هل أنا مجنون؟.. ربما "!!" وهل في مقدوري أنا أسأل هل هم المجانين؟.. قلت أيضاً ربما.. لكي نفك لغز السؤال؟ أقول كلنا مجانين وأعني هنا بالمجانين جماعة النقاد من أمثالي الأغبياء. نعم نحن أغبياء فلمن نكتب ولمن نتعذب وذهبت أعد لهذا المقال فوجدتني في حيرة ما بعدها حيرة فماذا وعن ماذا أكتب؟.. لقد طرحت كل قضايا المسرح. لم أترك ولم يترك غيري قضية دون بحث أو طرح أو تحليل والكل من أصغر موظف حتي جناب الوزير "ودن من طين وودن من عجين" وكأن لسان حالي ومال غيري يؤذن في مالطة القديمة والسؤال الأهم: ماذا بعد؟.. نحن نكتب في الهواء الطلق. أي يذهب ما نكتبه أدراج الرياح بلا فائدة وبلا نتائج وبلا أهداف. تنفسنا الصعداء عندما قامت الثورة ولكنها أصبحت بكل أهدافها لها أضفاث أحلام وأوهام. بل زادت الطين بلة كثرة الدماء وزيادة عدد القتلي والذين نسميهم مجازاً شهداء وزاد الباطجة وزاد الفقر ودخل الاقتصاد في نفق مظلم وعبثاً يحاول البعض إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن بلا جدوي فمصر كلها محبوسة في غرفة العناية المركزة وهي غرفة الموت وهذا هو اسمها الحقيقي. نفس السؤال ماذا بعد؟.. هناك أكثر من "تداول" هل الوزير يفهم ويعي ويدرك ولكن الأمر ليس بيده وليس في يديه الفرصة في الإصلاح. أم أن هذه هي قدراته وعليه أن يعترف ويرحل في سلام؟.. قلت له أكثر من مرة أعلن لنا ميزانية الوزارة وميزانية كل بيت وقطاع وهيئة فلم يفعل؟ إذا كانت لديه الميزانية المناسبة فلماذا نجد الإنتاج المسرحي الهزيل الذي يدعو للقرف والمساءلة القانونية عن هذا المستوي المتدني ولماذا يلجأ دائماً إلي القيادات الضعيفة التي لا تحمل أي تصور أو رؤي مستقبلية ومن يعرض عليه هذه الأسماء ولماذا "شال الدو الأرجواز وحط شاهين المتعوس".. وبصراحة ماذا تريدون من مصر؟!!.. هل هذه هي مصر التي نعرفها؟.. الكل ينهش في لحمها وتراثها.. الكل يسعي لغيابها وتهميشها.. مصر الكبري العظمي تموت بين أيدينا والكل يلعب دور المشاهد في مسرحية سخيفة قذرة.. هانت عليكم مصر وعليه العوض ومنه العوض!!.. مصر تايهة ياولاد الحلال من يجدها بعدمائة عام يخبرنا وله جائزة يوم القيامة.. أما المسرح المصري "تاه" مع مصر في توهة وفوضي يعلم الله مداها ولا عزاء للمصريين المبعثرين في الشوارع والطرقات بحثاً عن مصر.. ربما يعثرون عليها يوماً. أما أنا فأبحث عن سراي للمجانين بالمجان!!.