وسط حالة من الشلل التي اصابت منظومة النقل البري بين المحافظات وجهت أصابع الاتهام لسائقي النقل البريء فقد استغلوا الظروف لإشعال أزمة المواصلات بداية من رفع الأجرة ومروراً بالتحميل فوق طاقة السيارات وإنتهاء بالوقوف في الممنوع وإنشاء مواقف عشوائية وتقطيع المسافات فضلاً عن استغلال سائقي النقل الثقيل للظروف والامتناع عن توصيل البضائع إلا بمضاعفة أسعار الشحن. سائقو الميكروباص والتاكسي والنقل بنوعية الثقيل والخفيف إعتراضوا علي تلك الاتهامات مؤكدين أن أصحاب السيارات هم المسئولون. وأنهم ضحايا لنظام تناسي مشاكلهم ونقابة أهدرت حقوقهم ومجمتع إعتبرهم لصوصاً وبلطجية. مهمشين مجتمعياً محمد سعيد فرج سائق للأسف في الأحداث الأخيرة اعتبرنا مسئولين عن أزمة الطرق بالأقاليم لأننا فوق القانون رغم أننا ضحايا مثل أي فئة مهمشة مجتمعياً فكل يوم يسقط عدد هائل من القتلي نتيجة حوادث الطرق وتشرد أسرهم ولا يجدون لقمة العيش في ظل نقابة تتجاهل مطالبنا رغم أننا نسدد الإقساط والاشتراكات إجبارياً وبإنتظام. بينما يشير عبدالحميد زغلول سائق تاكسي نضطر في بعض الأحيان لرفع الأجره لتعويض جزء من خسائرنا بسبب قيام محطات الوقود برفع السعر واحياناً شراؤة من السوق السوداء برفع السعر ونحن لا نكون راضين عن هذا الوضع لكن الأزمة لابد أن يتحملها الجميع لابد للراكب أن يشعر بمعاناتنا. زكريا رمزي أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 35 عاماً كسائق لسيارة ميكروباص ومع كل تجديد للرخصة يتم تحصيل 250 جنيها لنقابة النقل البري "السائقين" نظير خدمات تقدمها لنا النقابة من رعاية اجتماعية وصحية ولكننا في واقع الأمر لا نشعر بتلك الخدمات. ويصرخ محمد عبدالله قطب سائق ندفع التأمينات الخاصة بنا ونسدد اشتراكات للنقابة تصل ل 620 جنيها للرخصة الثانية و400 للثالثة نظير خدمات علاجية تقدمها لنا النقابة ولكننا وفي النهاية نعالج علي حسابنا الخاص ولا نحصل علي أي خدمات مطلقاً رغم سداد الحصص كاملة. ناصر محمد محمد النقابة حبر علي ورق فلا تقدم أي خدمات ولا تقف مع السائق إذا ما صادفته مشكلة سواء مع المرور أو اصيب في حادث وهذا ما حدث مع عدد هائل من السائقين اصيبوا في حوادث منعتهم من قيادة السيارات وأصبحوا يمدوا أيديهم لزملائهم. ويروي صلاح محمد مأساته قائلاً: أصبت في ذراعي الأيمن ولم أستطع قيادة السيارة لمدة تسعة أشهر وعندما ذهبت للنقابة لمساعدتي تجاهلوني وتسولت العلاج بالمستشفيات الحكومية والخاصة علي الرغم من وجود مستشفي تم بناؤها من اشتراكات السائقين. تسول العلاج مجدي فاروق أصبت ببتر في أصابع القدم اليمني منذ فترة ولم استطيع القيادة واحضر كل يوم للموقف ويقوم زملائي بتجميع بعض الأموال وتقديمها لي لاستطيع مواجهة نفقات علاجي رغم قيام نقابة النقل البري بإنشاء مستشفي في بنها تعرف بأسم أول مايو وكانت تتمتع بسمعة طيبة إلا اننا ممنوعون من دخولها ولا نعرف السبب علي الرغم من أنها مجهزة بأجهزة طبية حديثة. حقوق ضائعة ويؤكد عادل المصري عدم وجود أي حقوق للسائقين لدي النقابة وكل ما يهمها تحصيل الاشتراكات عند تجديد الرخصة وكأن تلك الأقساط جبايه