مازالت أزمة اسطوانات البوتاجاز تواصل اشتعالها في جميع المحافظات رغم إنحسارها في بعض مناطق القاهرة والجيزة خاصة القريبة من خطوط الغاز الطبيعي. الأهالي اتهموا التموين والمحليات بإشعال الأزمة بعد أن تلاقت المصالح وغابت العدالة واختفي التنظيم عن المشهد وأصبح السريحة والأقارب والمعارف أصحاب الأولوية في الحصول علي الاسطوانات. يقول عبدالتواب فاروق موظف منذ إغلاق المستودع الخاص بقرية ميت القائد بالجيزة عقب قيام أصحابة بقتل وإصابة 3 أشخاص أثناء توزيع انابيب شركة بوتاجازكو والأهالي يذوقون الأمرين في سبيل الحصول علي اسطوانة غاز حيث يتم ضخ أعداد قليلة للغاية في الأنابيب للقرية يتم توزيعهم عن طريق الوحدة المحلية وللأسف تكون الاولوية للمعارف والاقارب وتحدث مشاكل ومشاجرات أثناء عمليات التوزيع التي يغيب عنها العدالة.. لذلك نطالب بالاسراع في نقل رخصة وحصة المستودع القديم الذي فر أصحابة بعد الحادث إلي آخرين من نفس القرية حتي لا تضيع حقوق الأهالي في الحصول علي اسطوانة خاصة بعد أن وصل سعرها ل 35 جنيهاً وتسبب غيابها في مشاجرات متعددة بين العائلات. إنفراجه وهمية يضيف محمود ربيع من البدرشين أن الانفراجة التي تتحدث عنها الحكومة وهمية ولا تمت للواقع بصلة وقفت 8 ساعات كاملة في طابور طويل أمام المستودع الرئيسي بالقرية والسريحة أخذوا نصيب الأسد وما يتبقي وزع علي الأهالي فعاد المئات إلي منازلهم بلا أنبوبة. 45 جنيهاً للأنبوبة ومن الفيوم يؤكد ربيع سالم محمد أن توزيع الاسطوانات عن طريق البقال التمويني في قرية شكشوك زاد الأزمة اشتعالاً حيث اختنقت تماماً ووصل سعرها 45 جنيهاً بدلاً من 15 عند البقال التمويني لذلك يجب إعادة النظر في اسناد وتوزيعها للبقال التمويني حتي يزداد الطين بله. أما القاهرة فقد تشعبت الأزمة فالمناطق القريبة من خطوط الغاز الطبيعي لا تشهد أي أزمات ويصل سعرها إلي 8 جنيهات فقط وهو ما يؤكده عصام حسن أحد شباب الخريجين قائلاً حصتي اليومية 60 اسطوانة غاز وكنت علي مدي الأسبوعين الماضيين أحصل علي 20 أنبوبة فقط ومنذ يومين بدأت أحصل علي حصتي كاملة. ويتفق معه هاني النبوي رئيس منظمة حلف مصر في أن مناطق شبرا والساحل وروض الفرج لم تشهد أزمة في اسطوانات البوتاجاز لوجود الغاز الطبيعي في معظم الشوارع لكن المناطق بمحيطه تشهد معارك طاحنة من أجل الحصول علي اسطوانة. من حين يشكو سلامة محمد بائع من انخفاض حصة من الأنابيب التي يستلمها فبعد أن كان يتسلم ثلاث حصص من مستودع باب الشعرية استلم 35 انبوبة فقط بانخفاض المكسب اليومي. ويضيف أيمن محمد موظف عندما بدأت الأزمة كان سعر الأنبوبة 25 جنيهاً أما الآن وصلت إلي 45 جنيهاً وأجلس منذ الصباح بجانب بوابة منزلي منتظراً بائع الأنابيب. السريحة إفتروا ويستغيث شعبان محمد بالأزبكية قائلاً: انقذوني من بطش "السريحة" فسعر الانبوبة وصل إلي 60 جنيهاً خاصة أنني أعول 8 ابناء متزوجين ومقيمين في منزلين متجاورين وفي حاجة إلي ثمانية أنابيب كل أسبوعين. ويشكو عبدالمنعم إبراهيم "بالمعاش" يسكن بدار