* أبدأ مقالتي برسالة مهمة وذات مغزي وصلتني من صديق وزميل سعودي قال فيها: "الدماء المصرية التي تسيل علي أرض مصر تزعج كل عربي وكل مسلم. فمصر قلب العروبة وركيزة الإسلام ولا يوجد أدني شك أنها تتعرض لمؤامرات لإضعافها بالتالي إضعاف للعرب والمسلمين.. ومن ثم لا نجد أمامنا مفرا من المتابعة الدقيقة للشأن المصري ليس تدخلاً في شئون الأشقاء المصريين. ولكن انطلاقاً من حبنا لمصر وإدراكنا لأهمية أن تظل متماسكة وقوية من أجل الحفاظ علي قوة الأمة بأسرها".. وأطمئن أخي أبو فيصل أن مصر ستظل دائماً قلب العروبة والإسلام وما تمر به حالياً مجرد مرحلة انتقالية تصاب بها أي دولة تشهد ثورات كبري. وستعود قريباً للقيام بدورها القيادي بالمنطقة وأننا نرحب باهتمام كل شقيق عربي ببلدنا شريطة ألا يحاول فرض آرائه أو لانحياز أي فصيل أو حزب أو حركة بعينها. ودفعتني الرسالة الأخوية أن أطرح علي كل المصريين هذا التساؤل: هذه هي مخاوف الأشقاء العرب وقلقتهم علي مصر فماذا أنتم فاعلون؟ هل سنظل نقدم المصالح الفردية والفئوية علي مصلحة مصر العليا. أم نسعي للوصول إلي كلمة سواء تجمعنا؟.. هل نستثمر أجواء شهر رمضان المبارك لإتمام مصالحة وطنية شاملة تحفظ دماء بنائنا وتحمي وطننا من شرور الفتن ومؤامرات المتربصين بها؟. ولا أجد أمامي بداً من التأكيد علي أن مصر تتسع للجميع. وأن بلدنا تمر بلحظة فارقة في تاريخها فلا مجال لأي سخرية أو شماتة أو انتقام.. ولا أتفق تماماً مع من يقولون إن بلادنا كانت محتلة أو مختطفة.. فالإخوان وصلوا للحكم بموافقة الشعب في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 والشعب سحب موافقته في خطوة استكمالية للثورة في 30 يونيو. * من أبرز ما يمكن استنتاجه من المشهد الحالي أن هناك محاولات مستمرة من جانب أعداء الأمة لإضعاف الجيش المصري الذي تؤكد التقارير الاستراتيجية الدولية أنه يعتبر الجيش الأول عربياً وافريقياً من حيث القوة العددية والتسليحية ويحتل المرتبة ال 14 بين جيوش العالم.. وما يجري حالياً محاولة لجره في ماوجهة محلية دامية تستنزف قوته لإخراجه من المعادلة باعتباره حجر عثرة في المخطط المعادي لتفتيت المنطقة وإضعافها لكي يسهل علي إسرائيل السيطرة عليها.. فيعتبر الجيش المصري. الجيش العربي الوحيد الباقي في المواجهة مع إسرائيل بعد انهيار الجيش العراقي عقب الغزو الأمريكي عام 2003. وبعد توريط الجيش السوري في المواجهات الدامية التي تدور في سوريا حالياً. وقد بدأ القلق الأمريكي الإسرائيلي من قوة الجيش المصري بعد حرب أكتوبر عام 1973 وتمكنه من اقتحام خط بارليف أقوي خط دفاعي حصين في التاريخ والذي زاد من صعوبته إقامته بموازاة المجري المائي لقناة السويس. وهزيمة جيش إسرائيل الذي قيل عنه "الجيش الذي لا يقهر".. ويكفينا في هذا الصدد شهادة وزير الدفاع الإسرائيلي أثناء هذه الحرب موشي ديان والتي قال فيها: "إن الأهم بالنسبة للإسرائيليين والعالم الاعتراف بأننا لسنا أقوي من المصريين. وأن حالة التفوق العسكري الإسرائيلي قد زالت وانتهت إلي الأبد". وتزايد القلق الإسرائيلي وكل أعداء الأمة بعد مناورة بدر 96 التي أجراها الجيش المصري في سيناء عام 1996. وقام خلالها نقل نصف معدات وقواته إلي عمق سيناء في خلال ستة ساعات وتمكن الجيش أن يصل لحالة الاستنفار الهجومي في إحدي عشر دقيقة فقط. وهو معدل قياسي أذهل الخبراء العسكريين وأجريت حول هذه المناورة وحدها حوالي 10 دراسات أمريكية.. ولدي اعقد راسخ أن القيادة العسكرية واعية لكل مخططات الأعداء وتعمل بجدية علي إحباطها. * وفي الختام أوجه رسالة اطمئنان إلي المصريين في الخارج الذين اتصل بي بعضهم ويملأهم القلق علي ما يجري بسبب التضخيم والتراشق الإعلامي. وأؤكد لهم أن المحنة تمر وستعود مصر أكثر قوة وتماسكاً.