جاء الهتاف الذي ردده ملايين المصريين في التحرير وكافة ميادين الثورة والذي يقول "عبدالناصر قالها زمان.. الإخوان مالهومش أمان" ليكشف ويعري منهاج وأساليب قيادات هذه الجماعة التي وافق جزء من الشعب المصري علي منحها فرصة العمل السياسي المعلن بالشرعية بعد أن كانت جماعة محظورة إبان حكم الرئيس السابق حسني مبارك.. لكنهم أي الإخوان وللأسف اضاعوا هذه الفرصة الذهبية ولم يغتنموها وظهروا علي حقيقتهم من أنهم ليس لهم أمان في التعامل مع مصر وشعبها.. لقد اقاموا العداء والكراهية بينهم وبين كل القوي السياسية وقطاعات الشعب المصري واجهزة الدولة بداية بالأعلام والقضاء والشرطة والجيش والمخابرات والسفراء والأزهر والكنيسة والثقافة والفنانين والفنانات. لم يتركوا أحد إلا وحاولوا الانتقام وتصفية الحساب معه إلي أن وصل حال مصر للوضع الذي جعل الشعب يخرج ليرفضهم بالملايين "أكثر من 33 مليون مصري" في استفتاء علني جماهيري قالوا لا.. للإخوان وللرئيس مرسي ولكنه وقيادات الجماعة لم يرضوا ويرضخوا لإرادة الشعب مصدر السلطات وأبوالدساتير وزعيم الشرعية الأمر الذي جعل الجيش المصري العظيم يعطي الجميع مهلة للخروج من الأزمة وانقاذ البلاد من الصدام وكان حوار الفريق أول عبدالفتاح السيسي مع الرئيس المعزول الذي قال فيه أن الأمريكان لن يسكتوا علي عزله وان الإخوان سيحرقوا مصر "البلاد" .. هذا هو فكرهم وعندما سأل مندوب ال C.N.N الدكتور محمد البلتاجي احد قياداتهم عن العنف ضد الشرطة والجيش في سيناء اجاب انه إذا تم الافراج عن مرسي سيتم وقف العنف فورا وفي نفس الثانية...!!؟ وللأسف كلام مرسي للفريق السيسي من ان الأمريكان لن يسكتوا علي اقالته بناء علي إرادة شعب مصر تؤكد مدي علاقته هو وجماعته مع الرئيس الأمريكي أوباما الذي جعل من مرسي وكيلاً له في مصر يستخدمه ويوظفه من أجل الحفاظ علي آمن إسرائيل واستغلال أن "حماس" وفقاً للمادة الثانية من ميثاق حركة حماس انها حركة مقاومة اسلامية وجناح من اجنحة الإخوان المسلمين..!! وبالتالي تضمن أمريكا عدم قيام حماس بضرب اسرائيل بالصواريخ بضمان "إخوان مصر" ومحمد مرسي.. ايضا جاءت اجابة د.البلتاجي بوقف عمليات الإرهاب في سيناء بمجرد الافراج عن مرسي تأكيدا علي العلاقة التي تربط الإخوان بالبؤر الارهابية في سيناء ومنها تنظيم القاعدة والذي يعلم الرئيس الأمريكي مدي العلاقة التي تربط الإخوان بالقاعدة وللاسف لايزال أوباما علشان خاطر مشروعه الفاشل في الشرق الأوسط لخدمة اسرائيل علي موقفه المعادي للشعب المصري هو وادارته وقناته التليفزيونية C.N.N ويري ثورة 30 يونيه علي انها انقلاب وليست ثورة. من هنا علينا الحذر من هؤلاء الأمريكان والإخوان لأن الشعب المصري أفشل والحمد لله مشروعهم. في الشرق الأوسط.. ولكن علينا باليقظة المستمرة وطول النفس والارادة القوية بأعتبار أن "الاثنين" ليس لهما أمان.. وبالمرة لابد من تنويع مصادر السلاح وامامنا روسيا والصين وكوريا وغيرهما. المصالحة مطلوبة ولكن بالمصارحة من هنا تأتي أهمية تحقيق المصالحة الشاملة ووقف إراقة الدماء وعلينا ان ان ننطلق من مجموعة المبادرات التي اطلقت من الرئاسة تحت عنوان "شعب واحد" ومن الأزهر الشريف والدعوة السلفية حتي نجنب بلادنا الفتن من خلال التوصل لحلول توافقيه بعيدة عن الانانية وفرض الآراء وعدم اتباع مبدأ "لا فيها.. لا أخفيها" أو التشكيك في شخصيات عالمية مثل شخصية د.محمد البرادعي وعدم الموافقة علي ترشيحه رئيساً للوزراء أو الانسحاب من التوافق فهذا اسلوب مرفوض في هذه المرحلة.. مطلوب البعد عن الانانية والمصالح القصيرة والنظر اسفل القدم والبعد عن اتباع مبدأ "الفيتو" ونتمني الا نجد هذا المشهد من حزب النور أو غيره في قادم الأيام أو التشكيك في كل شيء لأن عنصر الوقت ليس في صالحنا ويداهمنا في الداخل والخارج والمتربصون بنا كثيرون ولن يهدأ لهم بال وليس لديهم آمان. وحسنا فعل المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت عندما فتح ابواب الاتحادية للالتقاء والحوار مع اغلب القوي السياسية من شباب واحزاب وحركات ليستمع الي وجهات النظر المتعددة والبحث عن مجموعة من القواسم المشتركة للمصالحة والتلاقي والسير بمصر الي الأمام بأقصي سرعة فليس الي الخلف والعودة للمربع رقم "1" ويضيع الوقت ولانحقق آمال هذا الشعب الذي يريد من ثورة 30 يونيه الا تسرق منه مرة أخري وهو يريد دستوراً مصرياً يضم ببساطة مواد تضمن كل حقوقه وواجباته وتلبي طموحاته في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.. عموما المرحلة الانتقالية تعد الفرصة الأخيرة لميناء مصر الجديدة الديمقراطية المدنية لتعود الي محيطها العربي والافريقي. علينا الترفع عن الصغائر والمصالح الضيقة والعبور الي مستقبل مشرق والا سوف نكون مثل الايتام علي موائد اللئام فقط وبدون اقصاء احد فكلنا مصريون شركاء في هذا الوطن ولكن لايجب أن تضم "مصر المستقبل" كل من تلوثت يديه بدم المصريين الحرام.. مصر محتاجه الي سياسيين.. وليس ارهابيين.