المشهد السياسي بالفيوم مليء بالعديد من المتغيرات والتحركات والاستعدادات لفترة ما بعد إقرار الدستور الجديد والتي ستكون أولي أحداثها علي أرض الواقع انتخابات مجلس النواب الجديد. فحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين يدعمان ويوطدان قواعدهما المشتركة بالقري والمدن والتجمعات والنقابات المهنية للاحتفاظ بما حققاه من مكاسب برلمانية تمثلت في الفوز بأغلبية مقاعد مجلس الشعب الذي تم حله. والفوز بجميع مقاعد مجلس الشوري. والنسب العالية غير المتوقعة التي تحققت بالفيوم في انتخابات رئاسة الجمهورية والاستفتاء علي الدستور. والمعادلة الصعبة التي قد تواجه الحرية والعدالة هي محاولة إعادة بعض القيادات التاريخية والكوادر القديمة التي هجرت العمل السياسي أو مالت ناحية تيارات وأحزاب أخري منافسة ومناوبة. النور يتماسك في نفس السياق يؤكد حزب النور بالفيوم تماسكه وينفي مشددا وجود أي استقالة رسمية من أي عضو بالحزب وذلك ردا علي الحملة التي يصفها الشيخ عادل نصر القيادي بالحزب والدعوة السلفية بالشرسة والممنهجة. وذلك للاحتفاظ وزيادة المكاسب التي حققها الحزب في مجلس شعب الثورة الذي حلته المحكمة الدستورية وفوزه بعدد لا بأس به من المقاعد. وفي حزب الوفد نجح الحزب في استقطاب عدد من الكوادر السياسية البارزة بفترة ما قبل 25 يناير وضمها لصفوفه. وقرر الحزب تشكيل لجنة لإدارة عملية الانتخابات البرلمانية القادمة. يرأس اللجنة المهندس مصطفي مؤمن "عضو مجلس شعب سابق" وتضم في عضويتها فراج عبدالباقي - عادل عبدالفتاح - علاء عزت دسوقي - ياسين عبدالله. يقول الدكتور أحمد برعي القيادي بوفد الفيوم ان اللجنة تختص بتحديد المعايير التي يتم بناء عليها اختيار مرشحي الحزب بجميع مراكز المحافظة سواء للمقاعد الفردية أو القوائم الحزبية. كما أعاد الوفد بالفيوم تشكيل لجنة السيدات بالمحافظة برئاسة عزة حواس المحامية عضو مجلس محلي المحافظة والشعب "سابقا" وقررت اللجنة عمل ندوات تثقيفية للسيدات في فن الاتصال مع الجماهير تحاضر فيها صافيناز صادق عضو الحزب المتخصصة في مجال التنمية البشرية والاتصال الجماهيري. كما تقرر عقد فصول لمحو الأمية للسيدات وفتيات الريف الذي يركز عليه جميع القوي السياسية والاحزاب لما يضمه من كتلة تصويتية تمثل الرصيد الاستراتيجي للإخوان المسلمين والحرية والعدالة والاحزاب ذات التوجه الديني. خلافات عميقة زادت المواجهات والمصادمات التي صاحبت فعاليات الدعوة للاستفتاء علي الدستور من عمق وحدة الخلافات بين الأحزاب والقوي السياسية والثورية من ناحية وجماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة والتيارات والأحزاب والقوي الدينية من ناحية أخري. وأصبحت هذه القوي التي تشارك معظمها في جبهة الانقاذ الوطني تتحرك بصورة جماعية لتوحيد الصفوف وتكوين قوائم لها تستطيع أن تنافس التيار الذي حقق الأغلبية في الجولات السابقة. من أبرز هذه القوي حزب الوفد - حركة كفاية - رابطة أبناء الفيوم - الجبهة الحرة للتغيير السلمي - حركة الطليعة الوفدية - الاشتراكيين الثوريين - اللجان الشعبية - والنشطاء السياسيين. ويقول محمد صالح عضو المكتب السياسي للجبهة الحرة للتغيير السلمي ان محافظة الفيوم تحتاج عدة معايير وعوامل ثقافية تأتي علي رأسها قبول الآخر والحوار المتبادل وإنكار الذات حتي يتمكن الشباب من الإطاحة بجبال الثلج التي تعيق مشاركتهم في الحياة السياسية بالاضافة الي دعم النخب وكبار السن للشباب الذين هم عصبة الأمة. يشير أحمد مهران "مركز الدراسات للحقوق السياسية" أن مشاركة الشباب في هذه المرحلة ضرورية لبناء وطن جيد بعد الثورة التي فجرها الشباب المصري الحر الذي وقف في الميدان لعدة أيام وتصدي لبطش النظام السابق حتي سقط مبارك وأعوانه. .. كما يطالب أشرف أحمد مرسي أمين حزب غد الثورة بالفيوم بتفعيل دور الشباب في المجالس المحلية بالمحافظة وإعطائهم حقهم الذي فقدوه منذ ثلاثين عاما.