الإسلام لا ينتصر بالكذب ولا بالفوقية وإلغاء الآخر.. فهذا سلوك المتنطعين الذين يملأون الدنيا ضجيجا وفي اعتقاد البعض ان الدول تبني بالاحتيال والخطف واللف والدوران. من أدبيات الإسلام إن المسلمين عند شروطهم ولسانهم لا ينطق إلا صدقا وكاشفاً لما في داخلهم.. وفي الحديث "هلك المتنطعون" وهم المغالون في الكلام الذين يتكلمون بأقصي حلوقهم تكبراً.. وقال الرسول - صلي الله عليه وسلم - "إن أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيهقون" وفي حديث ابن مسعود: "اياكم والتنطع والاختلاف".. وفي هذا الصدد يعوزنا تدارس آيات المنافق وانه "إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فَجَرَ". مصر لم تعد مصر الجديدة ولم تعد مصر الثورة.. إنها الآن مصر العشوائية تتخبط فيها كافة منظومات الحياة كالتي نجدها في الخطاب السياسي والتشنج ومن ثم تحولت مصر إلي فرق مختلفة كل يهاجم الآخر.. هياج وصخب وغياب الفهم الدقيق لأساس المشكلة وغابت معايير الحق والباطل وتاهت الأزمة بين دهاليز هذا الصراخ لغياب الإدارة الفاهمة والحيادية ولم يعد يعرف الشعب الحق من الباطل فتلبيس الحق بالباطل مستمر وتمزق الجلباب وتهرطق البعض والجهل والظلام تعمق في العقول وكل يفسر وفق مصلحته وغابت الضوابط والأصول للفهم الصحيح للنصوص وعلي هذا فالكل يخسر.. "قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" الآية 103-104 سورة الكهف.. ان مسيرة التقدم الحضاري مسيرة انسانية شاملة بدأت في مصر القديمة ثم انتقلت إلي الحضارة الإغريقية ثم الرومانية ثم إلي الحضارة الإسلامية التي حافظت علي المعارف الإغريقية وترجمتها وأضافت إليها. ثم إلي الحضارة الغربية التي أحدثت طفرة نوعية هائلة انتقلت بالانسان عبر عصور التنوير والنهضة الأوروبية ثم الثورة الصناعية ومؤخرا ثورة المعلومات والتكنولوجيا إلي مراكز بالغة السمو والتألق في المفاهيم والممارسات علي حد سواء مما ارتقي بمعيشة الانسان خطوات عديدة باهرة دون أن ننسي اسهامات الحضارات الأخري في الصين واليابان والهند.