وضع الدكتورحازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء اللبنة الأخيرة للنصب التذكاري لشهداء ثورتي 25 يناير و30 يونيو وسط جزيرة ميدان التحرير رافقه مستشارة رئيس الجمهورية سكينة فؤاد ووزراء الإعلام والصناعة والتنمية المحلية والرياضة والقوي العاملة ومحافظ القاهرة الدكتور جلال السعيد فيما عزفت الموسيقي يا أغلي اسم في الوجود يا مصر. .. قال الببلاوي في الحفل.. أن الشرعية للشعب يمنحها لمن يشاء وينزعها عمن يشاء. وقال رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي إن ميدان التحرير شهدت كل بقعة فيه علي الأيام المجيدة من تاريخ مصر حين هبت جموع الشعب المصري من كل الفئات والأعمار والتوجهات مطالبة بالحرية والحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية. وأضاف: أن الشعب أراد واستجابت ارادة الله لدعوات المصريين وانحازت قواتنا المسلحة إلي إرادة الشعب فتكللت ثورة الخامس والعشرين من يناير بالنجاح فأسقطت النظام وأنهت عقوداً من حكم الفرد معلنة بدء مرحلة جديدة من تاريخ مصر تكون فيها السيادة للشعب فيختار من يريد ليحكمه ويسحب منه الثقة إذا ما حاد عن الطريق أو انحرف إلي مسار يخالف القيم التي قامت من أجلها ثورة يناير. وأشار الببلاوي إلي أن شعب مصر أبهر العالم أجمع علي مدار 18 يوماً من ثورة يناير فانحني الجميع إعجاباً بقدرة هذا الشعب علي القيام بثورة سلمية منظمة تضافرت فيها جهود المصريين وانصهرت كل فئات الشعب في بوتقة واحدة يجمعها يقين راسخ بقدرتها علي التغيير. وتابع: "في الثلاثين من يونيو خرجت جموع الشعب من جديد بعدما ايقنت أن نظام الحكم القائم في هذا الوقت قد حاد عن أهداف ثورة يناير وللمرة الثانية تنحاز قواتنا المسلحة إلي إرادة الشعب". وأضاف: أنه لم يكن لكل هذا أن يتحقق لولا تضحيات شهدائنا الأبرار الذين سالت دمائهم الذكية وصعدت أرواحهم الطاهرة إلي ربها في كفاحهم لتحقيق الحرية والعدالة. وقال "نحن نضع حجر الأساس للنصب التذكاري للشهداء بميدان التحرير نبعث برسالة إلي شهداء الوطن الأبرار وأن شعبنا لن ينسي تضحياتكم أبد الدهر". وأكد الدكتور حازم الببلاوي أن مسار الأحداث بين الثورتين وكذا ما تلا من أحداث بعد ثورة الثلاثين من يونيو لم يكن بالمسار الهين أو اليسير إذ أن الطريق إلي الديمقراطية والكرامة كان محفوفاً بالصعاب.. حيث سقط العديد من شهداء هذا الوطن في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وغيرها من بقاع وطننا الحبيب. وقال الببلاوي أنه استشهد من أبناء هذا الوطن جنود من قواتنا المسلحة الباسلة ورجال الشرطة الأبطال علي أيدي جماعات الإرهاب والعناصر الاجرامية والتخريبية. وأضاف: "ولهم جميعاً ولأرواحهم الطاهرة نقول: أننا علي الدرب سائرون لنحقق لمصرنا الغالية ما تستحقه من مكانة بين الأمم". وشدد علي أنه لن يهدأ للحكومة بال حتي تقطع أيادي الإرهاب وتدحر قوي التخريب والاجرام لينعم أبناء مصر بالأمن والأمان. معرباً عن شكره وتقديره لمصابي الثورة وأسر الشهداء. مؤكداً أن رعايتهم واجبة علي الحكومة ولن تتخلي عنهم وأن مطالبهم تمثل أولوية تسعي لتلبيتها. وأكد أن مصر الآن تعيش مرحلة انتقالية بالغة الأهمية حيث يجري العمل علي صياغة دستور جديد للبلاد يمثل تطلعات وآمال المصريين جميعاً بكل فئاتهم وأطيافهم ثم يعقب ذلك اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية