهاز الأمن بالمحافظة وتعرض مدير الأمن السابق ونائبه لموقف مؤسف من بعض الأفراد والأمناء!. * سألناه.. بعد مرور شهرين ونصف الشهر علي اشتعال الموقف في المنيا.. كيف تري الحالة الأمنية الآن؟ ** قال.. اذا تحدثت عن رؤيتي فقد تكون فيها مبالغة أو غير حقيقية.. وانما هذا السؤال لو وجه للناس لكانت الاجابات صادقة لأنهم هم النبض.. ولكن أنا حريص علي الالتقاء بالناس والتحاور معهم لأعرف منهم مواطن القصور ومن خلالهم نستطيع أن نرسم خططنا الأمنية. بشكل عام الأمور لا شك انها تحسنت بشكل ملحوظ اصبحت هناك سيطرة أمنية وتواجد أمني واضح.. ولا أدعي إنني فعلت كل هذا وحدي ولكن هناك قيادات أمنية أخري تعمل أو عملت من قبل ونحن نضيف ونطور ونراجع كما أنني أحب أن استفيد من خبرات القيادات الموجودة هنا في المنيا منذ فترات عايشوا خلالها أحداث كثيرة سابقة ولهم رؤية جيدة إلي جانب خبراتي في مجال الأمن العام والمباحث جعلتني أكتسب خبرات متراكمة عن كيفية التعامل مع كل المواقف. * من وجهة نظرك.. لماذا المنيا دون غيرها شهدت أحداث عنف كثيرة.. هل هو نتيجة خلل أمني أو تقصير؟ أم لأسباب اخري؟ ** أري أن المنيا محافظة لها ظروفها التي تختلف عن ظروف المحافظات الاخري.. فلا يمكن أن نتجاهل أن المنيا هي معقل التيارات الدينية ومكان نشأتها ثم انتشارها للمحافظات الاخري.. وأن النشاط الإسلامي فيها واضح وملموس.. كما أن لها طبيعة جغرافية قاسية جداً وصعبة جداً.. بها طرق كثيرة وظهير صحراوي يمتد ويجاور كل القري سواء كانت شرق النيل أو غربه.. كما أن المنيا تجمع ما بين سكانها الأصليين وكثيرين من الدخلاء وبها قبلية إلي حد ما.. كل هذه عوامل استثمرت في ظل وجود بعض الثغرات الأمنية. لا أنكر أن الخلل الذي كان موجوداً خلال اغسطس الماضي داخل جهاز الأمن له دور وتم استغلاله ولذا كان علينا أن نسد تلك الثغرات ونستفيد من الاخطاء عند بدء العلاج وأولينا اهتمامنا بدور التوعية والتحديث والتطوير والتسليح وكذا اتخاذ الأماكن المناسبة للتأمين. ما أود أن اذكره ايضا.. هو الروح المعنوية التي اعتبرها أهم شيء في العمل الأمني فعندما تكون هناك ثقة ومعنويات مرتفعة يتحقق النجاح في الأداء.. ولقد ركزت خلال تلك الفترة علي اعادة الثقة في اعقاب الهزة التي حدثت.. ويومياً تجدني اقابل أكثر من 30 ضابطاً وفرداً من الأمناء وحتي الخفراء واكرمهم وأسلمهم شهادات تقدير واشكرهم علي جهودهم. * الناس تريد أن تعرف ما هي أخبار دلجا الآن؟ ** الموقف الأمني في دلجا مطمئن إلي حد كبير رغم المسيرات الضعيفة جداً التي لو قمت برصدها ميدانياً فانها تضم اعداداً محدودة جداً و90% منهم من الاطفال الصغار.. وانني اطمئنك واطمئن الجميع أن الأمور الأمنية في دلجا مستقرة وهناك تواجد أمني مكثف ومحسوب ونقطة الشرطة تعمل من اليوم الأول لدخولنا القرية والأهالي يتعاملون معها بشكل طبيعي بعد أن اعدنا تشغيلها في مكان بديل بعد الاعتداء علي مقرها. * لماذا دلجا دون غيرها من قري المنيا البالغة 360 قرية يحدث فيها هذا العنف؟ ** دلجا قرية كبيرة جداً تعداد سكانها يزيد عن 120 ألف نسمة.. وفيها عدد كبير من الكنائس ولها طبيعة جغرافية في منتهي القسوة.. يعيش بها عدد كبير جداً من المنتمين لجماعة الاخوان والجماعات الإسلامية.. بها عناصر إرهابية هامة جداً وبعضهم لايزال هارباً.. وهذا كان واضحاً في اعتصام رابعة حيث كان هناك مكان مخصصاً لدلجا.. والحقيقة أن هناك تدنيا كبيرا في الخدمات والتنمية في تلك القرية كل هذا أوصل الأمور إلي هذا الحال. ولا شك أن هناك دوراً كبيراً لما فعله الاعلام من تصوير دلجا علي أنها قلعة محصنة لا يمكن اختراقها.. نعم كانت هناك مشاكل أمنية وتداعيات ولكن ليس كما تم تصويرها لدرجة القول باستقلالها.. ونحن من جانبنا تعاملنا معها مثلها مثل أي بؤرة إجرامية.. خططنا وفكرنا ورتبنا وكان لدينا اصرار كامل علي ضبط كل العناصر الاجرامية فيها وهذا ما حدث بالفعل هل يمكن ان تكون لدينا دلجا أخري بالمنيا؟ لا اعتقد ابدا * هل عاصم عبد الماجد "ابن المنيا" موجود في دلجا كما يتردد؟. ** ليست هناك معلومات مؤكدة عن وجوده ولم يشاهد عبد الماجد في أي من قري أو مدن المحافظة وان كنا نتعامل مع المعلومات الكثيرة التي ترد الينا ونتحقق منها رغم صغرها. * احترقت 7 مراكز شرطة في اعقاب فض اعتصام رابعة وسرق سلاحها واستشهد فيها الكثيرون.. متي سيتم اعادة تشغيل هذه المراكز؟ ** هناك مركزان لم يبدأ فيهما العمل بعد هما ابوقرقاص والعدوة.. تم التعاقد مع إحدي الشركات والوزارة وفرت الاعتمادات لاصلاح وترميم ما اضير.. وفي سمالوط هناك مقر جديد يتم تنفيذه حيث انتهي 90% منه وفي يناير سيتم افتتاحه .. أما المركز القديم فسوف تتم اعادة بنائه وتجهيزه ليكون بعد ذلك مركزا ثانيا بسمالوط. لدينا مركز مغاغة انتهي ويعمل بكامل قوته وخلال شهرين أو ثلاثة علي الأكثر ينتهي العمل في بناء وتجهيز باقي المراكز التي تعمل الآن في مواقع بديلة. * لماذا لا يشعر المواطنون بالأمان حتي الآن؟ ** لابد أن تعلم انه ليس هناك أمن تصل نسبته إلي 100% في أي دولة ولا يمكن ان نغطي كل المناطق تأمينيا ولكننا كما قلت من قبل نبحث عن الثغرة ونغطيها .. ولا ننكر ان التواجد الأمني أدي إلي شعور المواطنين بالأمان.. نعم هناك تواجد ملحوظ.. وخدمات ودوريات ومتابعة من كافة القيادات .. الحملات يومية ليلا ونهارا لدرجة أن الأمر تحول إلي تنافس بين الضباط والأفراد لتحقيق الأمن للمواطنين بعد أن عادت الثقة وارتفعت الروح المعنوية للعاملين بالجهاز. * انتشرت الأسلحة بشتي أنواعها واصبحت في يد الأطفال .. فكيف نعالج ذلك؟ ** هناك من يطلب ان تكون هناك إدارة مستقلة لمكافحة جرائم التسليح ولكن هذا ليس بالضرورة فهذا دور المباحث ويبذلون جهودا مضنية ويوميا يتم ضبط كميات كبيرة جدا من الأسلحة والذخيرة في الوقت الذي ضاع وقت الشرطة فيه إبان حكم الإخوان في مواجهة الوقفات والمظاهرات وغيرها بالاضافة إلي ان الشرطة كانت مستهدفة منهم فزادت كميات الاسلحة التي نقوم حاليا بمواجهتها وضبطها. * هل المواجهات الأمنية كافية للخروج مما نحن فيه الآن؟ ** في جميع الاحوال المعالجات الأمنية لوحدها لا تكفي فهناك أمور لابد من مراجعتها وتضافر كل الجهود من الجهات المعنية لعلاجها منها البطالة والفقر وتدني الخدمات.. وايضا الخطاب الديني. أضاف ان دلجا عندما زارها المحافظ اللواء صلاح زيادة عقب دخول الأمن اليها وجد أن هناك خدمات غير موجودة فقرر البدء فيها وبالفعل جار العمل فيها حاليا. * هل اخلاء السبيل المتكرر بالمنيا للعناصر المتطرفة سببه قصور في التحريات أو المحاضر الشرطية؟ ** ليس معني اخلاء السبيل انه تمت تبرئة المتهم ولكن الحبس الاحتياطي تقديري .. ولا شك ان هناك قصورا خاصة وان التحريات جاءت عقب الاحداث ولم تكن هناك أدلة ظهرت أو شهود ادلوا بأقوالهم .. لكني حاليا أعيد كل الأدلة ومحاضر التحريات وتشجيع الشهود علي الادلاء بأقوالهم بعد ان كانوا خائفين. * أين محافظ المنيا الإخواني السابق.. الآن؟ ** المحافظ الدكتور مصطفي عيسي كان محبوساً احتياطيا وأخلي سبيله منذ أيام إلا أنه مطلوب ضبطه في واقعة أخري لكنه هرب إلي جهة غير معلومة وجار ملاحقته لتحديد مكانه وضبطه. * متي ينتهي الخلل المروري في المنيا ومراكزها؟ ** لقد اوليت اهتماما كبيرا بالحملات المرورية والمرافق والمخالفات بالآلاف فمثلا كم كبير جداً من الموتسيكلات غير المرخصة مضبوطة حاليا في مخازن المرور.. ونحن نركز أيضا في ضبط الشارع مروريا وهذا يحدث حاليا ويشعر به المواطن ويبقي ان يتعاون معنا المواطنون في ذلك. * لماذا تتعطل قرارات إزالة التعديات علي أملاك الدولة بسبب الدراسات الأمنية؟ ** أنا شخصيا أهتم بمسألة التعديات علي الأراضي الزراعية وأعمل علي إزالتها فورا وربما تكون الدراسات الأمنية معطلة إلي حد ما لكنها ضرورية لكننا وضعنا خطة دعم للمراكز لتنفيذ إزالة التعديات بعدها يتولي كل مركز الإزالات أولا بأول بقوته. * أين شرطة المرافق وسط الاشغالات التي لم تترك شارعا أو رصيفا؟ ** ليس بالضرورة أن يوجد في كل مركز وحدة مرافق لكن الوحدات الموجودة مدعمة بالأفراد والامكانيات وتقوم بعملها لكننا ننظر في نفس الوقت إلي البعد الاجتماعي للباعة الجائلين ونحاول مع المحليات ان نوفر لهم أماكن بديلة. * سألت .. لماذا انتشرت جرائم الخطف وطلب الفدية والسرقة بالاكراه في المنيا؟ ** قال.. لم تصبح هذه الجرائم ظاهرة ولا ارتباط بين تلك الحوادث وكل الذين تم خطفهم خلال الشهور الثلاثة الماضية عادوا وأكثر من 70% من الجرائم تم تحديد الجناة فيها وتم ضبط بعضهم وجار ضبط الاخرين وهناك مشكلة عدم الابلاغ من جانب أهالي المخطوفين تعطل عمل المباحث في أحيان كثيرة.. لكن أجهزة البحث رغم ذلك تعمل وتجتهد ويوميا يتم ضبط أفراد ومهتمين. الجديد بالنسبة لتأمين الطرق أنني قررت ان أضم إلي وحدة تأمين الطرق بالمنيا ضباط مباحث بعدد كاف .. كما يجب ان يعلمه الناس اننا أعدنا تشغيل كافة الأكمنة علي الطرق الرئيسية وتعمل الآن بقوتها الكاملة. * هل كنا في حاجة لاستمرار حظر التجوال في المنيا؟ ** احيانا يكون تواجد الناس في الشارع نوعا من أنواع الأمن ولا يمكن أبدا ان نتهم الحظر بأنه سبب في انتشار الجرائم .. لكن نحن في المنيا الأمور والحمد لله مستقرة والوضع أفضل بدرجة كبيرة وليس هناك ما يقلق.