خسائر بالجملة تواجه مزارع الموالح بالقليوبية للعام الثاني علي التوالي بسبب توقف تصدير البرتقال للدول الأوروبية وانخفاض السعر للكيلو من المزارع لأقل من 90 قرشا.. أكثر من 37 ألف فدان في القليوبية مازال أصحابها يعانون للعام الثاني علي التوالي من تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر المحصول نتيجة توقف محطات التصدير بسبب الانفلات الأمني وتوقف حركة النقل للمحصول بين المحافظات. المزارعون أكدوا أنهم خسروا الجلد والسقط وطالبوا بتدخل الدولة وتعد قري كفر منصور واجهور الكبري والرجالات بمركز طوخ فضلا عن قري كفر شكر وبنها هي الأشهر في زراعة الموالح بشكل عام والتي تبلغ مساحتها 50 ألف فدان مزروعة بالفواكه منها 37 ألفا بالبرتقال ومن هنا اكتسبت القليوبية شهرتها في تصدير البرتقال للسوق المحلي والخارجي لكن الخسائر زادت بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين وجاءت هذه السنة لتكمل علي البقية الباقية من مزارع البرتقال. خسائر بالجملة يقول الحاج أيمن عبدالمحسن الديب عمدة القرية ان المحصول بدأ في الانهيار منذ 3 أعوام وقبل ذلك كان المحصول وفيراً ولكن بسبب العوامل الجوية السيئة بدأ المحصول في الانهيار وبدأ يتم تسويقه محليا بأسعار زهيدة لا تكفي لسد تكلفة الانتاج ويأتي ذلك أيضا في ظل وقف التصدير للخارج حتي أصبح الفلاح في القرية مهدداً بالحبس لأن الإنتاج أصبح لا يكفي لسد ديونه وما ينفقه علي الأرض من أسمدة وكيماوي ومبيدات.. أوضح ان الفلاح في القرية ينتظر محصول البرتقال سنويا لكي يحصل علي أمواله لانفاقها في زواج أولاده أو لبناء منزله ولكن الآن أصبح الوضع سيئاً للغاية ويقوم بعض الفلاحين الآن بتقطيع الأشجار وبيعها أخشاباً. يقول عمر سعيد عبدالرحمن "تاجر موالح" ان توقف التصدير هو أحد الأسباب الهامة في انهيار سعر المحصول وأصبح يتم تسويقه محليا بأسعار لا تساوي تكلفة الإنتاج بالاضافة الي تراكم الانتاج في الثلاجات أو يتم تركه علي الشجر حتي يتلف لعدم الإقبال علي الشراء. يضيف علي سعد مزارع ان سعر الانفاق علي الفدان الواحد يتعدي ال 10 آلاف جنيه وعند جمع المحصول يفاجأ الفلاح ان انتاج الفدان يصل الي 5 آلاف جنيه إذن هناك خسارة كبيرة يتكبدها المزارع بسبب التسويق وانخفاض السعر. أوضح حلمي الديب اننا نعاني من ارتفاع أسعار الأسمدة لأشجار الموالح حيث يصل سعر شيكارة السماد الي 200 جنيه ورغم ذلك فانها غير موجودة في السوق ونضطر لشرائها من السوق السوداء بأسعار أعلي من ذلك علاوة علي أعمال العزيق وتجهيز الأرض وتنقية الحشائش وكلها أعمال تتم بأموال يتكبدها المزارع ويصل أجر العامل من الصباح حتي الظهيرة الي 50 جنيها. يقول علي الديب ان الجمعية الزراعية في القرية أصبح ليس لها دور نهائي ولا تقدم أي أشياء للفلاح بعد ان كانت تخدم الفلاح باعطائه تقاوي وأسمدة فالآن لا يوجد حتي مشرف زراعي لكي يرشد الفلاح علي انسب طريقة للنهوض بالمحصول وتفرغت فقط لتجارة البطاطين وأنابيب الغاز والأدوات المنزلية. طالب راضي محمد وسعد ابراهيم بان تعود الجمعية الزراعية الي سابق عهدها في الوقوف بجانب الفلاح وتقديم يد العون له بأن يكون هناك مشرفين زراعيين يمرون علي الأراضي الزراعية وينصحون الفلاحين بأنسب طريق للري والزراعة ومقاومة الحشرات والديدان وأكدا بأن الوضع الآن سييء وكل الفلاحين الآن بدأوا في تقطيع الأشجار الموالح مما يهدد ثروتنا من الموالح وهي أهم انتاج لمصر في الشرق الأوسط. مهددون بالسجن أكد عبدالعزيز رجب ان الفلاح الآن معرض للسجن بسبب القروض التي يحصل عليها من بنك التنمية والائتمان الزراعي لكي ينفق علي الأرض وعلي المحصول وبعد ان أصبح المحصول غير مجدي له ولا يحصل علي السعر الذي من خلاله يسد ديونه فانه الآن معرض للسجن. يشاركه في الرأي علي السيد مؤكدا انه لا توجد حتي الآن خطة في الجمعيات الزراعية للارشاد للفلاحين وتترك الجمعية كل مزارع يقوم بالزراعة بدون أي تخطيط أو تقديم المشورة له بطريقة الزرع الصحيحة والمقاومة. أكد ناصر العليمي ان قرية الرجالات بها ما يقرب من 1500 فدان موالح هذا العام وبسبب سوء الانتاج وقلة المحصول مع انخفاض السعر العام القادم سوف يتم انخفاض هذه المساحة الي أقل من النصف بعد ان قام بعض المزارعين بتقطيع الأشجار والاتجاه الي الزراعات التقليدية مثلما حدث في قري العمار حيث قام المزارعون هناك بتقطيع أشجار المشمش بسبب انخفاض الإنتاج لسوء الأحوال الجوية واتجهوا لزراعة المحاصيل التقليدية أيضا. توقف التصدير أوضح المهندس عادل مصلح وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية ان القليوبية من أكثر المحافظات التي تشتهر بزراعة الموالح ويوجد لدينا في الاقليم 37 ألف فدان موالح مزروعة بالبرتقال ولدينا أزمة كبيرة بين مزارعي الموالح بسبب تعثر عمليات التصدير بالخارج.. مشيرا إلي ان كثيراً من محطات التصدير للموالح احجمت عن التصدير للعام الثاني علي التوالي بسبب وقف الحال الاقتصادي والانفلات الأمني وسرقة سيارات النقل وأشار إلي ان كثيراً من أصحاب محطات التصدير يواجهون أزمة كبيرة هذا العام لأن الجميع توقع تحسن الأحوال هذه المرة وهو ما لم يحدث. أوضح مصلح ان أكثر المتضررين من هذه الأزمة هم أصحاب المساحات الكبيرة المزروعة بالبرتقال بسبب انهيار السعر المحلي هذا العام فضلا عن ان بعض الدول الأوروبية تضع شروطا قاسية في عمليات التصدير.