* مساء السبت الماضي افتتح المهرجان الدولي لسينما المرأة بالقاهرة في قاعة قصر الابداع بساحة الأوبرا وبعد يومين فقط مساء الاثنين كان الموعد مع المهرجان القومي للسينما المصرية الذي توقف لمدة عامين وعاد ليكمل مسيرته بدورة تحمل الرقم 17 وبعدد من الأفلام يقترب من المائة فيلم في أربعة فروع سينمائية هي الروائية الطويلة "17 فيلما" والروائية القصيرة "35 فيلما" والتسجيلية طويلة وقصيرة "25 فيلما" ثم أفلام الرسوم المتحركة وعددها 19 فيلما وبعودة هذا المهرجان السنوي يعود مؤشر أو مرصد الانتاج السينمائي السنوي المصري لممارسة دوره في رصد غالبية ما تنتجه مصر من أفلام. أقول الغالبية وليس الكل لأن أصحاب الأفلام هم الذين يشاركون في هذا المهرجان وليس هو نفسه الذي يقيم لجانا لتصفية الأعمال كما يحدث عادة في مهرجان السينما الأخري وهو ما يعني ان بعض صناع الأفلام يعرف جيدا ان أفلامه لا تتمتع بالمستوي اللائق للتنافس والحصول علي جوائز المهرجان فلا يشترك به أو انه لا يهتم من الأصل.. غير ان الأغلبية لحسن الحظ تدرك قيمة المهرجان القومي للسينما في تعبيره عن حالة هذا الفن الرفيع وحالة الثقافة البصرية المصرية من عام لعام.. وأيضا حالة الانتاج التي نشكو منها جميعا والتي كان لابد أن يشير إليها كتاب المهرجان "الكتالوج" ولكنه أزال تاريخ الانتاج للأفلام الروائية الطويلة مع حرصه علي كتابة نفس التاريخ بالنسبة للأفلام القصيرة وأهمية هذا في عرض حالة الانتاج السينمائي المتدهور بالنسبة للأفلام الروائية الطويلة. إذ ان هذه الأفلام هي من انتاج عامي "2011. 2012" وليست عاما واحدا مع ذلك فقد بدا الاحتجاج علي قلة الانتاج واضحا في ختام العرض الافتتاحي الجميل للمهرجان حول أحوال السينما والذي مزج مخرجه بين فنون السينما والمسرح والاستعراض مستعينا بالشباب بشكل مطلق للتعبير عن فن له ماض عريق ونجوم ونجمات في عز التألق حتي اليوم كما يري مشاهدوهم عبر شاشات التلفزة وهو ما عبر عنه المخرج سمير سيف رئيس المهرجان في كلمته الافتتاحية من الرغبة في استعادة "الأفلام الحلوة.. من تاني" بينما دعا د. صابر عرب وزير الثقافة إلي الحفاظ علي الثقافة المصرية الرفيعة بكل تجلياتها في مواجهة أعدائها.. أنصار الظلام. المكرمون وسعيد مرزوق * من أبرز ملامح المهرجان تكريماته التي حصل عليها بترتيب الصعود للمسرح الناقد والخبير السينمائي اللامع "علي أبوشادي" وفنان التصوير السينمائي "طارق التلمساني" والممثلة السينمائية القديرة "إلهام شاهين" والمخرج السينمائي الكبير "سعيد مرزوق" الذي كان حضوره إلي خشبة مسرح الاحتفال. بل أصلا إلي دار الأوبرا مفاجأة حقيقية ورائعة بالرغم من مجيئه علي كرسي متحرك فقد كانت أنباء مرضه تؤلم وتشقي الكثيرين من محبي هذا الفنان الكبير الذي لا ينسي عشاق السينما أعماله البديعة من "زوجتي والكلب" إلي "المذنبون" إلي "أريد حلاً" وغيرها وكذلك الأفلام القصيرة وقد حياه جمهور الحفل وقوفا وتصفيقا واكبارا وهو يستجمع إرادته قبل قوته احتراما للمحتفين به. وفيلم ياباني بطولة شادية * وجاءت مفاجأة المهرجان في عرضه لفيلم مصري قديم بعد ترميمه وهذه المرة لم يكن مصريا خالصا وانما فيلم من أفلام الانتاج المشترك في الستينيات عرض لأول مرة في 13 يناير عام 1963 بسينما ديانا بعنوان "علي ضفاف النيل" أنتجته شركة "نيكاتسو" اليابانية وأفلام حلمي رفلة المصرية وقام الطرفان بتوزيع الأدوار بالمناصفة. انه أول انتاج سينمائي مصري وعربي ياباني مشترك "وأظن انه الأخير حتي اليوم" قامت ببطولته شادية وكمال الشناوي وحسن يوسف والمليجي والسيناريو والتصوير وكذلك والمخرج كوناكاهيرا بينما الحوار لمحمد ابويوسف والمونتاج لحسن محمد حلمي والانتاج لمنير حلمي رفلة. تجربة فريدة لابد من تقييمها بل وتقييم الانتاج المشترك بكامله والذي يتضمن 53 فيلما تم انتاجها من خلال هذا النموذج للانتاج أغلبها مع فرنسا وهناك انتاج مشترك مع تركيا ومع المغرب والجزائر.. كنت أتمني لو أضاف المهرجان لأنشطته ندوة لمناقشة هذا الموضوع المهم الآن أكثر من الأمس.. لكن العودة والبداية الآن لهما كل التقدير. فمصر سوف تكون دائما مصدرا للثقافة الرفيعة.. وثقافة السينما تحديدا وهو ما يدركه الكثير من المصريين سواء المثقفون أو غيرهم ويدركه أيضا المسئولون عن اقامة هذا المهرجان وعن دعم كل مهرجانات وأنشطة السينما في هذا البلد وعلي رأسهم وزير الثقافة نفسه ورئيس صندوق التنمية الثقافية التابع للوزارة.