تزداد ظاهرة التسول بشكل كبير في لشهر الفضيل وينتشر الاف المتسولين في كل مكان ولكل منهم طرقه وحيله الخاصة.. بعضهم يستحق الصدقة واخرون محتالون يسعون للكسب السريع دون جهد او مشقة. الفئة الأولي تكتفي بما بدر منهم وغالبيتهم ممن لا يستطيعون العمل بسبب المرض أو الاعاقة.. أما الفئة الثانية فتستغل المشاعر الايمانية التي تسود الشهر الكريم لزيادة مكاسبهم المالية. وفي الوقت الذي يعاني الوطن من الاضطرابات السياسية والتي انعكست علي التواجد الأمني.. اصبحت الفرصة سانحة لعصابات التسول وضعاف النفوس للانتشار في كل مكان وممارسة عملهم بحرية تامة. بعضهم تجرد من مشاعر الامومة كالعديد من السيدات اللاتي القي القبض عليهن بعد وفاة ابنائهن نتيجة محاولاتهن احداث عاهات بهم بهدف استغلالهن في التسول. ففي مترو الانفاق مئات المتسولين الذين تتعدد وسائلهم كإستخدام المنديل وتوزيع الاوراق التي تشرح حالتهم علي الركاب او اظهار أماكن اصابتهم والكثير منهم سيدات ترتدين النقاب. طيبة المصريين وتدينهم تدفعهم لاعطاء الاموال لاي شخص سواء يستحق الصدقة أم محتال فكيف تستطيع محاصرة هذه الظاهرة؟ يقول الدكتور مصطفي عوض استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ان المجتمع ينقسم الي ثلاث طبقات دنيا ووسطي وعليا وكل طبقة تنقسم لعدة شرائح فالاولي "دنيا دنيا دنيا وسطي دنيا عليا" فطبقة الدنيا دنيا هي التي لها ثقافة الفقر وعدم الخصوصية واللامبالاة وهي طبقة ليست لديها طموحات لتحسين أحوالها المعيشية وكل ما يشغلها هو متعتها اليومية وهذه الطبقة يخرج منها بعض المتسولين المحتالين والذين يستغلون التسول في الكسب وليسوا مرغمين عليه بل يستطيعون العمل وكسب قوتهم بالحلال. هذه الفئة المحتالة لها خطورة كبيرة علي المجتمع فمنها يخرج اللصوص وقطاع الطرق والمجرمون الذين يخطفون الاطفال لاستغلالهم في التسول. وينصح د. مصطفي بتبني الجمعيات الاهلية بمعاونة الدولة خططا متكاملة لاستيعاب هذه الفئة وتدريبها علي المهن المختلفة حتي يصبحوا قادرين علي كسب قوتهم دون اللجوء للتسول مؤكدا علي أهمية اصدار الدولة لقانون يلزم الجمعيات بالتنسيق مع بعضها لعمل مشاريع تنموية في مناطق تواجدها تضمن استيعاب المتسولين وتأهيلهم للعمل بمساعدة الدولة ويتابع لابد من اقامة مشاريع الايواء المتسولين واقامة اكشاك صغيرة لهم في نطاق أماكن الإيواء وتقديم تسهيلات مالية لهم للحصول علي قروض.