5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنصورة تقاوم فيروس سي بزراعة الكبد «محليًا»
نشر في الدستور الأصلي يوم 16 - 05 - 2010

تدريجيا تأخذ الإصابة بفيروسات الكبد مكانها باعتبارها المرض الرئيسي الذي يسكن في جسد المصريين، الأرقام التي تتحدث عن عدد المصابين بفيروس الكبد الخطير مابين 3 و4 ملايين، وأسباب الإصابة بالمرض بفعل التلوث متوفرة أكثر بكثير من أسباب الوقاية، وأجهزة الدولة المعنية تتابع الفيروس وهو يلتهم أكباد المصريين، وكأنه مشهد مثير في فيلم أمريكي، قد ينجو البطل في نهايته أو قد لا ينجو، لافارق، المهم أنه لا علاقة لنا بما يحدث في الفيلم من أصله!
صحيح أن هناك محاولات هنا وهناك، وأن بعض المستشفيات الجامعية تقدم خدمة تستحق التقدير، لكن من قال إن هذه المحاولات الشريفة تكفي وحدها لمواجهة ذلك الغول الذي يلتهم أكباد المصريين؟
في كل الأحوال أصبحت مراكز زراعة الكبد هي الأمل الذي يتعلق به المصابون بفيروس سي، وإذا كان البعض يذهب لإجراء عملية الزراعة في الخارج، فإن هناك بعض المراكز التابعة للمستشفيات الجامعية في مصر، نجحت في إجراء العملية بنسبة نجاح مرتفعة، ومنها مركز زراعة الكبد التابع لجامعة المنصورة الذي رغم أنه بدأ نشاطه منذ ست سنوات فقط، فإنه استطاع أن يحقق نجاحا ملحوظا في نسبة عمليات زراعة الكبد وقد وصلت نسبتها إلي 87.5%، ولعل المركز يكون نواة في سبيل مواجهة مراكز الكبد "المضروبة" في الصين التي ذهب ضحيتها مئات من المصريين الذين كانوا يحلمون بالعودة بكبد سليم حتي لو دفعوا آلاف الدولارات فلا عادوا سالمين وذهبت من قبلهم أموالهم.
ويذهب الدكتور محمد عبدالوهاب أستاذ جراحة الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة، والمشرف العام حالياً علي زراعة الكبد هناك للقول بأن أهم المشاكل الصحية التي تواجه المصريين في الوقت الراهن هي أمراض الكبد التي أصبحت تمثل ظاهرة عالمية تجتاح أكثر بلدان العالم، خصوصاً مصر، مؤكداً أنها إصابة قاتلة وتمثل عبئاً ثقيلاً علي المجتمع اجتماعياً واقتصادياً، وقال: إن المواطن المصاب بفيروس «سي» يتوقف عطاؤه عن العمل نظراً لحالته النفسية التي يعيشها.
وأضاف أن أكثر المصابين بالفيروس في سن الإنتاج، منبهاً إلي أن هذه مشكلة كبيرة وأن المرض منتشر في مصر بشكل غير عادي، ولا تستطيع أي إحصائية إظهار نسبته إلا إذا تم إجراء الفحوصات اللازمة علي الشعب كله، وهذا غير منطقي وأشار في الوقت ذاته إلي صعوبة تقييم نسبة الوفيات بالكبد وأورامه نتيجة عدم تسجيل سبب هذه الوفيات في جميع المستشفيات بدقة.
وعن أنواع وأسباب أمراض الكبد يقول «المشرف» يوجد 3 أنواع من الفيروس وهي «A.B.C» وإن أقواها فتكاً بالإنسان هو «C» ويضيف: أما عن الأسباب فيوجد العديد منها مثل التلوث البيئي الموجود في الأطعمة الملوثة بفطر «الأفلابوكسين» الناتج عن سوء تخزين البقوليات والحبوب والمعلبات، حيث إنه سبب رئيسي للإصابة بسرطان الكبد، وأيضاً تلوث المياه مشيراً إلي أن أكثر المرضي المترددين علي المركز من كفر الشيخ والغربية ودمياط بالإضافة إلي الدقهلية.. وذلك لأن الدراسات أثبتت أن هؤلاء المرضي يسكنون بجوار المصارف ويستخدمون مياهها في الزراعة واحتياجاتهم المعيشية، كما أن مياه هذه المصارف تكون خليطاً من الصرف الصحي للمواطن نفسه وصرف المصانع.. وبالبحوث ثبت أنها تحتوي علي مادتي «الرصاص والسيلينون» المؤديتين للإصابة بفيروس «سي».
