رسم المصريون خلال الأيام الماضية ملحمة وطنية أبهرت العالم وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الشعب العظيم سيظل دائماً القائد والمعلم للمنطقة العربية والعالم منذ حضارة الفراعنة وحتي اليوم فقد أكد أنه صاحب ثورة شعبية خالصة وأن الشرعية للشعب وحده فهو صاحب السيادة مانحها ومانعها وأثبت للعالم كله أن دعاة العنف والتطرف لم يستطيعوا حماية نظام فاشل ولم يصمدوا أمام شعب ثائر. فرض الشعب المصري كلمته فغير مسار التاريخ والجغرافيا كالعادة وقال للديكتاتور مبارك الذي حكم مصر 30 عاماً غلفها بالفساد والاستبداد: ارحل ولم يكن أمامه إلا التنحي في 11 فبراير 2011 وبعد عام ونصف خدع الشعب الثائر بكذب جماعة الإخوان المسلمين بعدما صوروا له زورا أنهم سيمنحونه جنة خضراء وسيجعلون العالم طوع يمينه فابتلع أغلبهم الليمون وتوهموا أن الجماعة صادقة في إعلانها الكاذب "مشاركة لا مغالبة" فوصل الدكتور الفاشل و"المرشح الاستبن" للجماعة للحكم بعد أن قبل المصريون نار الإخوان علي عار إعادة إنتاج نظام مبارك. الطريقة التي خرج بها إعلان عزل مرسي وخارطة الطريق التي أعلنها الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في حضور القيادات الدينية السياسية والشباب أكدت أن الشرعية للشعب بشكل لا يترك مجالاً للحقد أو العمليات الانتقامية والثأرية ولا يتيح منفذاً لإقصاء أي طرف لأنها تحفظ لكل مصري مكاناً لائقاً يتناسب مع إمكانياته وقدراته علي العطاء. لتبقي الرسالة أن الشعب المصري لن يقبل أن تعود عقارب الساعة للوراء وأنه لن يقبل أن يحكم ديكتاتور. كما أن القوات المسلحة رفضه أن تنكوي مرة أخري بنيران السياسة علاوة علي إدراكها أن زمن الانقلابات العسكرية وممارساتها الخشنة قد ذهب بغير رجعة وتجاوزه التاريخ وأن الغرب لم يعد يقبل بذلك فتم توافق الجميع علي النحو الذي يجعل البلاد تدخل مرحلة جديدة في المسيرة الديمقراطية وأنها لن تعود مرة أخري لمفاهيم الديكتاتورية والقمع والتنكيل بالمعارضة.