كنت أتمنى أن يعدل النجم الكبير محمد بركات عن قرار اعتزال اللعب الدولى ويعود لمشاركة زميليه وصديقيه محمد أبوتريكة ووائل جمعة فى قيادة المنتخب الوطنى لتحقيق حلم التأهل لمونديال البرازيل 2014.. وكان بوب برادلى المدير الفنى للمنتخب يرحب دائما بعودة بركات للمنتخب وطالبه أكثر من مرة بالعدول عن الاعتزال الدولى اعترافا بعطائه وموهبته وقدرته على تقديم الجديد للمنتخب.. ولكن ملك الحركات فاجأنى وفاجأ الجميع بقرار اعتزال الكرة نهائيا بعد الدورة الرباعية للدورى !! عموما لايمكن أن نتدخل فى قرار يخص « بركته « خاصة بعد فشل الكثيرين وفى مقدمتهم سيد عبد الحفيظ ومحمد يوسف والعديد من زملائه فى إقناعه بالاستمرار فى الملاعب ولو لموسم واحد.. فهو من المؤكد أنه درس القرار جيدا وأراد أن ينهى مشواره الكروى وهو فى قمة عطائه والكل يشيد به وبعودته فى الشهور الأخير متألقا وكأنه ابن العشرين ربيعا. إنجازات ملك الحركات مع الإسماعيلى والأهلى والمنتخب كثيرة ومتنوعة على المستويين المحلى والإفريقى والعالمي.. فهو قد عاش مع الأهلى أزهى العصور الكروية فى تاريخ الكرة المصرية.. ومنذ عام 2006 والأهلى مع محمد بركات يحتكر بطولة الدورى المحلى ودورى أبطال إفريقيا الذى حصده خمس مرات بالإضافة إلى بطولات سوبر محلية وإفريقية وبرونزية مونديال الأندية باليابان. وبركات ابن نادى السكة الحديد العريق والدراويش السابق وملك الحركات تألق مع الإسماعيلى والأهلى والمنتخب وأمتعنا بكل فنون الكرة وسجل أهدافا نادرة و رائعة وحاسمة.. بل وسجل أهدافا من النوع المارادوني.. وأذكر أحد أهدافه عندما كان لاعبا فى الإسماعيلى فى مرمى الزمالك عنما تلقى كرة قرب منطقة جزاء فريقه وتبادلها مع أحد زملائه من نصف ملعب الإسماعيلى وشق بها طريقه مراوغا دفاع الزمالك بأكمله الذى ظل يلهث وراءه حتى استقبلت شباك الزمالك واحدا من أروع الأهداف فى مصر والعالم . قدم بركات كل شئ مع الكرة برغم معاناته الكثيرة مع مرض الغدة الدرقية وكذلك الإصابات التى ظلت تلاحقه حتى شهور قليلة قبل أن يعود متألقا مع الأهلى فى الأسابيع الأخيرة لدورى المجموعتين. إننى على المستوى الشخصى أحب واحترم هذا النجم الكبير فهو يتمتع بأخلاق عالية ويحترم الكبير والصغير.. ولذلك نال احترام الجميع بمن فيهم منافسوه.. وهو شخص متواضع لم يتسلل الغرور يوما إلى نفسه.. ومثلما كان يمتاز بخفة حركته فى الملعب.. يمتاز بخفة دمه خارج وداخل الملعب.. فهو شخصية مرحة ويملك روح الدعابة والفكاهة.. وكان يدبر المقالب فى زملائه وخاصة فى برنامجه التليفزيونى «بركات.. ملك الحركات» والذى حقق نجاحا كبيرا. وبركات مع كل ذلك لم يحصل على فرصة احتراف حقيقية برغم أنه لعب موسما لأهلى جدة ومع العربى القطرى . سيظل بركات فى قلوبنا جميعا.. ولن ننساه.. تمنياتى لملك الحركات بالتوفيق فى حياته الجديدة سواء فى الإعلام الرياضى أو فى الإدارة الرياضية .