مازالت مشاعر الصدمة تسيطر علي الأمريكيين بعد هجمات بوسطن التي فجرت حقيقة مدوية تؤكد أن الولاياتالمتحدة لم تحسم بعد حربها علي الإرهاب رغم الحروب في العراق وافغانستان التي اغرقت البلاد في مليارات الدولارات من الديون ورغم تنصيب الرئيس باراك اوباما بطلا لمعركة اغتيال اسامة بن لادن. وفرضت حالة الذعر التي اصابت الأمريكيين علي السلطات الأمريكية التكتم لعدة ساعات حول حقيقة اعداد الضحايا حيث اعلنت الشرطة أن عدد الضحايا بلغ 3 قتلي ونحو 150 مصابا تسبب الانفجار في بتر اطراف العشرات منهم. وبعد مرور اكثر من 24 ساعة علي الحادث مازالت شرطة التحقيقات الفيدرالية والمخابرات الأمريكية غير قادرة علي الوصول للجاني أو التعرف علي دوافعه وقد ذكرت تقارير أن الشرطة تبحث عن شاب اسمر البشرة مشتبه به حاول الوصول لمنطقة محظورة امنيا في السباق قبل الانفجارات لكن رجال الشرطة منعوه. فيما استبعد الخبراء الأمنيون تورط تنظيم القاعدة أو أي منظمة إسلامية أخري مرجحين ان يكون منفذ الهجوم من جماعات متطرفة محلية. وحكي شهود العيان عن المناظر المروعة في اعقاب الانفجار وقالوا انها ذكرتهم بأحداث 11 سبتمبر معتبرين الهجوم هو 11 سبتمبر بوسطن علي حد تعبيرهم وأكد أحدهم أنه ساعد في انقاذ نحو 30 مصابا بترت أرجلهم. قدمت فرق الإنقاذ الطبية التي هرعت لتقديم الإسعافات الأولية لضحايا تفجيرات بوسطن فور وقوعها. صورة مفزعة لمشاهد القتلي والجرحي والأوصال والأطراف المبتورة. في إصابات مشابهة لحرب العراق كما وصفها جندي أمريكي خدم هناك. وقال ستيفن سيغاتور. وهو ممرض كان ضمن فريق طبي تطوع لتقديم خدماته أثناء الماراثون السنوي الذي تستضيفه المدينة انه هرع الي مكان التفجيرات ورأي أشخاصا فقدوا أرجلهم وأجزاء من وجوههم وآخرين شقت بطونهم. وقدّم الفريق الطبي الموجود بمسرح التفجيرات الإسعافات الأولية للمصابين قبيل نقلهم إلي سيارات الإسعاف والمستشفيات لتلقي العلاج بعد الانفجارات التي أودت بحياة ثلاثة أشخاص وأصيب فيها 144 آخرون. فقد فيها أكثر من عشرة جرحي أطرافهم. في الوقت نفسه. عادت أجواء الحادي عشر من سبتمبر 2002 الي الولاياتالمتحدة... وأعلنت حالة الطوارئ في معظم الولايات بما في ذلك كاليفورنيا التي تبعد آلاف الآميال عن موقع التفجيرات في بوسطن. كما تتابعت البيانات التي تحذر المواطنين بالتزام منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوي وابلاغ السلطات عن كل حالات الاشتباه. سواء في الأفراد أو الموجودات. وتصاعدت حالة التوتر بعد واقعة الانفجارات التي وقعت في مدينة بوسطن. وأدت حتي الآن الي مقتل مواطنين. وجرج نحو مائة مواطن. بينهم ست حالات في حالة حرجة.. الغت كل المحطات التلفزيونية برامجها العادية. لتنقل التطورات أولا بأول. المشاهد التي بثتها محطات التلفزيون الأمريكية القومية والإقليمية. تعكس حالة الفزع التي أصابت المواطنين. الذين تجمعوا لمشاهدة نهاية مارسون مدينة بوسطن. وقال قائد شرطة بوسطن. إيد ديفيس. إن انفجارا ثالثا وقع في بوسطن. واستهدف