10% من انتاج الكهرباء يضيع بسبب سرقة التيار والوصلات الخلسة للباعة الجائلين والمباني المخالفة.. الغريب ان ذلك يحدث تحت بصر وبعلم مباحث الكهرباء التي وقفت تتفرج بينما انقطاع التيار في بعض الأحياء يتجاوز الثماني ساعات لتخفيف الأحمال. أحمد عمارة محاسب يشير لتعدد أشكال سرقات التيار الكهربائي في الفترة الحالية بصورة لم يسبق لها مثيل فلم تعد تقتصر علي فئة دون أخري فأغلب المواطنين يضطرون حالياً الي توصيل التيار من الأعمدة والكشافات للحد من قيام البلطجية واللصوص من عمليات الاعتداء المنتشرة علاوة علي قيام الباعة الجائلين بعمل وصلات من الكابلات الأرضية والأعمدة لاضافة أعداد هائلة من اللمبات ويستخدمون تلك الوصلات نهاراً لتشغيل السمّاعات والكاسيتات. محمد مصطفي بكالوريوس تجارة يشير لوجود التكييفات في أغلب المساجد الموجودة بالقاهرة والجيزة مما يستهلك كميات هائلة من التيار الكهربائي ولا يتم اغلاقه منذ العاشرة صباحاً وحتي بعد صلاة العشاء حيث تستهلك المساجد الموجودة بكل حي ضعف ما تستهلكه المنازل. ويضيف ان الباعة الجائلين أصبحوا يمثلون أكبر تهديد لمحطات الكهرباء حيث يستعين البائع الواحد بعشرات اللمبات ذات الجهد العالي علاوة علي الوصلات الخلسة لمزارع الدواجن والتي تتلاعب في العدادات لتقليل التكلفة دون ان تكلف مباحث الكهرباء نفسها بالمرور لمنع تلك السرقات كما كان يحدث قبل الثورة. أحمد إمبابي مهندس: عدم تطوير محطات الكهرباء بما يلائم الاحتياجات المتزايدة أدي إلي تهالك هذه المحطات ويتساءل عن آخر استخدام الطاقة الشمسية وتحويل القمامة الي طاقة كهربائية والاسراع في تنفيذ مشروع الضبعة الذي يوفر نصف كهرباء مصر مضيفاً انه لم يتم تحديث المحطات طبقاً لزيادة العشوائيات التي تم ادخال الكهرباء لها. ويؤكد فاضل مجدي محاسب أنه يجب القضاء علي الأكشاك المخالفة التي أقيمت علي الأرصفة بدون تراخيص وتقوم بسرقة التيارالكهربائي من أقرب عامود بالشارع وبطريقة عشوائية وكذلك الباعة الجائلين الذين انتشروا بصورة مخيفة في جميع شوارع مصر والبناء في الأراضي الزراعية. المهندس جابر الدسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر يري ان ما يحدث من سرقات يؤدي إلي فقد 10% من استهلاك الكهرباء سنوياً اضافة الي الفاقد الفني بخسائر تصل الي ثلاثة مليارات جنيه لذا لابد من تكاتف كل الجهود للقضاء علي تلك الظاهرة التي تؤثر علي الشبكة القومية وعلي ما يصل للمواطن من كهرباء لذا تم عمل بروتوكول مع وزارة الأوقاف تقوم فيه الأخيرة بدورها في حث الناس من خلال الوعاظ والأئمة بالمساجد للدعوة لترشيد الاستهلاك وتحريم السرقات للتيار دينيا. ويشير الدسوقي الي دور الدعاة للحد من سرقات التيار التي وصلت لمعدلات كبيرة وان انخفاض معدلات التحصيل لأقل من 80% أصبح يؤثر علي التزامات القطاع وامكانياته في سداد أقساط القروض التي حصل عليها لانشاء محطات التوليد مشيراً إلي امكانية توفير مليار و800 مليون جنيه سنويا من تنفيذ برامج الترشيد وان هذا المبلغ يضاعف 5 مرات اذا تم حسابه بالاسعار العالمية حيث يبلغ سعر المليون وحدة حرارية 14 دولارا في حين تحصل عليها الكهرباء 5.1 دولار. وقال جابر ان الاستهلاك المنزلي بلغ 43% من اجمالي الاستهلاك مقابل 132% للقطاع الصناعي وهو مؤشر غير طبيعي والمفروض ان يكون العكس وان مصر لديها 44 ألف كيلومتر خطوط جهد فائق وعال و500 ألف كيلومتر للجهد المنخفض والمتوسط. وأضاف انه سيتم تنفيذ برنامج إنارة 55 ألف مسجد بالطاقة الشمسية لتكوون نموذجا لاستغلال الطاقات المتجددة والحفاظ علي البيئة وخفض الدعم الحكومي لأسعار الكهرباء الذي وصل الي 23 مليار جنيه سنوياً.