في بحثنا الدائم عن حكاية جديدة أون لاين ننقلها للقاريء يصادفنا كثيراً إعلانات أجنبية مبتكرة تبرز معاناة ذوي الإعاقة سواء لتوعية المجتمع أو لأغراض تسويقية.. تلجأ هذه الإعلانات لأفكار غير تقليدية لتذكير الأصحاء ذوي الإعاقة ولكن يبدو أن توظيف "الإعاقة" في الإعلان مسألة حساسة فهي أما تمنح الإعلان أو المنتج الجماهيرية أو النفور.. ما تحقق التعاطف أو تثير الاستياء. هذا الأسبوع دعونا نستعرض بعض هذه الإعلانات الأجنبية وردود الفعل التي أثارتها. في عام 2008 اندهش الناس لإضافة عجلات مرسومة لمقاعد مقاهي أحد الشوارع التجارية المزدحمة باستراليا لتتحول إلي شكل الكراسي لمتحركة التي يستخدمها ذوو الإعاقة الجسدية. الحملة نظمتها رابطة مابي الشلل "Paraquad" تحت عنوان "الكراسي المتحركة" والهدف رفع الوعي حول العواقب السلبية للشرب أثناء القيادة باعتبار أن الإصابة الجسيمة محتملة والنتيجة حياة علي كرسي متحرك وكانت الجملة المكتوبة علي الكراسي مركزة "لا تشرب وأنت تقود" ورغم فعالية الحملة اشتكي أحد المعاقين الذي يستخدم الكرسي المتحرك مما اعتبره إساءة في الإعلان لأنه استخدام الكرسي المتحرك للتخويف وكأن الإعاقة هي نهاية المطاف! وفي تايلاند يقسم البعض الإعلانات أما مضحكة أو مبكية ويقصدون بذلك أن الإعلانات التجارية إما تكون طريفة لحد الضحك أو مؤثرة لحد البكاء ويمكننا التأكد من ذلك علي اليوتيوب بمشاهدة إعلان Thai Life Insurance الذي ظهر في 2011 وتخطت نسخته المترجمة للإنجليزية المليون مشاهدة ويحكي عن حب أي من الصم والبكم لابنته المراهقة التي تتمرد علي حالة الأب وتحلم بأب آخر يفهمها ويتكلم معها ولا يثير سخرية زملائها وعندما تحاول الابنة الانتحار لا تجد سوي دم الأب الذي ينتقل إليها ليعيد إليها الحياة وتفقد الأب الذي لم تحاول فهمه أبداً. وينتهي الإعلان بجملة أنه ليس هناك والدين "مثاليين" ولكن هناك آباء يحبون الأبناء بمثالية ويدعو المشاهد إلي الاهتمام بمن يحبه قبل فوات الأوان رسالة مخيفة أو واضحة بالتأمين علي الحياة من أجل "هؤلاء الأحباء". وأثار الإعلان اعجاب المشاهدين لدرجة مشاهدته كقصة إنسانية منفصلة عن الشركة التي قدمته ولم يخل الأمر من استياء البعض من فكرة الضغط علي مشاعرهم لمجرد إصدار وثيقة تأمين! وما زلنا في تايلاند وإعلان آخر بطلته فتاة صماء.. هذه المرة إعلان عن شامبو لشعر حقق نجاحاً كبيراً في 2009 فنشاهد حب الفتاة الصغيرة للموسيقي وسخرية الآخرين من "الصماء" التي تريد تعلم الموسيقي والعزف ولكن تحظي الفتاة بتشجيع أحد فناني الشارع الذي يعلمها ويدعوها للإحساس بما تعزفه وإن لم تسمعه وتشارك الفتاة في مسابقة للموسيقي وتبهر المشاهدين بعزفها "وشعرها الناعم اللامع الذي يتطاير أثناء العزف" وينتهي الإعلان بجملة "تستطيع التألق". وحيا البعض الشركة المنتجة لأنها قدمت رسالة للمشاهدين بالسعي وراء أحلامهم ولو من خلال الاهتمام بالشعر! في حين انتقده آخرون وقالوا إنهم لم يستطيعوا الربط بين بين الشامبو ورسالة الإعلان! ومن الإعلانات التوعوية التي قدمت لتنبيه غير المعاقين. أظهر أحد المسلسلات الكورية معاناة المعاقين من عدم توافر المصاعد في وسائل المواصلات واضطرارهم لصعود السلم المرهق لهم. فضلاً عن عدم مساعدة الآخرين لهم أو إفساح الطريق فاختصر المشكلة في إعلان معبر من خلال وضع بوستر يمثل جبل إيفرست يغطي سلم مترو الأنفاق وتحته عبارة "صعود هذه السلالم بالنسبة لبعض يماثل مشقة تسلق جبل إيفرست.. لابد من تقديم تسهيلات في المواصلات العامة لذوو الإعاقة". في مقابل هذه النماذج من الخارج. لا يظهر ذوو الإعاقة في الإعلانات المصرية إلا في حملات التبرعات للجمعيات الخيرية يستجدون المساعدة علي الشاشة مما يثير استياء ذوي الإعاقة قبل الآخرين. وهو ما يرفضه د.صفوت العالم أستاذ الإعلان بجامعة القاهرة موضحاً أن المعاق مواطن وإنسان له خصوصية واحترام ولابد أن تعكس صورته في الإعلان ذلك بأن يظهر وهو يمارس حياته الطبيعية كطالب أو موظف أو رب أسرة بحيث تكون صورته في الإعلان دفعة من أجل بناء ثقته بنفسه وتطوير حياته. وعن غياب المعاق عن الإعلانات. يفسر ذلك د.العالم أن الإعلانات مسألة اقتصادية بحتة فالمعلن يبحث عن الربح ولكن الأجدي التساؤل عن غياب الإعلانات التوعوية الموجهة لذوي الإعاقة وللمجتمع بأكمله. مطالباً بحملات إعلامية تخاطب الأم في سنوات الزواج الأولي وكيف تتعامل مع الابن المعاق وتقديم النصائح التربوية والصحية والنفسية لأفراد الأسرة إذا كان هنا كفرد معاق وأخيراً توعية المجتمع بأكمله لأسلوب التعامل الملائم مع ذوي الإعاقة بما يحافظ علي كرامتهم ولا يعتدي علي حقوقهم. ماذا عن القاريء هل توافق علي صورة ذوي الإعاقة التي تظهرها الإعلانات التليفزيونية؟ شارك معنا برأيك وحكايتك علي صفحة التحدي علي الفيس بوك http://www,facebook.com/Eltahadigomhuryia