المرور من عنق السمسار والمتبرع ضربة حظ لمريض الكبد بها يكون قد عبر 50 % من رحلة العذاب بعدها تبدأ رحلة الزرع .. تحاليل بمئات الجنيهات ثم الوقوف في طابور الجراحة ربما لشهور .. بعدها من حق المريض التفكير في فرص الجراحة في النجاح من عدمه فالنسب في مصر مازالت غير مرضية وفرص إجراء تلك الجراحة في الخارج ليست متاحة للمرضي. رمزي وهيبي يعلق علي ذلك قائلاً : شقيقي أصيب بفيروس سي وتم اكتشافه في مرحلة متأخرة وأكد الأطباء أنه يحتاج الي إجراء جراحة زرع كبد بدأنا البحث عن متبرع بين الاقارب والمعارف لفترة طويلة حتي تدهورت حالته وتوفي. ويضيف محمد عبدالقوي سليمان أنه ذهب الي احد المستشفيات منذ ستة أشهر لإجراء عملية جراحية وعند إجراء التحاليل تم اكتشاف انه مريض بفيروس سي وصرح الاطباء بأن علاجه هو حقن الانترفيرون وبعد فترة من العلاج حدثت مضاعفات وأصبح الكبد غير قادر علي العمل ويحتاج عملية الزرع ومن وقتها يواجه العراقيل في عملية الزرع وحالته تتدهور ويتساءل لماذا كل هذه المعوقات لمريض غير قادر علي تحملها؟ منال عبدالنبي أصيبت بفيروس سي منذ سبع سنوات عن طريق نقل دم وطوال هذه الفترة لم تأخذ أي أدوية أو مسكنات الي أن ساءت حالتها وكان لابد من إجراء عملية زراعة كبد وبعد رحلة طويلة من البحث عن متبرع وجدنه لكنهم طلبوا مبلغ 50 ألف جنيه للتحاليل وهي لا تستطيع توفير هذا المبلغ الكبير. أما محمد وهبة فقد اكتشف اصابته بالفيروس عن طريق الصدفة منذ أكثر من خمس سنوات ويحتاج متبرعاً بأقصي سرعة نظرا لسوء حالته ولكنه يفكر في اجراء الجراحة بالخارج لضمان نجاحها وهروباً من طوابير الانتظار. الدكتور محمود المتيني مدير وحدة زراعة الأعضاء بجامعة عين شمس يؤكد أن زراعة الكبد تعتبر العلاج الوحيد الذي يضمن الشفاء لمرضي أورام الكبد ومرضي الفشل الكبدي موضحا أن الزراعة ليست علاجا لفيروس سي لأن الكبد أصبح غير قادر علي العمل ولكن يظل الفيروس موجودا فالفيروس يدخل إلي الكبد الجديد أثناء العملية نقوم بعلاج المريض من جديد ويتم إعطاؤه أدوية لعلاج فيروس "سي". الدكتور هشام الخياط رئيس قسم الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس يؤكد أن عملية زراعة الكبد مشكلة مهمة في مصر تتمثل في أن عدد المتبرعين أقل بكثير من عدد المرضي والذين يبلغ عددهم 800 ألف مريض والعدد في تزايد والاهم من ذلك هو أنه لم يوافق علي قانون زراعة الاعضاء في مصر فمازلنا ننتظر التبرع من الاقارب الاحياء مضيفا أنه يوجد خطورة علي حياة المتبرع حيث يوجد حالة وفاة كل 200 حالة 40% معرضين لحدوث مضاعفات بعد العملية نتيجة استئصال نصف فص أو حتي الفص كامل حيث تحدث مشاكل في الاوعية والقنوات المرارية للمتبرع والمريض في مصر 8 مراكز تقوم بإجراء جراحة زراعة الكبد وعدد ما تم إجراؤه منذ عام 2001 حتي الآن حوالي 2000 عملية فقط وذلك لأن المتبرع في مصر لابد أن يكون قريباً من الدرجة الاولي وهذا خلاف ما يحدث بالخارج فجراحة زراعة الكبد بالخارج مثل امريكا واوربا تتم وفقا لقائمة انتظار للمرضي يحددها فريق طبي بمجرد حدوث موت جذع المخ . وعملية زراعة الكبد في مصر تصل تكلفتها الي نصف مليون جنيه وفي أوربا ب 100 ألف يورو أما في أمريكا ب 200 ألف دولار وهو ما يعادل مليون جنيه مصري في الصين أصبحت ب 120 ألف دولار نظرا للإقبال الشديد علي إجراؤها في الصين. ويضيف من المتوقع أن يصل عدد المرضي الذين يحتاجون الي زراعة كبد عام 2020 الي مليون مريض لوجود 200 ألف حالة فيروس سي جديدة كل عام كما يوجد 40 حالة وفاة سنويا نتيجة مضاعفات في الكبد.