ويوضح «عبدالوهاب» أن السبب الثالث في الإصابة بالفيروس هو استخدام الأدوية المسكنة والمنشطات والمخدرات دون استشارة الطبيب.. وأكد أن البلهارسيا موجودة منذ قدماء المصريين، ولا علاقة لها بالفشل الكبدي كما هو مشاع، لافتاً في الوقت ذاته إلي أنها تصيب فقط الدورة الدموية داخل الكبد، ومن ثم تؤدي إلي دوالي المريء.. وتظل وظائف الكبد سليمة ولا تؤدي إلي أي سرطانات.. وقال: البلهارسيا اختفت حالياً بسبب تلوث المياه!! بالإضافة لمجهود وزارة الصحة.
أما عن العلاج أو الوقاية من الإصابة بالفيروس، فيشير إلي ضرورة التفرقة بين المصاب بالفيروسات وكبده سليم، والمصاب بفيروسات في بيئة ملوثة وكبده متليف.. فالأول يكون علاجه مجدياً بنسبة 60%، والفيروس يخمل في هذه الحالة ويحافظ علي الكبد من التليف.. أما الحالة الثانية فلا يوجد دواء فعال لعلاج الفيروس لها، والمطلوب منا الحفاظ علي وظائف الكبد لتؤدي دورها.. أي أن المريض لابد أن يستشير الطبيب في كل شيء، كتناول الأدوية بانتظام وبجرعات محددة، وأن يكون الطعام خالياً من أي كيماويات.
وعما إذا كانت زراعة الكبد هي الحل للمصابين بالفيروس ينصح بالوقاية من المرض قبل الحديث عن الزراعة، ويري أن تكون الوقاية مشتركة بين المواطن من جهة، والحكومة متمثلة في الإعلام والتعليم والصحة من جهة أخري، مشدداً علي تفاعل هذه الجهات في التنبيه علي أسباب الإصابة والعمل علي اتباع طرق الوقاية منها.
وعن الجانب الإنساني يشير «عبدالوهاب» إلي أن فلسفة المشروع أساساً تعتمد علي العمل الطبي والعلمي معاً، وليس التربح، مؤكداً أن «المشروع» منذ نشأته وللآن لم يرفض استقبال أو علاج أي مريض علي الإطلاق، لافتاً إلي أن «الجهاز» في هذه الحالة الاتصال برجال الأعمال علي مستوي الجمهورية وخارجها بهدف المشاركة في الدعم المادي لغير يقوم ب القادرين علي تكاليف العلاج أو الزراعة.
وذكر علي سبيل المثال لا الحصر أحد المهندسين المصريين المقيمين «بدبي» قائلاً: إنه تبرع بعلاج مريضين ورفض الكشف عن اسمه، ومهندس آخر من الفيوم تبرع بمبلغ نصف مليون جنيه لعلاج مريضين آخرين. مشيراً إلي أن المركز يساعد من ناحية، ويتصل برجال الأعمال ليساعدوا المرضي من الناحية الأخري.
وعن مستقبل «زراعة الكبد» ومقدرة الدولة والجهات المعنية في علاج ووقاية الشعب وكذلك خلق جيل جديد خال من هذا المرض، أجاب «عبدالوهاب»: بداية يجب الاعتراف بوجود نسبة عالية من المرضي بهذا الفيروس حالياً وخلال ال 30 عاماً المقبلة.
وأضاف: سنحتاج علاجاً وعمليات زراعة كبد تفوق كل الإمكانات والتوقعات، مناشداً الجهات المعنية بهذا الأمر بداية من مجلس الوزراء، مروراً بالتربية والتعليم وجميع الجامعات، وخاصة المنصورة بالتفكير في إنشاء مركز مستقل لزراعة الأعضاء كمشروع قومي ينأي بخدماته عن إطار الروتين، وذلك للنهوض بحياة المرضي التي توشك علي الانتهاء.
