أزمة تهريب الدقيق المدعم تشعل أزمة المخابز البلدية خاصة مع تصاعد شكاوي المواطنين من صعوبة الحصول علي الخبز المدعم نظراً لقيام أصحاب المخابز بتهريب الدقيق المدعم في السوق السوداء وعدم إنتاج كامل حصص الدقيق التي يحصلون عليها والذي يتم تهريبه بواسطة الدراجات النارية قبيل الفجر. أشار أصحاب المخابز إلي ان سبب سوء جودة رغيف الخبز يرجع إلي المطاحن مطالبين بضرورة رفع تكلفة إنتاج جوال الدقيق زنة 100 كيلو إلي 120 جنيهاً وصرف فروق سعر السولار. يقول عبدالله عسر "عامل من الجيزة" انه يقف منذ الفجر أمام المخبز آملاً فيا لحصول علي الرغيف ولكن يظل منتظراً ما يقرب ال 4 ساعات كاملة حتي يستطيع الحصول علي خبز ب 100 قرش يومياً. أوضح أن أصحاب المخابز يقومون بتهريب الدقيق المدعم قبل بداية المواعيد الرسمية للمخبز ونجد بعد ذلك الخبز السياحي منتشر ويتم توزيعه للباعة علي الأرصفة وفي المحلات بأسعار تتراوح من 25 و100 قرش للرغيف والذي لا نقدر علي شراءه نظراً لأنه لديه 6 من الأبناء يأكلون إلي ما لا يقل عن 4 أرغفة يومياً علي الأقل ومرتبه لا يستطيع تحمل ذلك. مصطفي حمدي "طالب" يقول:انه ينتظر في الطابور ساعات من أجل الحصول علي خبز لافتاً ان أصحاب المخابز يقومون باستخراج الخبز كل ساعة مما يتسبب في حالة من الارهاق الشديد للمواطنين خاصة وأن الكثير منهم كبار السن اضافة إلي عدم قدرتهم علي شراء الخبز السياحي. أشار إلي انه يقوم يومياً بالنزول إلي المخبز لشراء احتياجات أسرته من الخبز وأنه يعاني أشد المعاناة بسبب قيام أصحاب بعض المخابز بتهريب الدقيق المدعم في شكاير وعلي الموتوسيكلات في الصباح الباكر قبل فتح المخابز فضلاًعن سوء جودة الرغيف ووجود مسامير وأشياء أخري به. أوضح أن أصحاب المخابز يقومون بتخبئة جزء من الحصص اليومية للدقيق في أماكن سرية بالمخبز ونفاجأ قبل انتهاء مدة العمل الرسمية بأصحاب المخابز يقولون إن "العيش خلص" وبعد ذلك نسمع صوت ماكينة المخبز تعمل مرة أخري. يقول رشدي حسن "موظف": ان الفساد لا يزال منتشراً في البلاد وان الأمور تتجه نحو الاسوأ في ظل غياب الرقابة علي المخابز والتهريب العلني الذي يحدث للدقيق المدعم. يوضح طارق الحلة عامل في إحدي المقاهي بشبرا ان الأزمة الحالية بين المخابز ووزارة التموين سيدفع ثمنها المستهلك كالعادة. أشار ان الحصول علي الخبز أصبح مسألة صعبة وتتحدد حسب أمانة صاحب المخبز مشيراً إلي انه يوجد مخبزين في منطقة واحدة بشبرا واحد يستخرج خبزاً جيداً والآخر انتاجه لا يصلح للاستهلاك الآدمي. أوضح ان العيشة أصبحت مرّة والخبز فئة ال 5 قروش هو الآخر مستهدف من اعداء المواطن البسيط موضحاً ان تحديد 3 أرغفة في اليوم يعد أمراً عبثياً لاسيما وأنه يتم استهلاكه في وجبة واحدة. يقول لطفي مصطفي - صاحب أحد المخابز بشبرا: ان أصحاب المخابز يعانون من الارتفاع المستمر في تكلفة الإنتاج مثل أجور العاملة وغيرها كما ان المنظومة الجديدة في طريقها للفشل خاصة وان الحكومة تقوم بتحديد تكلفة الإنتاج جوال الدقيق زنة 100 كيلو ب 80 جنيهاً في المقابل يطالب أصحاب المخابز برفعها إلي 120 جنيهاً. أشار إلي ان هذه المنظومة لن تقضي علي تهريب الدقيق المدعم وتعدد أسعار الخبز في الشارع خاصة وانهم يقومون ببيع نصف الحصص التي يحصلون عليها للاستفادة من فرق السعر. أشار إلي أننا نرغب في تحسين جودة الرغيف المنتج للمواطن لاسيما وان الموجود حالياً مصنوع من الردة ووزنه 180 جراماً لافتاً إلي ان تحرير سعر الدقيق سينهي علي أزمة الخبز نهائياً. جلال حسنين صاحب مخبز يقول: انه يعاني من ارتفاع تكلفة العمالة التي وصلت إلي 900 جنيه يومياً بالاضافة إلي ارتفاع مصاريف الكهرباء وتفاقم مشاكل السولار الذي يهدد الكثير من المخابز بالتوقف عن العمل. أشار إلي ان سوء جودة الرغيف يرجع إلي قيام المطاحن بخلط الدقيق الذي يحصلون عليه بالردة والذرة لافتاً إلي ضرورة تشديد الرقابة علي المطاحن حتي يتم استخراج خبز ذات مستوي عالي الجودة.