السلام وأعول أربعة أبناء والأنبوبة أصبح ثمنها 35 جنيهاً ومنذ 10 أيام أعيش أنا وزوجتي وأبنائي علي السندويتشات الجاهزة. الساندوتشات زادت أسعارها ويوضح منير محمود من المنيب أنه يعمل بائع ساندوتشات "فول وطعمية وباذنجان" ويلتف حوله الموظفين يومياً لتناول الافطار علي عربته واضطر إلي زيادة سعر الساندوتشات إلي الضعف. من الخصوص للزاوية هدي كمال من الخصوص تشكو من عدم استطاعتها الحصول علي أنبوبة منذ 12 يوماً قائلة يستغل الباعة الجائلون الأزمة فيبعونها بمبلغ 45 جنيهاً للاسطوانة مما أضطرها التوجه إلي مستودع الزاوية الحمراء في سيارة أحد جيرانها لتغيير الأنبوبة. علي النقيض تماماً ينفي حسين علي سباك من الزاوية الحمراء أزمات شديدة بالمنطقة نظراً لوصول الغاز الطبيعي لذا فالزحام علي المستودع ينتج عن توجه أهالي المناطق البعيدة. واشار إلي أن سيارات شباب الخريجين تعمل علي الحد من جشع الباعة الجائلين حيث يتم التوقف بالسيارة عند احد المساجد ويذاع في مكبر الصوت بيع الاسطوانة بمبلغ 12 جنيهاً. عمرو رفعت وعصام شعبان أكد أن الزحام مستمر بمستودع الزاوية الحمرا منذ أكثر من اسبوع أما اليوم فالزحام أقل بسبب وجود رقابة من مفتش التموين والشرطة مما حد من تواجد الباعة الجائلين بالاضافة إلي زيادة الكمية الموجودة بالمستودع. زحام ومشاجرات ويشير هاني مندي موجه بالتربية والتعليم أنه انتظر الانتهاء من عمله حتي يتوجه لتغيير اسطوانة الغاز ويطالب بوجود رقابة مستمرة للحد من المحسوبية في التوزيع. يشاركه الرأي فتحي سليمان أن تكييف الرقابة منع الباعة الجائلين من التعدي علي عمال المخزن للحصول علي اسطوانات الغاز اجبارياً إلا أنه مع الزحام تكثر المشاجرات بين المواطنين. علي الجانب الآخر اختفي الزحام امام مستودع الساحل حيث أكد شريف عبده صاحب المخزان أن معظم المستهلكين من المناطق المجاورة لوجود الغاز الطبيعي بالساحل ويتم بيع الاسطوانة يبلغ 8 جنيهات مع وجود خدمة التوصيل مقابل ثلاثة جنيهات. وبخصوص الاتهامات الموجهة للمحليات بالتلاعب في الحصص المقررة يؤكد المهندس محمد ماهر القاضي رئيس مجلس مدينة شبين القناطر أن مسئولية المحليات تقتصر علي الرقابية المشتركة مع مفتشي التموين لضمان العدالة في التوزيع مما أدي إلي انحسار الأزمة بالفعل خلال الفترة الماضية خاصة بعد أن تم التنسيق مع ادارة التموين والمكاتب المنتشرة في القري ورؤساء الوحدات المحلية. يشير إلي قيام وحدات المتابعة بالمجلس من ضبط سيارة نقل تحمل شرقية تحمل 35 اسطوانة لتهريبها خارج المحافظة وتم تحرير محضر بالواقعة وإحالة قائدها للنيابة كماتمكنوا من ضبط مجموع أخري من الباعة الجائلين يقومون بالبيع بأزيد من التسعيرة. ويؤكد إسماعيل شنب رئيس مدينة العياط وجود 20 قرية بلا مشروعات لكن يتم إسناد حصصهم إلي متسودعات أخري وربطهم عليها كما تم مؤخراً ضخ 200 أنبوبة للمركز يتم توزيعها بالاشتراك بين التموين والمحليات والشرطة لعدم وقوع أي تجاوزات أثناء لأزمة موضحاً أنها في طريقها للإنفراج خلال الأيام القادمة.