كلهم وقفوا يتفرجون من بعيد علي مصر وهي تواجه أزمة داخلية خطيرة هددت أمنها القومي. انقسم بها الشعب إلي فريقين. وسرعان ما انكشفت أبعاد هذه الفتنة الخطيرة بضلوع مخططات دولية لها مطامع وأهداف في مصر بعد نجاح هذا المخطط الرهيب.. وبكل أسف وقف أصدقاء مصر والمقربون منها موقف المتخاذل. وكأنه يؤيد ما يجري في أرضها من فوضي عارمة وما كان أمام مصر إلا أن تؤكد سيادتها من منطلق قومي ومسئولية تجاه شعبها. فأوقفت هذه الفوضي بطريقة حاسمة. فتعرضت لانتقادات شديدة من العدو والصديق اللذين ساءهم ما قامت به ولكن الأهم أن الشعب المصري ارتاح لهذه القرارات التي أعادت إلي مصر التوازن والثقة من جديد. وكان موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله تجاه مصر موقفاً مشرفاً وشجاعاً ورسالة واضحة لكل شعوب العالم بأن إمكانيات السعودية تحت تصرف مصر إيماناً بدورها الريادي والمهم كزعيمة للدول العربية والإسلامية. وقوبل هذا الموقف بارتياح شديد من الشعب المصري لأنه ضرب أكبر مؤامرة حيكت في الظلام بدهاء شديد ضد مصر بواسطة أعوان من الداخل. فيا لها من مؤامرة رهيبة لا يصدق العقل أن الذين قاموا بها من أبناء مصر. فالملك عبدالله له مواقف سابقة ومشرفة. ورغم علاقته القوية مع أمريكا. وأهمية المصالح المشتركة بينهما رفض وجود قواعد أمريكية بالسعودية. وكان قراراً شجاعاً من زعيم عربي أصيل لم يرد أن تكون لديه نقطة ضعف يستغلونها ضده. فاحترمت أمريكا قراره الشجاع.. والملك عبدالله له أياد سخية في العمل الإنساني وقدم الكثير من المساعدات باسم السعودية وخاصة للدول التي تعرضت لكوارث طبيعية بصرف النظر عن جنسيتها وهو النموذج الصالح للحاكم العربي الذي يتخذ قراره دون خوف أو مجاملة. فما أحوج الدول العربية اليوم إلي تضامن حقيقي وتعاون راسخ بينها لأن التحديات التي أمامهم كبيرة ولا يمكن اجتيازها إلا بالمصير المشترك والقوة الموحدة.