قضاء الله لا مفر منه والرضا به من علامات الإيمان. والأستاذ حمدي عبد اللاه أحمد المقيم بمدينة ديرمواس. بمحافظة المنيا رضي بقضاء الله علي ما ابتلاه منذ 15 عاماً ببنت تعاني بضمور بالمخ وسعي بها "يمين وشمال" لدي الأطباء المتخصصين بحثاً عن علاج لحالتها.. ولكنه لم يجد.. مما اصابه بالحسرة والآلم لأنها مازالت طريحة الفراش منذ ولادتها حتي الآن. ويتمني لو تخرج للشارع للتعرف علي من حولها ولكن عبر سيارة المعاقين.. لذلك أرسل للباب واعتبر أن من حق المسكينة أن يناشد الخيرين من أجلها.. فبلهجة حزن وأسي الأب عن معاناته الشديدة يقول: رزقني الله بثلاث بنات هن كل حياتي الأولي بكلية آداب. بجامعة المنيا. والثانية بالثانوية العامة. والبنت الثالثة "رشا" عمرها 15 عاماً.. ولكنها تعاني منذ ولادتها بضمور في خلايا المخ سبب لها شللا بالحنجرة وسلسلة الظهر بجانب تيبس بالأطراف الأربعة. مما يجعلها تستعمل الرضاعة حتي الآن وهي في هذه السن.. علاوة علي أنها لا تستطيع الكلام ولا الجلوس ويتساقط شعرها من النوم المستمر بجانب تساقط أسنانها.. لقلة المناعة لديها. يحمد الاب.. الله في رسالته ويقول: رضيت بقضاء الله سبحانه وتعالي وحمدت وشكرت الله لأنه اختارني ورزقني بهذه البنت.. فهي بركة لنا في الدنيا ورحمة لي ولوالدتها في الآخرة بإذن الله. ورغم ذلك لم أتركها بمرضها وأقف مكتوف الأيدي بل أقوم بعلاجها منذ ولادتها في كل مكان يزرع جزء من الأمل في شفائها بداخلنا.. وبدأت معها رحلة طويلة من العلاج والعذاب بحثاً عن أمل بسيط لتحسين حالتها بداية من محافظة أسيوط حتي محافظة القاهرة.. ولكن أفادني جميع الأطباء المتخصصين بان حالتها ليس لها عمليات ولا يوجد لها علاج.. وإنما تستعمل مجرد مسكنات ومهدئات للأعصاب فقط. حتي دب اليأس في أوصالي لأنني أشعر بالحسرة والألم لأنها طريحة الفراش لا تستطيع الحركة نهائياً. ومع ذلك أقوم بعلاجها علي نفقتي الخاصة لأن التأمين الصحي لا يوجد به أي صنف دواء من الأصناف التي تستعملها. يكمل حمدي حديثة قائلا: وعندما كبرت ابنتي اشتريت لها سريرا متحركا لكي نستطيع أن نحركها داخل الشقة من خلاله. ولكني غير قادر علي الخروج بها في الشارع بالسرير لنظرات الشفقة والتفاف الأطفال حولها.. مما يجعلها تبكي لأنها تفهم كل شيء يدور حولها. وهذا يجرح قلبي كثيراً.. وأملي في الحياة أن أوفر لها سيارة معاقين حتي ولو مستعملة لكي تتعرف علي ما في خارج المنزل وتري الشارع مثل أي كائن حي خلقه الله.. لأنها محبوسة داخل الشقة بدون أي ذنب ارتكبته وهذا صعب علي أي أب أن يري ¢ضناه¢ محروما من مشاهدة أبسط شئ وهو الشارع والناس.. وأنني مستعد لعمل سلفه علي راتبي ولكني أحتاج إلي تسهيل صرف السيارة حتي لا أقصر في حق أخواتها. يتوجه الأب إلي قلب جميع المسئولين ذوي القلوب الرحيمة وأهل الخير.. بالوقوف بجواره ومساعدته في توفير سيارة معاقين لابنته رشا لكي يدخل السرور إلي قلبها. فهل تتحقق أمنية الأب؟.