وسط حراسة مشددة وإغلاق لمداخل ومخارج ميدان التحرير، دخل رئيس الوزراء، حازم الببلاوي، ومحافظ القاهرة، جلال سعيد، لميدان التحرير لوضع حجر أساس النصب التذكاري لشهداء ثورة 25 يناير، والذي ستضعه الحكومة في ميدان التحرير رمزا للثورة المصرية وتخليداً لذكراهم. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأثنين، أغلقت قوات الأمن جميع الطرق المؤدية لميدان التحرير استعداداً لاستقبل رئيس الوزراء، وتم فتح الميدان مرة أخرى أمام المارة وحركة السيارات بعد انتهاء مراسم الاحتفال بالنصب التذكاري لشهداء الثورة. وحول الميدان نشرت قوات الجيش والشرطة عددا من المدرعات والآليات العسكرية وحواجز الأسلاك الشائكة أمام المتحف المصري، والشوارع المحيطة بميدان التحرير، بداية من البستان وقصر النيل وباب اللوق وعمر مكرم وكوبري قصر النيل. وقال الببلاوي في كلمه ألقاها بمناسبة وضع حجر الأساس، إن «هذا المكان أصبح (الميدان الخالد)، حيث تشهد كل بقعة فيه على تلك الأيام المجيدة من تاريخ مصر بعد أن هبّت جموع الشعب من كل الفئات والأعمار والتوجهات، مطالبة بالحرية، والحياة الكريمة، والعدالة الاجتماعية». وأضاف الببلاوي، أن «الشعب أراد، واستجابت إرادة الله لدعوات المصريين، وانحازت قواتنا المسلحة الباسلة لإرادة الشعب، فتكللت ثورة الخامس والعشرين من يناير بالنجاح.. فأسقطت النظام.. وأنهت عقود من حكم الفرد، مُعلنة بدء مرحلة جديدة من تاريخ مصر، تكون فيها السيادة للشعب، فيختار من يريد ليحكمه، ويسحب منه الثقة إذا ما حاد عن الطريق، أو انحرف إلى مسار يخالف القيم التي قامت من أجلها ثورة يناير». وقال الببلاوي، إن «الشعب المصري أبهر العالم بثورته السلمية على مدار ثمانية عشر يوماً، وفى الثلاثين من يونيو خرجت جموع الشعب من جديد، بعدما أيقنت أن نظام الحكم القائم آنذاك قد حاد عن أهداف ومبادئ ثورة يناير. ومرة ثانية تنحاز القوات المسلحة لإرادة الشعب، فالشرعية للشعب، يمنحها لمن يشاء، وينزعها ممن يشاء». وأشار الببلاوي إلى أن، «جميع مستحقات الثورة لم تكن تأتي إلا بتضحيات شهداء أبرار سالت دماؤهم الزكية وصعدت أرواحهم الطاهرة إلى ربها، في كفاحهم لتحقيق الحرية والكرامة»، مضيفًا أن هذا «النصب التذكاري هو رسالة إلى شهداء الوطن الأبرار بأن شعبنا لن ينسى تضحياتهم أبد الدهر». وأوضح الببلاوي، أن «صياغة الدستور الجديد يمثل تطلعات وآمال المصريين جميعا بكل فئاتهم وأطيافهم، لافتاً إلى جهد حكومته على توطيد الأمن والاستقرار وتحقيق سلامة المواطن وحقوقه كأولية أولى»، بحسب تعبيره. وعلى الصعيد الاقتصادي للاستجابة للمطالب العاجلة والملحة دون أن نغفل المطالب طويلة الأجل والمتمثلة في إعادة هيكلة الاقتصاد، وتعظيم موارد البلاد، وترشيد المصروفات، وتحسين مستوى المرافق والخدمات، وزيادة الاستثمارات وفرص العمل، وقال الببلاوي إن «الطريق بالمرحلة التأسيسية صعب لكن الحكومة تؤمن وتثق من النجاح». تصوير - أحمد الساعاتي