شارع جامعة الدول .. أو "شانزليه مصر".. قبلة السياح العرب وملتقي أرقي الكافيهات والمطاعم تحول بعد الأحداث الأخيرة إلي مدينة للأشباح والفوضي الظلام يسوده منذ السادسة بسبب الحظر وحتي بعد امتداد ساعاته يفضل كثير من أصحاب المحلات الاغلاق توفيرا للنفقات بعد ان هرب الزبائن رغم الأوكازيونات ووصول التخفيضات إلي 50%. الخراب في مكان.. الأرصفة ومداخل المنازل وواجهات المحلات القمامة تراكمت في المداخل الرذيسية للشارع والمرور متوقف تماما طوال ساعات اليوم. حسن أحمد صاحب أحد الأكشاك بالشارع يقول منذ يومين فقط بدأنا نشعر بوجود الناس في الشارع بعد تقليل ساعات الحظر ولكن في الليل يعود الشارع للظلام والمارة يمشون بحذر شديد ولا توجد أي فرصة للبيع والشراء بعد اغلاق جميع المحلات والكافيهات التي كانت تسهر طوال الليل. الزبائن هربوا ومن أمام أحد محلات الملابس يقول محمود حسن لا يوجد أي حركة للبيع أو الشراء في المنطقة بخلاف الخسارة التي تكبدناها من تكسير وجهات المحال وعلي الرغم من بدء الأوكازيونات الا ان الزبائن هربوا فالمواطن الآن يقوم بشراء مستلزماته الضرورية فقط ويجري ليعود لمنزله قبل حظر التجول. هذا الشارع عمله الأساسي علي الفنادق والشقق المفروشة هكذا بدأ مروان عبده حديثه معنا من أمام أحد الفنادق الخالية الحال تبدل الفنادق خالية ومغلقة العمال هربوا. الحاج مصطفي حسن صاحب احدي الشركات يقول الحياة عادت للشارع بنسبة 50% ولكن ليس بالقدر الكافي وذلك بسبب الركود الذي أصاب المنطقة لكثرة الاعتصامات والمظاهرات وسوء الحالة الجمالية للشارع بعد ان تحطمت الأرصفة وتحولت الحدائق بمنتصف الشارع إلي عشش وخيام للمعتصمين. ويضيف محمود مصطفي صاحب أحد المطاعم الشارع بعد ثورة يناير هجره السياح خاصة العرب الذي كان قبلتهم حيث كانوا يجدون فيه قبلتهم فهو من أهم شوارع العاصمة من حيث السياحة و الترفيه والسياح شعروا بعدم الأمان وسط الغياب الأمني والاعتصامات اليومية واختفاء معالمه التي كانت تجذب السياح. أشرف أمين أحد العاملين بأشهر كافيهات الشارع يقول كان المكان لا يخلو من الزبائن ليل أو نهار كنا نستقبل كبار الفنانين بخلاف السياح والمسارح الكبري ولكن بعد ما وصل اليه الشارع من انهيار كامل اصبحنا نعتمد علي "الرش تيم" أو فترة العمل الليلية بدءا من الساعة الثامنة مساء وحتي فجر اليوم التالي وحتي هذا توقف نهائيا بعد الحظر لذلك فنحن نطالب بتخفيفه. الإصلاح بدأ أحمد فتحي يعمل باحدي شركات الالكترونيات بالشارع يقول بعد ان تم فض الاعتصامات بدأت المحافظة بارسال فنيين ومهندسين لمعيانة المكان وتم البدء بالفعل في حصر التلفيات وبناء غرف خشبية في منتصف الحدائق لاقامة المهندسين مما يؤكد ان أعمال الصيانة والتشجير والترميم سيستغرق وقتا طويلا.. ومن أغرب الطرائف استوقفنا محمد زكي شاب في الثلاثينيات من عمره يعمل مندوبا للمبيعات عندما علم اننا صحفيون قال أتمني من الله عز وجل أن تقل ساعات الحظر والمسيرات لأن حفل زفافي يوم 4/9 في أحد الفنادق وعروستي من الإسكندرية ولا أعرف ماذا أفعل وأنا مقيم في نفس الشارع.