فقد الأمل في الحياة. بعدما أغلقت جميع الأبواب في وجهه.. باحثاً عن شعاع نور. ولكنه لم يجد. رغم انه شاب في ريعان شبابه وأب لثلاثة أطفال. ولكنه فشل في إيجاد أي فرصة سواء بالقطاع الخاص أو الأعمالا أو إحدي الهيئات أو الجهات الحكومية في عهد النظام السابق. حتي أصابه اليأس والإحباط. الذي لم يدم فترة طويلة والحمد الله. وحاول جاهداً أن يبحث عن أي وسيلة لاكتساب الرزق لكي ينفق منه علي أسرته. فتقدم إلي الصندوق الاجتماعي بالدقهلية للحصول علي قرض قيمته 16000جنيه. علي أمل فتح صفحة جديدة في حياته. وبالفعل بدأ في المشروع. ولكن انقطاع التيار الكهربائي في الفترة الأخيرة أفقده كل شئ. هو كمال عبد السميع عبد الشافي. والمقيم بأجا. التابعة لمحافظة الدقهلية. والذي أرسل لباب ¢عايز حقي¢ رسالة عبر فاكس الجمهورية. لعله يجد من ينقذه من أهل الخير.. يقول كمال في رسالته : قمت بعمل مشروع واشتريت ثلاجات حفظ وافتتحت محلا صغيرا لبيع اللحوم والأسماك المجمدة. بعدما حصلت علي القرض. وكنت في غاية سعادتي. وحمدت وشكرت فضل الله لأن المشروع كان يعود علي أسرتي ببعض الجنيهات القليلة. ولكننا كنا محرومين منها من قبل. وفي نفس الوقت كنت منتظما في سداد الأقساط الشهرية للقرض لمدة عام كامل. ولكن للأسف لم تدم فرحتي سوي في تلك المدة فقط.. حتي بدأ الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي والذي أستمر بأجا ذات يوم لمدة 24 ساعة كاملة. وظللت خلالها أصرخ للمسئولين. لينقذوا مشروعي من الضياع. وتوصيل التيار الكهربائي قبل تلف ما بداخل الثلاجات من لحوم وأسماك ولكن دون جدوي.. حتي تلفت بضاعتي "رأس مالي" وعجزت عن تسديد باقي الأقساط للصندوق. لذلك قمت بتحرير محضر في قسم شرطة أجا ضد شركة الكهرباء. وانتظرت حضور أي مسئول للمعاينة. ولكن للأسف لم يحضر أحد الكلام مازال علي لسان كمال وجلست بجوار ماكينة فرم اللحوم في عيد الأضحي الماضي. لكي أقوم بفرم اللحوم التي يشتريها الزبائن من التجار الأخري. وأثناء الفرم سرح خيالي في كيفية تسديد القرض وتعرض حياتي للسجن وتشرد أطفالي عند عدم التسديد. وفي لحظة سحبت المفرمة يدي اليسري وفرمتها مع اللحمة. يكمل مأساته قائلاً :وعلي الفور قام أهل الخير بنقلي للمستشفي وهناك أجري لي عملية بتر. ورغم ذلك لم أسلم من المشاكل المنهالة علي رأسي. فعند ذهابي لجامعة المنصورة للكشف وإجراء التحاليل والإشاعات أفادني الأطباء بأنه يوجد خطأ في الجراحة الأولي وأنني في حاجة ماسة لإجراء جراحة أخري. ولكن ما باليد حيلة لقد أصبحت معاقا بلا مصدر رزق. ولجأت إلي الشئون الاجتماعية بأجا لطلب مساعدة أو معاش شهري. ولكنهم رفضوا بحجة إن مساعدات الفقراء توقفت. يستنجد كمال المسكين بالدكتورة نجوي خليل وزير التأمينات والشئون الاجتماعية.. للتدخل السريع لمنحه مساعدة مالية أو معاشا شهريا يعينه علي الحياة. رحمة بظروفه القاسية. وليت أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة.. يساعدون كمال في شراء بضاعة جديدة. حتي يستطيع تسديد القرض وإجراء العملية الجراحية ليده المبتورة.