وتطرق الدكتور سيد عبدالخالق - رئيس لجنة القيم بالمشروع ونائب رئيس جامعة المنصورة - إلي الحديث عن الجانب الأخلاقي في زراعة الكبد قائلاً: لدينا لائحة داخلية نطبقها علي المريض الذي تتحدد حالته بالزراعة، وأيضاً المتبرع، مشدداً علي أن عملية النقل لابد أن تتم من حي إلي حي، وأضاف أن المتبرع لابد أن يكون من أقارب المريض حتي الدرجة الرابعة، وألا يقل عمره عن 21 عاماً.
واستطرد: لقد حرصنا علي عمل تشريع بذلك مراعاة لعدم استغلال الزراعة بشكل غير أخلاقي فيه شبهة تجارية أو غير ذلك.
وقال إن هدف اللجنة في المقام الأول الوقوف في وجه «الاتجار بالأعضاء البشرية»، لافتاً إلي أن أعضاء اللجنة ثلاثة فقط، وتقسم إلي جزءين: قانوني وطبي.
وشرح «نائب رئيس الجامعة» موقف أعضاء اللجنة الثلاثية من الموافقة علي نقل وزراعة الكبد قائلاً: نحن لا نعطي الموافقة للطرفين إلا إذا تأكدنا أن هناك حاجة ملحة لعملية النقل يتوقف عليها إنقاذ حياة مريض من الموت، مشدداً علي أن العملية لا تتم دون رضا وموافقة المتبرع دون ممارسة أي ضغوط أو إكراه عليه، علي أن يسبق ذلك التأكد من سلامته طبياً
ويتابع «عبدالخالق»: بعد هذه الخطوات نقوم بدورنا أنا والدكتورة زينب سمبل - أستاذة التخدير المتفرغة - والدكتور سيد سالم - أستاذ الباطنة - الممثلون للجنة بإخطار المتبرع بمخاطر العملية من جميع النواحي، وذلك بعد نقاش طويل معه، حتي نتأكد بنسبة 100% من رضائه، ومن ثم يوقع علي إقرار كتابي بالتبرع علي أن تتم باقي الإجراءات الخاصة بذلك فيما بعد.
من جانبه يوضح الدكتور عمرو سرحان - عميد كلية طب المنصورة، وأحد الأقطاب المهتمة بنجاح المشروع - قائلاً: دوري في الموضوع بالمقام الأول هو توفير الإمكانات والمناخ المناسبين لنجاح أداء أعضاء التدريس العاملين في زراعة الكبد من الناحية الأكاديمية والفنية بالنسبة للمرضي.
ويضيف: حرصنا علي عمل شيء فعال لمرضي الكبد نظراً لكثرتهم وانتشار المرض بصورة فاقت - في الآونة الأخيرة - كل توقع، فكان لابد من ترجمة أمنياتنا لعلاج هؤلاء إلي واقع عملي مع الالتزام بالجو العام للزراعة، والمتمثل في عدم وجود قانون لذلك. وقال: إن جامعة المنصورة قبلت هذا التحدي وتصدت للمشكلة وخرجت بنتائج غاية في الأهمية، ومنها جاءت البداية الفعلية لمشروع زراعة الكبد منذ 6 سنوات.
وناشد «سرحان» المسئولين والمهتمين بدعم هذا المشروع لتوفير كوادر طبية أخري تعمل في الزراعة، لافتاً إلي أن أعداد المرضي في زيادة يوماً بعد يوم، وأن الفريق الحالي غير كاف لاستقبالهم وقال: بعد صدور قانون زراعة الأعضاء الذي يعد مكسباً كبيراً ننوي التوسع في المشروع لخدمة العديد من المرضي فاقدي الأمل في الحياة علي مستوي مصر، متوقعاً أن تشهد مصر طفرة كبيرة خلال الأيام المقبلة في زراعة الأعضاء.
وقال «العميد»: إن نسبة نجاح زراعة الكبد في المنصورة وصلت إلي 87.5% ، مؤكداً أن هذه النسبة عالمية، بشهادة جميع الخبراء العالميين في هذا المجال، وكشف «سرحان» أن الجامعة بصدد تنفيذ مشروع «العمر» - علي حد وصفه - في المنصورة وذلك علي غرار مشروع زرع الكلي والكبد.. لافتاً إلي أنه سيكون شاملاً علاج كل الأمراض وزراعة الأعضاء حتي القلب، خصوصاً بعد إقرار مجلس الشعب قانون زراعة الأعضاء.
