ورث رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تركة ثقيلة وكوارث كثيرة لم يتم حلها منذ عشرات السنين. فالكثير من القضايا معلقة ولا تزال منذ عقود وتحتاج إلي حسم وحزم. فقبل 8 أشهر تقريبا كان الرئيس ورئيس الوزراء وكل الوزراء في الحكومة أفرادا من أفراد الشعب يدركون ويعانون من كل ما يعانيه الشعب المصري والمواطن البسيط. فهل عندما يصل أي مسئول إلي سدة الحكم ويكون علي رأس السلطة التنفيذية ينسي أو يتجاهل مطالب الشعب الذي كان واحدا منهم.. يعلم كل كبيرة وصغيرة قبل تولي المسئولية؟!! كل هذا جعل مقدمي برامج التوك شو علي الفضائيات يشنون حربا ضروسا ضد الرئيس ورئيس الوزراء والاخوان بحجة أنهم لم يقدموا شيئا حتي الآن وعلي سبيل المثال المذيع يوسف الحسيني في برنامجه "السادة المحترمون" علي قناة أون تي في يوم الاثنين الماضي حينما اتهم الرئيس وبرنامجه الانتخابي بالكذب وأشعل الحلقة بسكان المقابر والعشوائيات كأن الرئيس وحكومته هم من وضعوا هؤلاء الناس في هذه الأماكن وهم المسئولون عن توفير مساكن آدمية وبديلة لهم علي مدار 10 سنوات من الآن. أقول له هذا الكلام جميل ولكن كيف يتحقق وهناك من يحاول أن يهدم جهاز الشرطة كلما أرادت أن تعمل بجد وانتظام في الشارع نجد من يهاجم الوزير ويقول إنه وزير الإخوان فهل يعقل أن نترك الأمن ينهار ويسيطر البلطجية ويسود قانون الغاب القوي يقتل الضعيف من أجل نشر الفوضي وإسقاط نظام وليد يحاول أن يطبق برامجه التنموية ولم يلتقط أنفاسه منذ أن جلس علي قمة العمل التنفيذي ولم تستقر الأوضاع حتي الآن.. هذا ليس دفاعا عن النظام الجديد لكنه كلام العقل والمنطق الذي يؤكد أنه لابد من استقرار الأوضاع وهدوء الشارع الغاضب الذي يخرج كل جمعة بل كل يوم وكل ساعة لقطع الطرق والتظاهر للمطالبة بحقوق مهدرة منذ مئات السنين. جهاز الشرطة هو الوسيلة الوحيدة في كل دول العالم لتنفيذ القوانين وتطبيق قرارات الحكومة والقضاء بغض النظر عن أي شيء في الشارع فاتركوا الشرطة تعمل بعيدا عن أخونة أو غيره كذلك الرئيس أو رئيس الحكومة لا يملكان العصا السحرية التي يمكنهما أن يعملا في أي مناخ وفي أي ظروف.. وهما لا يؤمنان بأسلوب المسكنات. التي لا ولم تعد تصلح في ظل تفاقم الأزمات الحالية.. فهناك مشاكل حقيقية ما بين ارتفاع الأسعار ونقص السولار وأزمة رغيف الخبز الشبه يومية.. وفي انتظار كارثة انقطاع الكهرباء في الصيف القادم. والتي لا نعرف مداها حتي الآن.. وإلي جانب ذلك تتعاظم صيحات بعض أقلام وأفواه المعارضة وكثير منها يعارض من أجل المعارضة وكأنها لا تعيش بيننا في هذا الوطن الواحد.. أهواء كثيرة تتحكم في المشهد السياسي والمصير الوطني. فالإخوان المسلمون لهم حساباتهم و المعارضة الوطنية لها حسابات أخري وبعض المعارضين من أجل المعارضة لهم مطامع أخري.. فمتي نجلس جميعا سويا لنلم ثياب الوطن المتناثرة والممزقة هنا وهناك خوفا من أن يطالها الحريق.