لتكتمل المؤسسات الدستورية المنتخبة وفق ارادة شعبية حرة. وقال الببلاوي: إن الحكومة تعمل من جهة أخري علي توطيد الأمن والاستقرار وتحقيق سلامة المواطن وحقوقه كأولوية أولي. وعلي الصعيد الاقتصادي الاستجابة للمطالب العاجلة والملحة دون أن نغفل المطالب طويلة الأجل والمتمثلة في اعادة هيكلة الاقتصاد وتعظيم موارد البلاد وترشيد المصروفات وتحسين مستوي المرافق والخدمات وزيادة الاستثمارات وفرص العمل. وأضاف: "أننا نمر بمرحلة تأسيسية طريقها صعب لتحقيق ما نصبو إليه من حرية وعدالة وتقدم. ونحن واثقون من النجاح ومن أن ما نتحمله الآن سيجعل حاضر المواطن المصري أفضل من ماضيه ومستقبله أفضل من ماضيه ومستقبله أفضل من حاضره. وأكد الببلاوي أن ثورة الخامس والعشرين من يناير أنهت عقوداً من حكم الفرد معلنة بدء مرحلة جديدة من تاريخ مصر تكون فيها السيادة للشعب فيختار من يريد ليحكمه ويسحب منه الثقة إذا ماحاد عن الطريق. وقال محافظ القاهرة الدكتور جلال السعيد إن الاحتفال بوضع حجر أساس النصب التذكاري جاء تقديراً لجميع الشهداء في التحرير ومحمد محمود والاتحادية وسيناء وكرداسة والعمرانية وجميع أنحاء مصر. وأضاف: أن هذا الاحتفال هو فقط وضع حجر أساس لشهداء الثورتين وهو جزء من تكليف من مجلس الوزراء لوزارتي الاسكان والثقافة ومحافظة القاهرة للاشراف علي طرح مسابقة كبري لتخطيط ميدان التحرير وأخري لتصميم النصب التذكاري للشهداء ضمن المخطط العام الجديد لميدان التحرير. وقال الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم أن مصر اليوم أقوي من الأمس بمسلميها ومسيحييها وقواتها المسلحة وأمنها وقضائها في مواجهة الإرهاب العنيف. وقال شاهين: إن الإرهاب لا يريد لمصر أن تنهض بل يريد أن تسقط وهذا لن يكون مستنكراً كل المحاولات الإرهابية الغاشمة والتي كان آخرها اغتيال ضابط بالأمن الوطني بمدينة نصر. وتابع: "لن نفرق بين شهيد من شباب الثورة أو من القوات المسلحة أو من رجال الشرطة البواسل كلهم ضحوا من أجل هذا الوطن "مشدداً علي ضرورة استكمال الطريق الذي ضحي الشهداء من أجله بأرواحهم وتحقيق مبادئ الثورة في العيش.. والحرية.. والعدالة الاجتماعية.. والكرامة الإنسانية". وكان في مقدمة المشاركين في الاحتفالية مستشارة رئيس الجمهورية لشئون المرأة سكينة فؤاد ووزيرة الإعلام الدكتورة درية شرف الدين ووزير التجارة والصناعة منير فخري عبدالنور ووزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب ووزير الرياضة طاهر أبو زيد ووزير القوي العاملة كمال أبو عيطة. سمحت قوات الجيش والأمن للمواطنين بالدخول إلي ميدان التحرير لالتقاط الصور التذكارية بجوار النصب التذكاري لشهداء ثورتي 25 يناير و30 يونيو بعد قيام رئيس الوزراء الدكتورحازم الببلاوي يرافقه محافظ القاهرة الدكتور جلال السعيد بوضع حجر الأساس للنصب التذكاري بميدان التحرير وسط القاهرة. وقامت قوات الجيش بإحكام السيطرة الأمنية علي مداخل ومخارج ميدان التحرير من خلال نشر 37 دبابة ومدرعة ووضع حواجز الأسلاك الشائكة أمام المتحف المصري. وشوارع البستان. وقصر النيل. وباب اللوق. وعمر مكرم. وكوبري قصر النيل باتجاه ميدان التحرير. وشهدت الحركة المرورية بشوارع وسط القاهرة شللاً تاماً جراء هذه الاجراءات الأمنية. فيما اضطر بعض قائدي السيارات إلي ايجاد طرقاً بديلة للهروب من الشلل المروري أما باتجاه عابدين أو ميدان رمسيس.