وطالب «سرحان» بعمل برامج توعية مشتركة بين الإعلام والبيئة والتعليم وكل المهتمين بالأمر، وذلك للوقاية من أمراض الكبد وغيرها.
أما الدكتور عمرو ياسين مدير مركز الجهاز الهضمي فقال: إن الجهاز يعد الأول من نوعه علي مستوي الجمهورية في جراحات وأورام الكبد المعقدة، وكذلك القنوات المرارية وأورام البنكرياس وأورام المريء، لافتاً إلي أن المركز يخدم 4 محافظات بشكل أساسي هي الدقهلية ودمياط والشرقية والغربية، فضلاً عن مرضي آخرين من داخل وخارج مصر.
وأضاف أن «المركز» يقوم حالياً بزراعة الكبد بصورة أسبوعية، أي بمعدل 60 عملية في العام الواحد، مشيراً إلي أن هذه النسبة تخطت العالمية بمقدار 20 حالة، أي أن معدل زراعة 40 حالة في العام يدخل ضمن تصنيف «المشروع الكبير».
وأشاد «ياسين» بفريق زراعة الكبد قائلاً: لدينا الآن فريق عمل لهذه الزراعة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة المنصورة، حيث يقومون بهذا العمل «التطوعي» ببراعة نادرة، مستشهداً بآراء خبراء اليابان في هذا المجال، وأضاف: لقد اكتسب فريق العمل شهرة عالمية وإقليمية ومحلية، نظراً لارتفاع نسبة نجاح العمليات التي يقومون بها ورعايتهم الدائمة لمرضاهم.
وكشف عن وجود «55» حالة معدة حالياً لزراعة الكبد، وذلك بخلاف الأعداد التي لم يتم تحديد طرق التعامل معها، وطالب «ياسين» منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية ورجال الأعمال، بالمساهمة في توسيع «المشروع» لاستيعاب أكبر عدد من المرضي ودعم المحتاج منهم نظراً للتكاليف العالية التي تتطلبها مثل هذه الجراحات.
وكشف «ياسين» عن أن تكلفة العملية الواحدة تصل إلي 200 ألف جنيه، وتساءل: من أين - للمريض حتي بعد حصوله علي المتبرع - أن يدبر هذا المبلغ؟!، وقال إنه في حالة عدم وجود العنصر المادي لإجراء العملية، فإن المريض في هذه الحالة يعيش حالة نفسية صعبة، وكأننا قد حكمنا عليه بالإعدام. مؤكداً أن المركز لا يألو جهداً في مساعدة مرضاه بشتي الطرق.
علي أن شهرة وسمعة مركز زراعة الكبد في المنصورة تخطت حدود مصر، فهاهي هيلة يوسف - 46 سنة من سوريا - قصدت الجهاز الهضمي بالمنصورة بعد نصائح الأطباء السوريين لها، وقالت: طبيبي بسوريا أجري دراسة بين تركيا والأردن واليمن ومصر، فرجحت كفة مصر، لكفاءة الأطباء فيها ولقلة التكاليف، وارتفاع نسبة نجاح العمليات أيضاً.
وأضافت: من المفترض أن أدفع 75 ألف دولار تكلفة العملية بعد استحضار المتبرعة معي وهي شقيقتي، لكن مسئولي الجهاز خفضوا المبلغ وعاملوني علي أنني مواطنة مصرية.
فيما أشارت مديحة حلمي إبراهيم - 50 سنة وأجرت العملية منذ 9 أشهر - إلي أنها عانت من التليف الكبدي مع أورام في الكبد وقالت: بعد العملية أشعر بالراحة، وهذا من فضل الله علي، فقد تبرع لي ابني البالغ من العمر 25 عاماً، وهو الآن أيضاً بصحة جيدة وقد تمت خطوبته منذ أيام قليلة مضت.
ويشكو عبدالفتاح عبدالجواد - 52 سنة من المنصورة ويستوفي حالياً إجراءات العملية - من تليف في الكبد مع وجود مشاكل أخري بالجهاز الهضمي، وقال: أنا غير قادر علي تكاليف العملية التي تصل إلي 200 ألف جنيه، لكن المسئولين عن مشروع الكبد قاموا بعمل اللازم وعافوني من المبلغ وأنا حالياً في انتظار دوري لإجراء العملية بعد وجود المتبرع، وهو ابني.
