الغزالي حرب رئيس "الجبهة الديمقراطية" والقيادي بالإنقاذ ل "الجمهورية":

سيناء "مرتع" للحركات الجهادية والسكوت عن أنفاق غزة مرفوض

تمر الأيام الآن بروح ميدان التحرير. بالرغم مما تتعرض له البلاد من مأزق. إلا أن الإخوان فاجأوني بأدائهم الضعيف في إدارة البلاد بعكس مما كنت أتوقعه من متابعتي لهم. لكن الشعب واثق من تصرفات الجيش المصري الذي يستطيع ان يتغلب علي المصاعب في سيناء.
هكذا تكلم الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية في حوار خاص ل "الجمهورية" وأستاذ العلوم السياسية متعدد العلاقات الداخلية والخارجية. والمشارك في مؤتمرات سياسية يحضرها سياسيون ونافذون رفيعو المستوي. أبرزها مؤتمر لندن في مجلس العموم البريطاني في يونيو .1991
رأيكم في حركة "تمرد"؟
أري أن تمرد استمرار لروح الثورة المصرية. فهي ثورة قام بها الشباب المصري فهو يعيدنا لأيام ميدان التحرير والطاقة الايجابية أيام ثورة يناير.
إذن فأداء شباب "تمرد" أفضل من أداء "الإنقاذ"؟
جبهة الإنقاذ شيء مختلف حيث إن تكوين وتركيب "القوي السياسية والاحزاب المدنية المنضمة للجبهة عبارة عن مجموعة رافضة لسياسات الإخوان المسلمين في شكل المعارضة المصرية. وتكونت عقب صدور الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس مرسي. وما يميزها هو تجميع القوي المعارضة في كيان واحد. لكن عيوبها أن بها تباينات وتوجهات عدة فمنها ما هو ثوري وما هو ذو طابع إصلاحي.
وهل هذه التباينات تؤثر علي قرارات الجبهة؟
قد تؤثر أحيانا لاختلاف التوجهات الايديولوجية للأحزاب فهناك مثلا تباين حول المقاطعة من دخول الانتخابات أو الرفض من عدمه. لذا فإن الروح الشبابية لحركة "تمرد" هي امتداد طبيعي لثورة الانقاذ. لأنها تعبر عن مغزي سياسي خاصة بعد افتقاد جماعة الإخوان للكثير من الدعم الشعبي لهم.
رأيكم في أداء جماعة الإخوان؟
للأسف تفاجأت من أداء جماعة الإخوان المسلمين فهم غير قادرين علي الإدارة. الواقع فإن كوني متابع للحياة السياسية وللتنظيم في الفترة السابقة كنت لا أتصور أن يكون مستواهم يصل إلي هذا الحد.
بصراحة.. إذا كان هناك أداء جيد في بعض الوزارات هل تعترفون بذلك؟
للأسف لا يوجد فما الذي فعله الإخوان. اظن أن وجود مهاتير محمد حتي في مؤتمر النهضة فهو اعتمد أساسا في النهضة الماليزية علي الجالية الصينية بماليزيا واستطاع أن يستوعبهم وجعل ماليزيا إلي الأمام. لذلك انا مندهش من أداء حكومة د.قنديل ومن تدني مستواها حتي بعد إجراء تعديلات عليها. إذا ما قارناها بآخر حكومة في عهد مبارك. مما يثبت فقر الكوادر والقيادات لديهم.
هل تقدمت مصر في أي مجال؟
مصر متفوقة بالطبع في مجالي السياحة والثقافة والإبداع. لكن للأسف لا ننتج أي منتج باسمنا عكس الدول الأخري الكل متخصص في منتجاته. لكن إذا نظرنا إلي الداعين للإسلام فهل لديهم إبداعات عن الدين الحنيف. فليس هناك إسهام واحد عن الدين الإسلامي كتبته الجماعات الإسلامية أو تنظيم الإخوان في الثقافة الإسلامية. فعباس العقاد الليبرالي هو من كتب عبقرية محمد وسلسلة عبقرياته. والشرقاوي اليساري كتب عن الإسلام وحسنين هيكل الناصري كتب عن النبي محمد وغيرهم. أما التيارات الإسلامية الحاكمة تهتم بتعويض أيام الحرمان سابقا.
إذا ما انتقلنا إلي الوضع في سيناء؟
من الضروري أن يعود الجيش ليمارس دوره الطبيعي من خلال أحكام قبضته علي شبه الجزيرة. فأعضاء وقيادات الجبهة ضد كل هذا التهاون مع ملف سيناء. فهي مرتع للحركات الجهادية. والسكوت عن انفاق غزة مرفوض.. لكن الجيش أكد أكثر من مرة علي احترام الشرعية ووضح ذلك من خلال "تصريحات السيسي" الأخيرة؟
طبيعي أن يقول قيادات الجيش مثل هذا الكلام. فهو يفكر أكثر من ألف مرة قبل أن يتخذ أي خطوات فقد رفعت ضده في بعض الأحيان شعارات "يسقط يسقط حكم العسكر" في فترة من الفترات الانتقالية. وهو فخر المصريين وله مكانته وتصرفاته عاقلة. والكل يثق فيه وتصريحات السيسي حول حماية الشرعية كلام مسئول..
ماذا عن شائعات خلافات بين المؤسسة العسكرية ومؤسسة الرئاسة؟
للرئيس حق في إقالة وزير الدفاع كونه القائد الأعلي للقوات المسلحة. لكن لا أظن ذلك فالسيسي أكد في أكثر من مناسبة علي احترام الجيش للشرعية. وتدل علي تصرفات محترمة ومسئولة.