زراعة القوقعة حلم 4 ملايين مصري يعانون من الصمم يضاف لهم 500 طفل يولدون سنويا بنفس المرض. الجراحة تتكلف ما بين 120 160 ألف جنيه ورغم صدور قرار بزيادة نسبة مساهمة التأمين الصحي إلي 90 ألف جنيه بدلا من 45 ألفا إلا أن المشكلة مازالت قائمة أمام آلاف الأسر البسيطة التي لا تستطيع توفير باقي نفقات الجراحة التي تتجاوز 70 ألف جنيه. فاطمة علي سيد ربة منزل نجلتي منة الله تعاني من ضعف شديد بالسمع اكتشفت مرضها وعمرها ستة أشهر والآن عمرها 7 سنوات أحاول علاجها بكل الطرق لكن الأطباء أخبروني انها تحتاج إلي جراحة زرع قوقعة للأذن تتكلف حوالي 140 ألف جنيه وأنا لا أعمل ووالدها موظف بسيط بالنقل العام راتبه لا يكفي حتي لعمل سماعة عادية ولم أتمكن من استخراج قرار علاج علي نفقة الدولة لعمل سماعة والتي تبلغ تكلفتها حوالي ألفي جنيه. تمكنت قبل عامين من عملها بمساعدة أهل الخير لكنها تعرضت للتلف ولا استطيع تغييرها مما ترتب عليه عدم قبولها بأي مدرسة.. أطالب المسئولين بوزارة الصحة زرع القوقعة لنجلتي حيث ان لي ابنة أخري تعاني من نفس المشكلة عمرها 13 عاما ولا يمكن اجراء الجراحة لها في هذا السن واكتفيت بتفوقها الدراسي وتميزها بموهبة الرسم. وتروي حسنية محمد مأساتها مع أطفالها التوأم شهد وحسن محمد البالغين من العمر 6 سنوات قائلة: أكتشفت أن طفلي مصابان بفقدان حاسة السمع وعمرهما عامان ولاحظت عدم استجابتهما لندائي ومنذ ذلك الحين وأنا كعب داير علي الأطباء والمراكز والرد واحد وجراحة زرع قوقعة تتكلف حوالي 160 ألف جنيه. كريم ياسر 27 سنة يعيش مأساة من نوع خاص كما ترويها زوجته من داخل استراحة المرضي بمعهد السمع والكلام بامبابة حيث تقول: نتردد علي المعهد منذ عامين ونتحمل المشقة في رحلة الذهاب والعودة لمنزلنا بالقليوبية إلي جانب تحملنا لمبلغ الكشف ومقياس السمع الذي نجريه باستمرار جئنا من أجل قرار علاج علي نفقة الدولة لتركيب سماعة أذن لزوجي الذي أصبح بدون عمل ومن المستحيل ان يجد فرصة عمل بعد اصابته بفقدان السمع رغم أنه أب لطفلين وانقطع مورد رزقه منذ اصابته بالصم مضيفة ان الدولة تتحمل 70% من تكاليف عمليات زرع القوقعة للأطفال وتبخل علي الأب الذي يعول الأطفال مؤكدة ان تكاليف تركيب السماعة لا تتجاوز 3000 جنيه ومع ذلك لم نحصل علي القرار حتي الآن. ويصرخ محروس خليل مطالبا وزير الصحة بعلاج نجلته دميانة "عامين ونصف" من ضعف السمع حيث كانت تعاني من وجود مياه خلف طبلة الأذن ولم يفلح العلاج وتضيف أتحمل كافة تكاليف العلاج لأن نجلتي ليس لها تأمين صحي وأنا خرجت معاش مبكر ومعاشي 400 جنيه ولدي 9 أبناء منهم أثنان يعانيان من مشكلة فقدان السمع وسنهما لا يسمح باجراء زرع القوقعة لأن القرارات لا تستخرج إلا للأقل من 6 سنوات وأملي أن يتم علاج دميانة قبل ان تفقد السمع تماما وتصبح في عزلة عن العالم كشقيقاتها. الدكتور أحمد عبدالحميد أستاذ التخاطب بمستشفيات جامعة عين شمس يثير لإمكانية اجراء الجراحة في أي سن لكن المشكلة الرئيسية هي في الاستجابة لدروس التخاطب التي تلي الجراحة فكلما كانت السن أصغر كانت الاستجابة أكبر وعملية زرع القوقعة مفتوحة في الخارج لأي سن ولابد من اجراء بعض الاختبارات قبل الجراحة كمقياس السمع ورنين ورسم للمخ واختبارات ذكاء ففي حالة وجود مشكلة عقلية لا يتم الزرع وأخيرا الأولوية للسن الأصغر. يلتقط طرف الحوار الدكتور محمد حسني مدير معهد السمع والكلام بامبابة قائلا: إن رفع مساهمة التأمين الصحي إلي 90 ألف جنيه بدلا من 45 ألفا خطوة جيدة خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد لكن معظم أسر المرضي لا تستطيع استكمال باقي المبلغ اللازم لاجراء الجراحة حيث تبدأ أسعار القوقعة من 120 ألف جنيه بخلاف باقي تكاليف العملية نفسها وهي ليست قليلة والأمر لايقتصر علي الجراحة فقط هناك المتابعة الدائمة ومقياس السمع كل 3 أشهر وصيانة القوقعة سنويا وكل ذلك يتكلف ما يقرب من 3000 جنيه.