فرضتها الحكومة لإرهاق قطاع ضخم من السائقين لا يحصلون علي مليم واحد من الدولة. ويحكي محمد أحمد محمد 71 عاما ومشترك في النقابة منذ ما يقرب من 30 عاما مأساته قائلاً: منذ أن خرجت علي المعاش منذ 11 عاما وأنا أحاول الحصول علي مستحقاتي دون جدوي واصبحت في طي النسيان وليس لي أي دخل سوي معاش ضئيل من التأمينات لا يكفيني لاحتياجاتي الضرورية ويتساءل أين ذهبت أموال الاشتراكات التي يدفعها السائقون للنقابة؟ ومن يحاسب مجلس إدارتها؟ ويشاركه الرأي عبدالحميد مصطفي الذي خرج علي المعاش منذ 3 سنوات ولم يحصل علي مكافأة نهاية الخدمة ولا أي مستحقات مالية كما لا يوجد لديه تأمين صحي بعد المعاش علي الرغم من سداده 800 جنيه عند كل تجديد للرخصة شاملة التأمين الصحي والتأمينات وكل هذا تحصل عليه النقابة وفي المقابل لا نجد خدمة اثناء العمل أو بعد الخروج علي المعاش. أما سيد علي فيقول نعمل 4 ورديات خلال اليوم ونلاقي الأمرين من الزحام وأعداد الركاب والطريق ومشاكل نقص السولار ونعمل لمدة 12 ساعة متواصلة حتي نعود ببضعة جنيهات تكاد تكفي اليوم المأكل والمشرب فقط وعندما أمرض لا أستطيع أن أجلس في المنزل لانني لا أجد قوت يومي فاضطر للنزول والعمل وأنا أقاوم المرض لعدم وجود نقابة تقف خلف السائقين عند الأزمات. ويشير عصام شاكر إلي أن الخدمات المقدمة من النقابة مثل المصايف والرحلات قاصرة علي أعضاء معينيين فقط دون غيرهم ولا يستطيع أي سائق التمتع بالنشاط النقابي. أحمد فتحي مدير بإحدي شركات البترول ومقيم أمام مستشفي أول مايو بمدينة بنها يقول هذه المستشفي تم إنشاؤها من اكثر من 6 سنوات بجهود السائقين عن طريق نقابة النقل البريء بالقليوبية والاتحاد العام لنقابات مصر وكان الغرض من إنشائها تقديم خدمة علاجية للسائقين أعضاء النقابة وكانت الخدمة المقدمة بالفعل جيدة جدا فالمستشفي به 3 غرف للعناية المركزية ومجهزة بأحدث الأجهزة الطبية وكان به عمليات القلب ومختلف العمليات الأخري ويشير إلي أنه كان يخدم مواطني بنها والمنوفية وذلك لسمعته الطيبة في تقديم العلاج إلا أنها ظل يعمل لمدة 3 سنوات ثم أغلق بسبب المخالفات المالية لمجلس إداراته وأصبح المستشفي وكر للخارجين علي القانون والمتعاطين المخدرات. مواجهة صبحي حسن المدير باتحاد عمال مصر أكد أن نقابة النقل البري تضم في عضويتها جميع سائقي مصر وتختص كل نقابة فرعيه في المحافظة التابعة لها بتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية لاعضائها بالاضافة إلي النشاط الترفيهي المتمثل في المصايف والرحلات إلا أن معظم السائقين لا ينتبهوا للمنشورات والاعلانات الموضوعة في لوحات الإعلان بالنقابة ولا يقوموا بمتابعة اي نشاط للنقابة.ويضيف صبحي أن مستشفي أول مايو انشئ منذ اكثر من 5 سنوات واستمر العمل به لمدة ثلاث سنوات وكان يقدم خدمات طبية متميزة لكافة السائقين علي مستوي مصر بالاضافة إلي تقديمه الخدمة لمواطني مدينة بنها والقري المحيطة وجار العمل وافتتاحه من جديد لتقديم الخدمة الطبية.ويشير أن مكافأة نهاية الخدمة المقدمة للسائقين تكون حسب اللائحة الداخلية لكل نقابة فرعية وحسب اشتراكات السائقين.