أما ألفت محمد علي - 55 سنة من الإسكندرية وفي حالة حرجة للغاية - فنراها ممددة علي السرير فاقدة للحركة والكلام.. لكن القائمين علي فحصها ورعايتها من الأطباء والممرضات أكدوا أن حالتها ستؤخذ في الحسبان، وستكون لها الأولوية في العلاج أو الزراعة، حسب حالتها.
وعلي ما يبدو فإن إيمان فرج عبده - 22 سنة من المنصورة وأجرت زراعة الكبد - تنعم بصحة جيدة بعد مرور 4 سنوات علي عمليتها، وعبرت عن شكرها قائلة: لم يكتف مسئولو المركز بمساعدتي في إجراء العملية شبه المجانية بل تعاطفوا معي وتم تعييني بالعلاقات العامة هنا.. وقالت: كنت أعاني تضخمًا بالطحال واستسقي وفشلاً وتورمًا بالكبد، لافتة إلي أن المتبرع كان ابن خالتها وأنهما الآن يتمتعان بصحة طيبة.
وسألنا أيمن راتب محمد علي - 49 سنة من المنصورة، وأجري زراعة الكبد منذ 3 شهور - عن حالته الصحية فقال: الحمد والشكر لله علي فضله ونعمته، فأنا الآن أفضل حالاً وقالت زوجته منار حامد حسانين - 40 سنة متبرعة -: أشعر أنا وزوجي أن صحتنا جيدة، ونحن الآن نتابع مع أطباء الجهاز للاطمئنان، وأضافت: لم ندفع من تكلفة العملية إلا 3 آلاف جنيه فقط.
وأشار الدكتور هشام أحمد ميالو - 46 سنة طبيب جراحة من دمياط - إلي أنه يعاني غيبوبة باستمرار، وارتفاع في الصفراء بنسبة «7»، لافتاً إلي أن النسبة العادية هي «1»، إضافة إلي ورم بالقدمين ومياه بالبطن.
وأضاف «ميالو» إنه بصدد التحضير لإجراء زراعة في كبده. وقال جنة كمال جبر - 30 سنة متبرع بفص من كبده للدكتور هشام ميالو - أنه موافق وسعيد بالتبرع لأنه سينقذ حياة طبيب.
ويلقي الدكتور هشام أحمد عبدالستار - من الشرقية الضوء علي حالة والده الحاج أحمد - 54 سنة - قائلاً: لقد أجرينا له زراعة الكبد بعد نصيحة الإخصائيين بذلك، وقد كان المتبرع هو أخي عمرو - 25 سنة - وبفضل الله ينعم الاثنان حالياً بصحة جيدة بعد مرور 7 أشهر تقريباً من الجراحة، لافتاً إلي أن المبلغ المدفوع 75 ألف جنيه من إجمالي 200 ألف جنيه، والباقي تحمله المركز مع أهل الخير.
أما الحاجة سناء عبدالرءوف البيومي - 51 سنة من الغربية - فقد واجهت مشاكل في كبدها، أقلها حالة التليف، وأجرت العملية منذ عام ونصف العام تقريباً، بمساعدة المتبرع عماد أحمد محمد عطية - ابنها 30 سنة - وقد حضرت للمركز بغرض المتابعة.. وقال نجلها إنه دفع للعملية مبلغ 70 ألف جنيه، والباقي علي المركز.
ولم يستثن المرض الأطفال أيضاً، فقد قابلنا الطفل خالد محمد المنشاوي - 12 سنة من دمياط - مصاب بتليف شديد بكبده وصل لمرحلة الفشل الكبدي الذي يستحيل معه الاستمرار، ما جعل والدته تقرر حضوره ليتخذ الخبراء قرارهم فيه بإجراء جراحة لكبده بعد أن تبرعت له والدته - 38 سنة - ومازال في انتظار الجراحة.
وهاجم الفيروس كبد مصطفي مصطفي عامر - 23 سنة من كفر الزيات خريج حقوق - حيث شخص حالته الأطباء بإصابته بالتهاب مزمن في القنوات المرارية أدت إلي إصابة كبده. ويقول: إنه تجري حالياً محاولات لتوفير المتبرع للبدء في إجراءات الجراحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.