كل الكلام الآن في كل وسائل الإعلام عن الحجارة ومولوتوف والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع.. وعدد القتلي وعدد الجرحي!.. وتبادل الاتهامات.. والبلد ضائعة.. والاقتصاد يتدهور.. والمستقبل مخيف ومرعب.. والوزارة ضعيفة.. والحلول - جمع حل - كلام في كلام بلا عمل جاد ولا رؤية واضحة ولا تخطيط مدروس. - طيب.. والحل ايه؟ - الحقيقة أن الجريمة في حق هذا البلد الطيب المؤمن المسكين المغلوب علي أمره.. الجريمة بدأت منذ ولادة ثورة يوليو "المباركة"!.. لا تنسي كلمة "مباركة".. الجريمة منذ ستين سنة حتي الآن. كل دول العالم تعتبر زيادة التعداد.. زيادة النسل خير وبركة.. بعض الدول تمنح للمولود الثالث مزايا لأسرته.. ونحن منذ الثورة "المباركة".. لا تنس كلمة "مباركة" منذ بدايتها نرفع شعار "تحديد النسل"!! وصرفنا مليارات ومليارات في هذا الشأن.. حتي انشأنا وزارة لهذا الغرض!! فضلاً عن الإعلانات المشهورة التي كلفت الدولة مليارات!! ولم يقل أحد طوال الستين عاماً كلمة لله.. لا تعاندوا السماء.. لا تقفوا أمام القطار.. لا تكفروا بالله. - فماذا كانت النتيجة؟؟ - البطالة والفقر والعشوائيات والنوم تحت الكباري والبحث عن الغذاء في صناديق الزبالة. وتتطور الأمور إلي ما نراه الآن من مولوتوف وقنابل مسيلة للدموع.. دموع الشعب كله لا دموع أولادنا في الشوارع فقط!! واختلط الحابل بالنابل.. ولا أدري ما هو الحابل ولا ما هو النابل.. واهه كلام!! اختلط الثوار والنشطاء بأولاد الشوارع.. وضاع في هذا الجو - المسئولة عنه السلطة أولاً وأخيراً - ضاع شباب رائع.. ثوار فعلاً.. نشطاء حقيقيون.. مثقفون ووطنيون لأبعد الحدود.. خريجو جامعات أمريكية وسويسرية. طول عمرنا عندنا شباب وطني مثقف.. هل نسيتم مصطفي موسي زعيم الطلبة في الأربعينيات وبداية الخمسينيات قبل الثورة "المباركة".. لا تنس كلمة "مباركة"!!.. هل نسيتم اللواء سليم زكي حكمدار القاهرة الذي فتح كوبري عباس علينا ونحن نمزق صورة الملك ونهتف بيفن بيفن يسقط بيفن ووعد بلفور.. فألقي عليه طالب طب من فوق القصر العيني قنبلة يدوية فتمزق سليم زكي تمزيقاً!! ما صدقنا.. وحمدنا ربنا أن عاد شبابنا يهتم بشئون بلده في 25 يناير بعد أن فاض الكيل فلا تضيعوا الفرصة.. ولا أقول الثورة التي تمت سرقتها.. نريد أن نستعيدها بدون حجارة ولا مولوتوف ولا دموع. والعبء الأكبر علي وزارتي الشباب والقوي العاملة.. كيف؟؟.. إلي المقال القادم بإذن الله تعالي.