كشفت نسبة الإقبال المحدودة في المرحلة الأولي من انتخابات مجلس الشوري المصري والتي انتهت جولتها الثانية امس، عن الأوزان الحقيقية لاحزاب الاسلام السياسي، التي تنافس بقوة للفوز بالنسبة الأكبر من مقاعد الشوري التي يجري عليها عملية الأقتراع، وسط إعلان عدد من الأحزاب اليبرالية وغيرها من القوي المنافسة للإخوان وفي مقدمتها حزب الوسط الذي أسسه قادة منشقون عن جماعة الإخوان أبرزهم أبوالعلا ماضي وكيل المؤسسين، والذي أعلن انسحابه في عدد من المحافظات. نسبة المشاركة بحسب التقديرات الأولية لحزب الحرية والعدالة لم تتجاوز نسبة 15% من أجمالي 25 مليونًا لهم حق التصويت في المرحلة الأولي، الأمر الذي يؤكد أن قدرة الحرية والعدالة والنور السلفي وغيرة من حلفائهم ومنافسيهم لا تتجاوز كتلهم التنظيمية 15% من الشارع المصري ، 10% منها لتيارات الأسلام السياسي المعروف عنها حشد كامل قوتها في الانتخابات، والتي ظهر حجمهم الحقيقي بعزوف المواطنيين غير المنضمين لاحزاب وتيارات منافسة. ضعف الأقبال الذي أضر معنوياً وإعلامياً القوي المسيطرة علي أغلبية مجلس الشعب بكشف حجم عضوياتها الحقيقي، حقق لها مكاسب الفوز بنسب أعلي في مجلس الشوري حيث أعلن الحرية والعدالة أنه يقترب من الفوز ب60% من المقاعد المتنافس عليها في المرحلة الأولي وإن كانت الإعادة ستكون من نصيب عدد من المقاعد لفشل أي من المرشحين في الحصول علي نسبة 50% من إجمالي المصوتين، فيما يتوقع حصول السلفيين المتنافسين من حزب النور علي 25% من المقاعد. يذكر أن الحرية والعدالة الحاصل علي 47% من مقاعد مجلس الشعب ينافس بقوائم علي جميع مقاعد مجلس الشوري التي يجري عليها الاقتراع وعددها 180 مقعدا نصفهم للقوائم والنصف الآخر للفردي ، فيما يعين رئيس الجمهورية 90 نائباً نصفهم علي الأقل من العمال والفلاحين، ويليهم في المنافسة حزب النور الذراع السياسية للتيار السلفي، ثم الوفد واللبرالي، والكتلة المصرية التي انسحب منها حزب المصريين الأحرار الأقوي في الكتلة.