زمزم اسم للبئر المشهورة في المسجد الحرام. بينها وبين الكعبة المشرفة ثمان وثلاثون ذراعاً. وسميت زمزم لكثرة مائها. يقال: ماء زمزم وزمزوم إذا كان كثيراً. وقيل: سميت زمزم لاجتماعها. لأنه لما فاض منها الماء علي وجه الأرض قالت السيدة هاجر- عليها السلام- للماء: زم زم. أي اجتمع يا مبارك. فاجتمع الماء فسميت زمزم. وقد أخرج البخاري من حديث ابن عباس. أن النبي- صلي الله عليه وسلم- قال: "يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم- أو قال لو لم تغرف من الماء- لكانت عينا معيناً". وذكره بعض أهل العلم بلفظ: "لولا أمكم هاجر حوطت عليها لملأت أودية مكة". ولزمزم أسماء أخري كثيرة منها: طيبة ونافعة ومصونة وبشري وكافية وطاهرة وبرة وبركة وسقيا الله إسماعيل وحفيرة عبدالمطلب. وقد أجمع الفقهاء علي أنه يستجب للحاج والمعتمر أن يشرب من ماء زمزم. لما أخرجه البخاري عن ابن عباس أن النبي- صلي الله عليه وسلم- شرب من ماء زمزم. وأخرج مسلم عن أبي ذر. أن النبي- صلي الله عليه وسلم- قال: "إنها مباركة. إنها طعام طعم". وزاد أبو داود: و"شفاء سقم". وأخرج الطبراني برجال ثقات عن ابن عباس. أن النبي- صلي الله عليه وسلم- قال: "خير ماء علي وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم". أي ان شرب مائها يغني عن الطعام. ويشفي من الأمراض. لكن من الصدق في النية. كما وقع لأبي ذر الغفاري فيما أخرجه البخاري. أنه أقام شهراً بمكة لا قوت له إلا ماء زمزم. وروي الأرزقي عن العباس بن عبدالمطلب. رضي الله عنه. قال: تنافس الناس في زمزم زمن الجاهلية حتي أن أهل العيال يفدون بعيالهم فيشربون فيكون صبوحاً لهم- يعني طعام الصباح- وقد كنا نعدها عونا علي العيال. ويستحب لمن شرب ماء زمزم أن يستحضر ما أخرجه ابن ماجة بسند ضعيف. ولكن له طرق كثيرة يكون بها صحيحاً. عن جابر أن النبي- صلي الله عليه وسلم- قال: "ماء زمزم لما شرب له". ويستحب له أيضاً أن يدعو بالدعاء الذي كان ابن عباس يدعو به إذا شرب ماء زمزم. وهو: اللهم إني أسألك علماً نافعاً. ورزقاً واسعاً. وشفاء من كل داء. وذكر الكمال بن الهمام والمواق. أن ابن المبارك دخل بئر زمزم فقال: اللهم إن ابن المؤمل حدثني عن أبي الزبير عن جابر. أن رسول الله- صلي الله عليه وسلم- قال: "ماء زمزم لما شرب له" اللهم فإني أشربه لعطش يوم القيامة. وقال الحافظ العراقي: إن حكمة غسل صدر النبي- صلي الله عليه وسلم- بماء زمزم- كما صح عن أن أنس في البخاري- إنما كان ليقوي- صلي الله عليه وسلم- علي رؤية ملكوت السموات والأرض والجنة والنار في رحلة الإسراء والمعراج. فكان من خواص ماء زمزم أنه يقوي القلب ويسكن الروع.