مكتبة جون كينيدي في المدينة. لكنه تجنب الإعلان عن عدد الإصابات المؤكدة في انفجاري الماراثون. وأضاف أن العملية "مستمرة" مع البحث عن قنابل أخري طالبا من السكان التزام منازلهم وعدم مغادرتها. وأضاف ديفيس إن وحدات تفكيك المتفجرات قد تقوم بعمليات تفجير خلال الساعات المقبلة. وذلك في إطار سعيها للتعامل مع أجسام مشبوهة. وأضاف ديفيس أن الكثير من الذين فروا من موقع الماراثون تركوا خلفهم أمتعتهم. مؤكدا أن الشرطة ستتعامل معها علي أنها "أجسام مشبوهة." داعيا السكان إلي الإبلاغ عن النشاطات غير الطبيعية. وفرضت سلطات الطيران حظرا جويا فوق منطقة وسط بوسطن التي شهدت وقوع الانفجارات. ولكنها أكدت استمرار العمل في الرحلات المعتادة إلي مطار المدينة. أما شرطة مدينة لوس أنجلوس فقد انضمت إلي سائر المدن التي رفعت حالة التأهب الأمني فيها. إذ طلبت من عناصر الشرطة مراقبة أماكن التجمعات. وكانت شرطة بوسطن قد أكدت مقتل شخصين وإصابة ما لا يقل عن 49 بجراح جراء الانفجارات التي وقعت عند خط النهاية بماراثون المدينة. وعمد رجال الأمن إلي إخلاء فندق "لينوكس" تحسبا لأي تطورات أمنية. بينما قال مايك بينغون. أحد شهود العيان. إنه شاهد حصول انفجار قرب مدخل أحد المطاعم. طغي موضوع تفجيرات بوسطن علي عناوين أغلب الصحف العالمية. والأنباء عن فقدان العديد من الأشخاص لأقدامهم بهذا التفجير. حيث تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ملف التفجيرين اللذين هزا سباق الماراثون ببوسطن. والنتائج الأولية التي تظهر أن هذه العملية أدت لفقدان العديد من الأشخاص أرجلهم. وخصوصا بين الذين كانوا علي خط نهاية السباق سواء من المشاركين أو من المشجعين. ونقلت الصحيفة علي لسان عنصر المارينز الأمريكي السابق. روبين باستاجيان واصفا المشهد بقوله: "الدماء في كل مكان. العديد من الناس فقدوا أرجلهم ويمكنك أن تري قطعا من العظم مبعثرة في منظر مقرف". من جانبها. ألقت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية الضوء في إصداراتها علي ان أكثر من 150 شخصا أصيبوا بجروح وان أحد القتلي صبي في الثامنة من العمر. وعملت الفرق الطبية طوال الليل علي معالجة الجرحي. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن الشرطة وأطباء أن القنابل كانت تتضمن أجزاء معدنية. ما تسبب بهذه الإصابات الرهيبة. فقد بترت أرجل أو أيدي بعض الأشخاص في موقع الانفجار. وقال الاسدير كون رئيس فريق الطوارئ الطبي في مستشفي ماساتشوستس العام إنه تم القيام §ببتر أعضاء§ في الخيمة التي نصبت لمعالجة الجرحي أو في المستشفي. وتوعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمحاسبة المسئولين عن هذين التفجيرين. قائلا: §لا نملك كل الأجوبة حتي الآن. ما زلنا نجهل الجهة التي قامت بهذا العمل وسبب قيامها بذلك§. وأضاف الرئيس الأمريكي في كلمة مقتضبة في البيت الأبيض §سنكشف هوية الذين قاموا بذلك وسنعلم لماذا فعلوا ذلك§. مؤكدا أن §أي فرد ضالع وأي مجموعة ضالعة سيتم محاسبتهما أمام القضاء§.