قرار الدكتور حازم الببلاوي رئيس الحكومة الجديد عدم دمج وزارتي الرياضة والشباب كان قرارا صائبا وحكيما.. لأن هذا الدمج كان بلا شك سيعطل العمل ويربك الأمور في الوزارتين خاصة وأن الحكومة الحالية هي حكومة انتقالية وقد لا تستمر طويلا. وكان قرار الدكتور الببلاوي بإسناد حقيبة الرياضة لطاهر أبوزيد نجم النادي الأهلي والمنتخب الوطني السابق صائبا أيضا.. لأن طاهر أبوزيد رياضي من الطراز الأول يملك حيوية الشباب وخبرة الكبار.. وهو صاحب إنجازات محلية ودولية كبيرة.. كما اكتسب العديد من الخبرات من عمله في التحليل الكروي وتقديم البرامج الرياضية والعمل التطوعي في الإدارة الرياضية كعضو سابق بمجلس إدارة النادي الأهلي وهو من أشد مؤيدي بند ال8 سنوات ويتفق مع سابقه العامري فاروق في هذا الاتجاه والطريف أن أبوزيد والعامري كانا يمثلان الجناح المعارض داخل مجلس إدارة النادي الأهلي. لكن سكة أبوزيد.. أو مشوار الوزير الجديد في هذه الوزارة لن يكون مفروشا بالورود.. فالتحديات داخل وزارة الرياضة كبيرة.. ومن أهمها التأقلم مع نظام العمل الحكومي وهو مالم يجربه طاهر أبوزيد طوال حياته.. فهو لم يعمل في أي مؤسسة حكومية من قبل.. كما أنه لابد أن يكسب ثقة العاملين في الوزارة خاصة وأنهم كانوا قد أبدوا.. بعد استقالة العامري فاروق.. رفضهم لتعيين وزير من خارج الوزارة.. فضلا عن التحديات الكبري والضخمة في العديد من الملفات الحساسة مثل أزمة اللائحة الجديدة للأندية والتي بلغت ذروتها بعد خطاب اللجنة الأوليمبية الدولية الأخير والذي وجه إنذارا أخيرا بإيقاف الرياضة المصرية إذا استمر العمل بلائحة العامري. ومن الملفات الساخنة إيقاف النشاط الكروي المحلي وإلغاء الدوري بعد الأحداث والمظاهرات التي تشهدها مصر حاليا بعد عزل الرئيس محمد مرسي.. وهو ملف لن يستطيع أي مسؤول أن يجد له حلا إلا إذا استقرت البلاد ونعمت بالأمن والأمان المفقودين منذ عامين ونصف تقريبا. وطاهر أبوزيد الذي أعرفه منذ أكثر من 30 عاما وتجمعني به صداقة قوية يملك ذكاء فطريا ويستطيع التعامل مع الأمور ويواجه التحديات الصعبة.. لكنني أخشي من طبيعته المعارضة وعزة نفسه.. الأمر الذي سيضعه في اختبار شديد الصعوبة وهو علي قمة السلطة الرياضية الحكومية التي كان يعارضها دائما في برامجه التي كان يقدمها أو في البرامج التي كان ضيفا فيها. بالتأكيد أن أبوزيد عندما قبل منصب وزير الرياضة درس كل هذه الأمور.. ومن المؤكد أنه بذكائه الفطري سيغير طريقته في التفكير والتعامل مع القضايا الرياضية بما لا يخل بمبادئه.. وإلا فإنه لن يتحمل وسيضطر إلي ترك المنصب.