في موقف قل ان نجد مثيلا له هذه الأيام ووسط ظروف دقيقة تمر بها مصر وتضارب المواقف الأمريكية المتناقضة وتوتر اردوغان التركي ومزاعم دويلة قطر جاءت تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتكون سنداً قوياً بعد الله لمصر في موقفها ضد المتربصين بها ويتآمرون علي سيادتها وجيشها البطل وثورتها الشعبية في 25 يناير و30 يونيه.. كلمات الملك عبدالله كانت رداً قوياً علي الغرب الأمريكي والاتحاد الأوروبي ورسالة حازمة للمجتمع الدولي والدول التي اتخذت موقفا سلبيا من ثورتنا وإرادة شعبنا وقواتنا المسلحة وخطة الطريق التي اعلنها ابن مصر البطل الفريق أول عبدالفتاح السيسي والتي بها قلب كل الموازين والأجندات الغربية وجعل البيت الأبيض يتخبط في تصريحات رئيسه ومساعديه ومن في فلكه. كلمات الملك عبدالله التي استقبلها كل أبناء مصر بارتياح شديد كانت لطمة في وجه الغرب ومخططاته واحيا لنا مواقف أخيه الملك فيصل رحمه الله إبان حرب 1973 ولم يقف الأمر عند المساعدات لكن ارسل اقدم وزراء خارجية العالم الأمير سعود الفيصل إلي باريس لتصل رسالته من عاصمة النور إلي كل أوروبا لاحباط محاولات "دويلة قطر" التي كانت إحدي أدوات الغرب في اشعال الفتنة في مصر وايقاد نارها.. واعتقد ان لقاء الأمير سعود الفيصل مع الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند غيرت الكثير من المواقف وعكست حقيقة الوضع في مصر وان ما حدث كما قال الفيصل يعبر عن ارادة شعب خرج منه 30 مليون يعبرون عن ثورة شعبية امام رئاسة المعزول التي رفضت الاستجابة لارادة الشعب. موقف خادم الحرمين كان مبادرة اسعدتنا وتابعها مبادرة الشيخ خليفة بن زايد ليسجل ايضا موقفا شجاعاً كوالده الحكيم الخليجي الرائع رحمه الله الشيخ زايد آل نهيان الذي احبه المصريون واحبهم وايضا التحرك الدبلوماسي الاماراتي عبر الوزير الشاب الشيخ عبدالله بن زايد الذي التقي العديد من الوزراء سواء لقاءات مباشرة أو اتصالات شخصية وبينها لقاؤه مع وزير الخارجية الأمريكية. موقف دولة البحرين بقيادة الشيخ حمد بن عيسي والملك عبدالله ملك الأردن كلها مواقف تاريخية في مرحلة فارقة من تاريخنا المصري الحديث امام مغالطات فجة للنيل من ثورتنا وارادة شعبنا.. الحقيقية موقف خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير سلمان والحكومة والشعب السعودي اخرسوا "قطر ومحاولاتها" والمسارات الغربية لبعض دول الغرب وأمريكا.. واعتقد ان المجتمع الدولي وعي مضامين رسائل الملك عبدالله بأن السعودية جادة لتحقيق أمن واستقرار مصر ولن تتهاون في مساندتها أمام التلويح بورقة "المعونة الملعونة" التي يروج لها ثعالب المؤامرات والإخوان.. كانت كلمات الملك طمأنة للمصريين جميعاً.. ونفس الثعالب الذين انتظروا في الخرطوم عام 1967 ماذا سيقول الملك فيصل للرئيس عبدالناصر بعد النكسة في أول قمة تجمعهما.. فكان الشهيد فيصل زعيما عربيا وإسلامياً وخرج المؤتمر باللاءات الثلاثة ودعم مصر لازالة اثار العدوان.. هكذا استطاع الملك عبدالله ان يقدم لمصر رسالة اطمئنان وزاد عليها بالمستشفيات الميدانية ليضمد جراح أبناء مصر التي تأثرت بارهاب الإخوان وطابورهم الخامس في العالم.. وهنا أود ونحن نشكر الملك عبدالله والحكومة السعودية والشعب السعودي أن نؤكد ان الدولة السعودية فتحت لأكثر من 2 مليون مصري ذراعيها للمشاركة في التنمية والعمل لكن هناك من يسعي لتخريب هذه العلاقة التاريخية من طابور خامس يتواجد ويعمل ضد البلدين لصالح فصيل المعزول وللاسف يروجون لافكارهم وداخل المملكة وكثيرا مادعونا أبناء مصر في الخارج ان يحافظوا علي سلامة العلاقة بعدم العمل في السياسة لكن هذه الخلايا النائمة افرزها نظام مرسي وتركها تعبث وسط الأرض السعودية مستغلة المعاملة الطيبة من المملكة لهم وللأسف ايضا متمسحين بالدين.. هذه الخلايا النائمة من الإخوان خطر علي البلدين يجب نزعه اليوم قبل غد بالتعاون بين بلدينا. وقد اتيح لي مع وفد من المصريين في الخارج للقاء السفير أحمد القطان بمقر السفارة بالقاهرة وشرحت له مدي سعادة أبناء مصر بمواقف خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي وان تصريحات الملك كانت الرد المميز علي الغرب ولصالح ثورتنا.. وألمحت له عن الخلايا النائمة التي تحاول ان تسيء لعلاقات البلدين.. وفي لقاء مماثل مع السفير محمد الظاهري عبرت له عن شعورنا كمصريين بالامتنان لموقف دولة الامارات العربية.. كما قدمنا له الشكر علي موقف الشيخ خليفة من الأحداث.. وهنا اوجه كلمات شكري عبر "الجمهورية" لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد بن صقر القاسمي حاكم الشارقة لتبرعه السخي وموقفه النبيل لتطوير 18 منطقة عشوائية وإعادة بناء كلية الهندسة التي حرقها الإخوان.. وبناء 25 مسجداً في قري شهداء سيناء الذين سقطوا بيد الإرهاب وترميمه المجمع العلمي وتبرعه ب 20 مليوناً لعلاج رجال الفكر والثقافة هذا هو الموقف العروبي الذي يعكس معدن المخلصين لعروبتهم وإسلامهم.. وأقول للجميع مصر لا تنسي أبداً من يقف معها.