سلط حادث مقتل 18 سائحا أجنبيا وإصابة ثلاثة آخرين إثر سقوط منطاد كانوا يستقلونه بمدينة الأقصر أول أمس الضوء علي مهنة تنفرد بها المدينة التاريخية وهي “هواية ركوب البالون". وحادث سقوط بالون شركة “سكاي" ليس الأول من نوعه في الأقصر لكنه الأبشع من حيث عدد القتلي فقد سبقه إصابة 16 سائحا في حادث سقوط بالون اصطدم ببرج للكهرباء في شهر مارس عام 2009 تبعه حوادث أخري طفيفة لم تمثل خطورة علي ذلك النمط من السياحة في الأقصر. وسبق لسلطات الطيران المدني في مصر أن أصدرت قرارا في أعقاب إصابة السياح الستة عشر حمل الرقم "71 /أزمات لسنة 2009" بحظر رحلات البالون الطائر في الأقصر وبعد مفاوضات تم إلغاء قرار الحظر وعادت رحلات البالون مجددا إلي سماء الأقصر بعد تلبية شروط وضعهتا سلطات الطيران المصري وفي مقدمتها إقامة مطار لإقلاع البالون. وذكر شهود عيان في منطقة الضبعية التي شهدت الحادث الجديد أنهم شاهدوا النيران تشتعل في البالون لحظة سقوطه وأنهم سمعوا دوي انفجارات قبل سقوط البالون وبعد سقوطه في وسط الزراعات. وأن جثث الضحايا تناثرت وسط زراعات القصب وتفحم بعضها. ويقول خبراء سياحيون إن هواية ركوب البالون تعتبر من المهن السياحية التي تنفرد بها مدينة الأقصر. التي تضم بين جنباتها ما يقرب من ثلث الآثار المصرية وسدس ما يملكه العالم من تراث إنساني. ويقبل السياح بشغف علي تلك التجربة لما فيها من المتعة والإثارة. ويقول أحمد عبود رئيس شركة “سندباد للبالون" وهي من أكبر الشركات المصرية المتخصصة في هذا المجال إن “هذه الرحلات الفريدة يقوم بتنظيمها والإعداد لها مجموعة من الشركات المتخصصة في هذا النمط من أنماط السياحةالحديثة". ويضيف عبود أن “رحلة السائح مع البالون تبدأ في الساعات الأولي من الصباح وقبل بزوغ الشمس حيث يعبر السائح النيل من مكان إقامته بالضفة الشرقية إلي الضفة الغربية حيث يقف البالون الذي ينتقل بالسائح عبر المزارع والحقول الخضراء المؤدية إلي وادي الملوك". وتابع :"تنتهي الرحلة بالرقص والضرب بالدفوف ثم يعود السائح مترجلا علي قدميه في أحيان كثيرة فيشاهد السائح في هذه الطرق المفروشة باللون الأخضر الأسر والعائلات الريفية المصرية ومنازلها وعاداتها وتقاليدها ويتبادل معهم التحية والابتسامة والحديث وكثيرا ما يأكل من طعامهم ويشرب من شرابهم وهو في سعادة غامرة بأخلاق المصريين وما يتمتعون به من كرم ضيافة ودعابة وحسن استقبال". وحول سياحة البالون الطائر. يقول عبود إن “البالون نجده دائما في السماء كالطير يحلق مع الهواء ولكن له شكل معروف ودائماي ما نتساءل مما يتكون وكيف يطير ومن يقوده .. كما أن لقيادته فنا ومواصفات لكي يجد راكبه متعته الحقيقية عندما يشاهد معالم المدينة من خلاله". وتاريخيا بدأ البالون الطائر أولي رحلاته بالأقصر منذ عام 1988 علي أيدي خبراء أجانب من شركة فيرجن الإنجليزية وكان المسمي المصري لها هو "بالونزا أوفر إيجبت" في عام 1994 وتأسست أول شركة بالون طائر مصرية في عام 2001 والشركة الثانية عام 2002 والشركة الثالثة عام 2004 وصاحب ذلك في نفس العام إفلاس شركة بالون أوفر إيجبت ثم تأسست شركة سندباد للبالون الطائر عام 2006 وتأسست شركة فايكنج اير وشركة ابرس بالونز وشركة ألاسكا وأصبح عدد شركات البالون العاملة حاليابالأقصر هو 7 شركات. وحول أهم المشاكل التي تواجه هذه الصناعة. يقول الخبير السياحي المصري ورئيس شركة “فايكنج اير" حمادة الهورم إنها تتمثل في ضرائب المبيعات حيث تقوم بعض الشركات بسداد ضرائب المبيعات وهي 10% والبعض الأخر وصلت مديونيته لأكثر من 10 ملايين جنيه وحتي الآن لم يتم حسم هذا الموضوع. وأكد أن مصر تعد من البلاد الرائدة في مجال البالون الطائر حيث تحتل المركز الثاني عالميا بعد الولاياتالمتحدة نظرا لاستقرار الأحوال الجوية بالأقصر ووفرة المناظر الطبيعية الجذابة لسائح البالون الطائر من زراعات وجبال والنيل الخالد والتراث الحضاري المصري علي ضفتي النيل. وكان عزت سعد محافظ الأقصر واللواء عبد الرحيم حسان مدير شرطة السياحة والآثار تلقيا إخطارا بسقوط بالون علي متنه 21 سائحا من مختلف الجنسيات غرب الأقصر. وسارعت قوات من الجيش والشرطة والحماية المدنية وعشرات من سيارات الإسعاف لموقع سقوط البالون وسط زراعات القصب في قرية الضبعية وتمكنت من انتشال 18جثة هي جملة جثث الضحايا بينهم المرشدة السياحية المصرية مروة السيد شحاته والذين سقطوا قتلي. فيما نقل 3مصابين هم قائد البالون مؤمن مراد وسائحان بريطانيان إلي مستشفي الأقصر الدولي لتلقي العلاج. وقررت السلطات الصحية بالأقصر استخدام تحليل الحمض النووي /دي إن إيه/ للتعرف علي شخصيات 8 من ضحايا حادث سقوط البالون السياحي غرب المدينة وذلك بعد أن تفحمت جثثهم. وكان قد تم توزيع جثث الضحايا علي 4 مستشفيات حيث تم نقل ثماني جثث إلي مستشفي الأقصر الدولي وخمس جثث بمستشفي الأقصر العام و3 جثث بمستشفي القرنة المركزي وجثتين بمستشفي أرمنت العام. قضائيا. بدأ فريق من نيابة الأقصر التحقيق في ملابسات الحادث بإشراف المستشار محمد فهمي المحامي العام لنيابات الأقصر. بينما قررت سلطات الطيران المدني إيفاد لجنة فنية للتحقيق في الحادث والتوصل لأسباب وقوعه.