فلسطين دولة مراقب غير عضو في الاممالمتحدة. هكذا تدخل فلسطين المنظمة الدولية. وهو ما يطرح تساؤلات عدة عن جدوي هذه الخطوة؟ هذا الاعتراف يمكن الفلسطينيين من المشاركة في الاجتماعات الدورية العامة للمنظمة الدولية ¢بصفة دولة¢ دون منحها حق التصويت علي قراراتها. بالإضافة إلي الحصول علي محاضر هذه الاجتماعات وكل الوثائق المتعلقة بها. فضلا عن مخاطبة الدول الأعضاء في افتتاح أعمال الجمعية العامة. هذا المكسب الدبلوماسي لا يشغل بال الفلسطينيين كثيرا. إذ إن منظمة التحرير الفلسطينية تتمتع فعليا بمكانة قانونية خاصة تتيح لها ممارسة هذه الصلاحيات منذ عام 1974 حين صنفت تحت مسمي ¢¢كيان بصفة مراقب¢ قبل أن تتغير التسمية مجددا في عام 1988 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتصبح ¢بعثة المراقبة الدائمة لفلسطين¢. لكن الأهم بالنسبة للفلسطينيين وهو ما يثير حفيظة الإسرائيليين والإدارة الأمريكية علي حد سواء. هو أن الاعتراف بالدولة ¢غير العضو¢ يمكنها من الانضمام إلي بروتوكول المحكمة الجنائية الدولية. وهو ما يتيح للفلسطينيين إمكانية رفع دعاوي قضائية علي مسئولين إسرائيليين يشتبه بقيامهم ب¢مجازر¢ أو ¢إبادة جماعية¢. ويمكن الاعتراف بالدولة غير العضو منظمة التحرير من الانضمام إلي عدد كبير من الاتفاقيات الدولية. من بينها اتفاقية فيينا التي أقرت في عام 1961 والتي تحدد طبيعة العلاقات الدبلوماسية بين الدول بالإضافة إلي معاهدة قانون البحار التي وضعتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1981 وبموجبها يتم تحديد المياه الإقليمية للدول. وهو ما يسمح للفلسطينيين ببسط سيادتهم بالكامل علي الحدود البحرية لقطاع غزة. والتخلص من السيطرة الإسرائيلية عليه إلي الأبد. أما في ما يتعلق بالانضمام إلي المنظمات الدولية. فإنه يحق للدولة غير العضو الحصول علي عضوية منظمات دولية عدة أبرزها منظمة العمل الدولية ومنظمة التجارة العالمية. وهو ما قد يحرر الفلسطينيين من القيود الاقتصادية التي تفرضها إسرائيل حاليا علي الأراضي الفلسطينية. وبنيلها صفة ¢دولة غير عضو بصفة مراقب¢. أصبحت فلسطين الدولة الثانية بعد الفاتيكان في الحصول علي هذه الصفة القانونية والسياسية. تجدر الإشارة إلي أن الولاياتالمتحدة أجهضت في سبتمبر 2011 طلبا تقدمت به السلطة الفلسطينية للحصول علي صفة ¢الدولة الكاملة العضوية¢ من مجلس الأمن الدولي باستخدامها حق النقض ¢الفيتو¢. وفي الشهر التالي من العام نفسه تمكن الفلسطينيون من الحصول علي العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة ¢يونيسكو¢. وبعدها بشهر ونصف الشهر رفع العلم الفلسطيني للمرة الأولي في مقر المنظمة في باريس.