عيادة المريض من أفضل القرب والطاعات لله تعالي. لما أخرجه الطبراني بسند فيه ضعيف. كما أخرجه الأصبهاني عن ابن عمر. وأخرجه ابن أبي الدنيا عن بعض أصحاب النبي. صلي الله عليه وسلم. أن رجلا قال: يارسول الله. أي الناس أحب إلي الله؟ فقال. صلي الله عليه وسلم: "أحب الناس إلي الله أنفعهم للناس" ومما ورد في فضل عيادة المريض: 1 ما أخرجه الحاكم بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله. ان النبي. صلي الله عليه وسلم. قال: "من عاد مريضا لم يزل يخوض الرحمة حتي يجلس. فإذا جلس اغتمس فيها". 2 اخرج مسلم عن أبي هريرة. أن النبي. صلي الله عليه وسلم. قال: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة:: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني؟ قال: يارب. كيف أعودك وأنت الله رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده. أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده". ولعيادة المريض آداب ترجع إلي مراعاة مصلحة تلك العبادة وقتا وكيفية وقولاً: "1" أما وقت عيادة المريض ففي كل وقت لا يؤذيه من ساعة علمه بالمرض. عند أكثر أهل العلم. لما ذكره ابن القيم ان النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن من هديه ان يخص يوما من الأيام بعيادة المريض. ليلا ونهارا في سائر الأوقات. يري الإمام الغزالي وبعض الشافعية: انه لا يعاد المريض إلا بعد ثلاثة أيام من اصابته. لما أخرجه ابن ماجه بسند ضعيف عن أنس. قال: كان النبي. صلي الله عليه وسلم لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث. "2" أما أفضل كيفية لعيادة المريض فتختلف باختلاف نوع المرض وصفة العائد وعلاقته بالمريض من قرابة أو صداقة أو جوار أو عموم معرفة. وفي الجملة يقول طاوس: أفضل العيادة أخفها.. ويقول الماوردي: ينبغي أن تكون العيادة غبا لا يواصلها كل يوم إلا لحاجة المريض. قال ابن حجر: تجوز العيادة بغير إذن خلافا للوليمة ويستثني من ذلك ما لو كان المريض كارهاً. فلا يعاد إلا بإذنه. "2" أما أفضل ما يقال عند المريض فهو ما ينفعه ولا يضره. كما ورد ذلك في السنة. أ فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم. يدنو من المريض. ويسأله عن حاله. فيقول: "كيف تجدك" "كما ورد ذلك عند الترمذي وحسنه عن أنس". ب وكان. صلي الله عليه وسلم. يقول للمريض: "لا بأس. طهور إن شاء الله" "كما أخرجه البخاري عن ابن عباس". ج كان صلي الله عليه وسلم. يسأل المريض عما يشتهيه. فيقول: "هل تشتهي شيئا". فإن اشتهي شيئا وعلم أنه لا يضره أمر له به. "كما أخرجه ابن ماجه عن ابن عباس". د يستحب أن يذكر العائد المريض بسعة رحمة الله ولطفه وبره. لما أخرجه مسلم عن جابر. ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله". ه يستحب للعائد أن ينفس للمريض في أجله. سواء رجا حياته أو كانت محتملة. لما أخرجه الترمذي وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري. أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إذا دخلتم علي المريض فنفسوا له في الأجل. فإن ذلك لا يرد شيئا. وهو يطيب بنفس المريض". و كما يستحب للعائد أن يطلب من المريض الدعاء. لما أخرجه ابن ماجة باسناد صحيح. عن عمر قال: "قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا دخلت علي مريض فمره فليدع لك. فإن دعاءه كدعاء الملائكة".