تعرضت مرافق الدولة للانهيار طوال السنوات ال3 الماضية بسبب عدم الصيانة وتعثر الاستثمار الحكومي والخاص معا الأمر الذي أدي إلي توقف مئات بل آلاف المشروعات الخدمية والتنموية بالمدن والقري.. في المقابل وجدنا تحركا حكوميا لا يرتقي لمستوي تحديات المرحلة من سائر الحكومات الست التي جاءت منذ ثورة يناير وحتي الان.. الكل انشغل بالوضع السياسي والأمني المتدهور وهما مهمان لا شك لكن غابت عن الجميع ثقافة التخطيط والرؤية لاستشراق آفاق المستقبل وتجاوز الأزمة وكانت السمة الغالبة لدي الجميع هي الضعف والتخبط والبطء في اتخاذ القرارات والارتباك في أحيان كثيرة وهنا يثور السؤال إلي متي سنظل في مرحلة فقدان الاتزان وغياب شجاعة المواجهة حتي لا نصل إلي السيناريو الأسوأ.. وهو فشل الدولة لا قدر الله وهذا ما يريده الإخوان وحلفاؤهم من الإرهابيين.. فإذا كانت الحكومة.. أي حكومة عاجزة بوزرائها ومحافظيها علي الانجاز فعليهم الاستقالة أو الاعتذار عن الاستمرار في حالة العجز عن الوفاء بمتطلبات الشعب وهي ليست بدعة فسجل الديمقراطيات الغربية حافل بحالات الاستقالات الطواعية التي يقدمها السياسيون عند التقصير في واجباتهم ومسئولياتهم أمام الشعب أو في حالة عدم الكفاءة أو القدرة لكن المعضلة عندنا في مصر ودول العالم الثالث أننا لا نمتلك بعد أسسا راسخة من العمل الديمقراطي بل أن كثيرا من الوزراء والمحافظين لا يفقهون معني الديمقراطية وواجباتها الأخلاقية وربما مارس بعضهم السلطة بالصدفة والحظ أحيانا عبر التسلق الخبيث لنيل المناصب الرفيعة وهي سمة وجدناها في كل التشكيلات الحكومية الأخيرة في تناقض شديد مع مطالب وآمال الثورة... الأخطر أن بعض اعضاء الحكومة الحالية مع احترامنا للجميع كانوا رجال الأنظمة السابقة بمفهومها الديكتاتوري الذي يعتمد علي الولاء الشخصي أكثر من الاعتماد علي الكفاءات لذلك أعجبني بشدة الاعتذار الذي قدمه المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية لشعب الاقليم عن سوء حالة مشروعات المياه والصرف الصحي بالمحافظة برغم انها ليست مسئوليته الشخصية لان الرجل تولي المنصب منذ شهور قليلة للغاية لكنها ثقافة الاعتذار الغائبة عند كثير من الوزراء والمحافظين.. ثم.. ثم.. لكن هل لدي أي مسئول في الحكومة الشجاعة في تقديم استقالته في حالة التقصير أو عدم الكفاءة أو القدرة علي الانجاز برغم أن الاستقالة وحدها للتكفير عن الذنب الذي يرتكبه المسئول للاستمرار في المنصب حتي انتهاء مدة عمل الحكومة.. وفي كل الاحوال المواطن البسيط هو من يسدد الفاتورة. هناك وزراء في حكومة الدكتور حازم الببلاوي لا يعرفهم رجل الشارع حتي الان ومحافظون.. لا يعرفون اكثر من حدود مكاتبهم داخل المحافظات والامثلة كثيرة وصارخة.. أين حمرة الخجل؟! تخيلوا ان وزيرة الصحة الدكتورة مها الرباط لم تقم بزيارة واحدة لمستشفي أو حتي مستوصف لتكتشف الكارثة بنفسها في الخدمة الصحية للغلابة في المحافظات.. المهندس ابراهيم الدميري وزير النقل أحد رجال حكومات مبارك حتي الان عاجز عن اتخاذ قرار بشأن تشغيل قطارات السكك الحديدية ناهيك عن سوء حالة الطرق والمواصلات التي أصبحت لا تسر عدوا ولا حبيبا؟! اللواء عادل لبيب وزير الإدارة المحلية الحالي الذي عاصر كل الأنظمة السابقة بما فيها الإخوان يتحدث كل يوم عن تطوير العشوائيات وحمي البناء العشوائي والتعديات تخرج لسانها لسائر المسئولين بالمناسبة يا معالي الوزير ألا تتفق معي بأن اختيارات بعض المحافظين كانت أبعد ما تكون عن الكفاءة والخبرة المطلوبة لهذه المرحلة الصعبة؟! واسألوا سكان محافظات الشرقيةوالغربية والمنوفية علي سبيل المثال لا الحصر؟! المهندس أيمن أبو حديد وزير الزراعة هل تعلم أن التعديات علي الأرض الزراعية تجاوزت كل الحدود والتهمت الأخضر واليابس معا واضح ان حضرتك اسم علي غير مسمي لان الأمر يحتاج قبضة حديدية.