الأحداث تمور وتفور كل يوم بتطورات تجعلنا نلهث وراء امانة الكلمة لتصحيح مشاهد خاطئة تنمو وتظهر بوادرها وبواطن مقاصدها للعلن لتشحن صدور المصريين مرات ومرات بتناقضات من يطفو علي السطح مستغلا الحالة الراهنة بتفاعلاتها المتغيرة بسرعة تفوق لهاث الأنفاس.. ويعتقد من يسوقون بضاعتهم أن صبر الشعب سيطول عليهم ناسين أو متناسين أن لهاث اللحظة هو من سيعجل بوأد ما يخططون له؟؟. باديء ذي بدء لمجمل مشاهد تتالت كان من الحصافة النظر لاستيعاب ردود أفعالها في ذهن الجمع الشعبي سألخصها في التالي لان ما سيعقبها هو بلبلة وتمزيق أرادات وصدق توجهات استوعبها الشعب الذي لازالت دماء شهدائه ساخنة علي الأرض؟؟. لم يكن ملائما ولا من الحصافة في شيء استدعاء ماض مضي بماض نعيش نهاياته أن نري طائرة تحمل الرئيس مبارك بعد حكم قضائي لا اعتراض لنا عليه بانتهاء مدة حبسه الاحتياطي رغم بقاء قضايا عديدة أمام المحاكم إلي أن معظمنا لسنا قانونيين فالفهم سيكون خاطئا وحتي المحامين يريدون اثبات نجاح عملهم فلن يفصلوا لنا مالا نفهمه لكن يبدو المفهوم العام أن حكما قامت ثورة ضده قد عاد باهتمام للدولة جعل الطائرة تنزل مرة بدون الرئيس وتوهمنا وجنود الشرطة تجري لتأمين دخول اسعافه للمستشفي العسكري انه بها. ثم تعود مرة أخري بعد دورة في السماء لتنزله فعليا؟ مشهد كان اخراجه رديئاً.. لم يكن الشعب مهتما بمبارك واخباره ودخوله وخروجة وتحقيق مطلبه بالعيش في مستشفي المعادي لانه يعيش ماساة رئيس اخر يدفع من أجله ضريبة الدم كل دقيقة فنعطي السبب لمبدأ أخلاقي هل عاملتم الرئيس المعزول مثلما تعاملوا الرئيس المخلوع وما بين المخلوع والمعزول ثورتان فهل نستتنسخ الماضي بماضي؟؟. في المساء تمتليء الفضائيات بضيوف ومحادثات مع مرشح رئاسي سابق موجود بالخارج مع استدعاء ذهني للشعب بانه مطلوب شعبياً للعودة للانتخابات القادمة وايضا لا اعتراض لنا علي حق دستوري لكل مواطن تتوافر له الأحقيه.. لكن توقيت الحدث ونحن نستاصل جذور اخطاء في نفس الموضوع لا يصح أن نستدعي ماضي بماضي نريد تأكيد انه مضي لاننا سنعطيه اقوي سلاح لاشاعة البلبلة والاعتراضات لما وحدته الظروف بين قوي الشعب المتناقضة في هذه اللحظة بالذات؟؟. المشهد التالي نداءات من المقتول للقاتل رغم بقاء المقتول في دماء متجددة من الآخر ان يعود لاحضان ضحيته وليس العكس؟؟ مشهد غريب ليس من السياسة ولا من الحصافة أن يحدث قبل استيفاء الحقوق بعدها يطلب القاتل السماح ويظهر ويعطي اسباب قبول عفوه منا لا أن نرجوه نحن أن يعود ودماؤنا لازالت تسيل. الانتخابات بالقائمة هي المطلب رغم أن اللجنة اقرت أن سلامة المقصد تأتي بانتخاب فردي لا يعيد لنا وجوها قميئة لفظها الشعب داخل قائمة اسماء ناخبنا لن يملك الوقت لقراءتها هذا إن كان يجيد القراءة والكتابة اصلاً. اصوات تبدو عالية فضائياً لكن الشعب الذي قدر له أن يثور كل سنة بثورة اخري غير معمول له حساب ولاتقدير عما يتراكم في صدره من أن شيئا صحيحاً سيحدث حتي بعد ضريبة الدم؟؟. المشهد الأخطر اننا بدل أن ننتبه لبناء دولة ناءت بأحمال هدمها.. نجد صراعات شخصية واملاءات فردية تملا الفضائيات ضجيجاً.. وشتائم وألفاظاً لا يجب أن يسمعها ابناؤنا أمل المستقبل لهذا الوطن أن تصبح الشتائم الشخصية هي ما نسمعه وأذان وكاميرات العالم كله مصغية لكل كلمة تذاع وتشاهد وفيها الاصدقاء اللذين يريدون لنا الرفعة والاعداء واللذين يبحثون عن مدخل لهجماتهم الجديدة.. والمفترض اننا لا نريد فقد تعاطف الصديق ولا اعطاء مفتاح الاضرار بمصالحنا العدو. أرجوكم وحدوا الجهد وانتبهوا لكل ما يصدر منا من تفاعلات ولا تجعلوا الآخرين يستبيحون من تسامحنا المبكر ارضا جديدة يؤذوننا بها. نحن متطرفون جميعا لاننا ننقلب من النقيض للنقيض في لحظة.. فمن ألتراس للكرة جمعنا تطرف الشباب إلي التراس الدين وشحنا فيه الاختلاف فأقتتلنا..ومعني كلمة ألتراس وهو لفظ من اللغة الانجليزية معناه التطرف أو الاحتشاد حول شيء ما. نحن في منازلنا متطرفون فالاب يمارس سلطته بعنف فيخرج لنا شباب مكبوتاً يبحث عن قوة وحرية لضعف تم تربيته عليه فيفرغه فيِ تطرف هو الآخر واحيانا العكس فالأم تتسلط علي زوجها وتلغي هيبته أمام ابنائه وتقلل احترامهم له لأجل السيطرة نرفع فلانا فوق أعناقنا حين يفعل ما نريده ونقطعه اربا حين لا تمكنه الظروف من فعل ما نريده. نحب زعيماً اليوم ولسنوات ثم بعد ذلك نفند له بدل المديح الذي مدحناه مساوئ وننسي اننا المفروض أن نلام حين كانت هناك هذه المساوئ وتركناه صمتا وقبولاً نسير خلف داعية أو واعظاً دينيا نكاد نؤلهه ثم فجأة نكتشف انه يملأ عقولنا بسمومه فنكيل له النقد الذي نلام عليه؟؟ كيف كانت عقولنا مغيبة ونحن نسمعه ياعزيزي كلنا متطرفون.. لكن بوتقة الصهر التي نعيشها الآن ستجعلنا بإذن الله واعين وبالفعل نحن الآن سريع الفرز لاخطاء الماضي لكن هل يفهم المستخفون.