أكد خبراء البساتين أن تناقض الظروف الجوية خلال فبراير ومارس أدي الي تساقط إزهار وعقد نسبة ليست بالقليلة من أشجار الموالح في المزارع المصرية، مما سيؤدي كما يقول الدكتور سلامه عيد سالم مدير معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة الي انخفاض محاصيل البرتقال واليوسفي والليمون وغيرها من الموالح بنسبة15% هذا العام مقارنة بانتاجيه العام الماضي. بل تنخفض الي20% مقارنة بين العامين الماضي والحالي بالنسبة لصنف البرتقال ابو سره( عديم البذور) علي وجه الخصوص. ويضيف د. سلامة عيد تعتبر الموالح من أهم أنواع الفاكهة في مصر لأهميتها الاقتصادية الكبيرة بالمقارنة بين أنواع الفاكهة الاخري. كما تعتبر الفاكهة الشعبية الأولي في مصر نظرا لقيمتها الغذائية العالية ورخص أسعارها وطول فترة عرضها بالأسواق, بالإضافة لما تتمتع به من سمعة عالمية في الأسواق الخارجية لصفاتها الثمرية الممتازة. وتزرع الموالح في أكثر من50 دولة في جميع أنحاء العالم, ويمكن القول إن زراعة الموالح منتشرة بين خطي عرض40 درجة شمالا وجنوبا, وقد يحدث انتشار للموالح في مناطق بعد خطوط العرض المذكورة, اذا كان هناك كتل مائية تعدل من الطقس, وتمنع حدوث الصقيع مع ضرورة الاخذ في الاعتبار أنها تجود في الأراضي العميقة الخالية من الأملاح الضارة, وحيثما يتوافر الماء طوال العام والا تتعرض للصقيع لفترات طويلة عديدة كل سنة. وتزرع أنواع متعددة من الموالح, إلا أن الأكثر أهمية من الناحية التجارية البرتقال واليوسفي بأنواعه, والليمون بأنواعه خاصة الليمون الأضاليا, والجريب فروت, ويشكل البرتقال حوالي62,3% واليوسفي20,3% والليمون حوالي17,7% والجريب فروت5,1% من الانتاج العالمي. أهم الدول المنتجة للموالح علي المستوي العالمي طبقا لاحصائيات منطقة الاغذية والزراعة(FAO) علما بأن هذا الترتيب يختلف كثيرا من سنة إلي أخري ومن فترة إلي أخري حسب زيادة الانتاج والاهتمام بالمحصول علي النحو التالي, تعتبر البرازيل أكبر الدول المنتجة للموالح في العالم ويبلغ إنتاجها حوالي20 مليون طن, وتليها الصين في المرتبة الثانية ويبلغ إنتاجها حوالي15,27 مليون طن. وتحتل الولاياتالمتحدةالامريكية المكانة الثالثة بين دول العالم في إنتاج الموالح ويبلغ إنتاجها حوالي10,50 مليون طن, وتأتي المكسيك في المرتبة الرابعة ويبلغ إنتاجها حوالي6,90 مليون طن وتحتل اسبانيا والهند وايطاليا المرتبة الخامسة وحتي السابعة وتأتي مصر في المرتبة التاسعة والعاشرة علي حسب الانتاج السنوي, وقد بلغ انتاجها حوالي3,23 مليون طن عام وفي مصر بلغت المساحة الكلية المنزرعة موالح في عام2008 حسب إحصائية الادارة المركزية للبساتين420,7 الف فدان تمثل31,75% من جملة مساحة الفاكهة(1,325 مليون فدان), وقد بلغ جملة إنتاج الموالح في نفس العام3,233 مليون طن تمثل37,77% من جملة إنتاج أنواع الفاكهة المنزرعة بمصر(8,559 مليون طن). ومن دراسة التطور في مساحات الموالح خلال الفترة من1996 الي2008 يتضح أن هناك زيادة واضحة في التوسع في زراعة الموالح, وتشير احصائيات وزارة الزراعة إلي أن المساحة الكلية المنزرعة موالح كانت343655 فدانا عام1996, ووصلت الي420678 فدانا عام2008 بنسبة زيادة22,41%, والبرتقال أهم أنواع الموالح التي تزرع بمصر, وتقدر مساحته الكلية261831 فدانا في عام2008 تمثل62,24% من إجمالي مساحة الموالح. ويحتل البرتقال أبو سره المكانة الأولي بين أنواع البرتقال المنزرعة بمصر حيث تبلغ مساحته145229 فدانا تمثل55,47% من جملة البرتقال و34,52% من جملة مساحة الموالح, ويأتي البرتقال الفالنشيا في المرتبة الثانية بين أنواع البرتقال وتبلغ مساحته79974 فدانا تمثل30,43% من جملة مساحة البرتقال و18,94% من جملة مساحة الموالح. بينما يحتل البرتقال البلدي المكانة الثالثة بين أنواع البرتقال وتصل مساحته27331 فدانا تمثل10,44% من جملة مساحة البرتقال. ويأتي بعد ذلك أنواع البرتقال الأخري وتشمل البرتقال السكري والبرتقال ابو دمه والبرتقال اليافاوي والبرتقال الخليلي والبرتقال يوسف سليمان, وتمثل3,66% فقط من جملة مساحة البرتقال. ويحتل اليوسفي المرتبة الثانية بين أنواع الموالح المنزرعة بمصر, وتبلغ مساحته110267 فدانا طبقا لاحصائية2008 تمثل26,21% من جملة مساحة الموالح. يلي ذلك في المرتبة الثالثة الليمون المالح وتبلغ مساحته46803 أفدنة تمثل11,13% من جملة مساحة الموالح. يأتي النارنج في المرتبة الرابعة بمساحة779 فدانا بنسبة0,19% بينما يحتل الجريب فروت المرتبة الخامسة بمساحة380 فدانا بنسبة0,09% من جملة الموالح يليه الليمون الأضاليا في المرتبة السادسة بمساحة349 فدانا تمثل0,08% من جملة مساحة الموالح. ويأتي الليمون الحلو وأنواع الموالح الأخري في المرتبة السابعة بمساحة269 فدانا بنسبة0,06% من جملة مساحة الموالح. وقد زاد الانتاج الكلي للموالح بنسبة35,17% خلال الفترة من1996 إلي2008, حيث كان الانتاج الكلي2392059 طنا في عام1996, ووصل الي3233458 طنا عام2008. ويؤكد د. سلامه عيد أن متوسط إنتاج فدان الموالح بلغ7,23 طن عام1996 ووصل الي9,08 طن عام2008, ومن ذلك يتضح ان متوسط إنتاج الفدان قد زاد بنسبة25,59% خلال الفترة من1996 إلي2008, علما بأن متوسط إنتاج الفدان في الحدائق الجيدة يتراوح بين14 و15 طنا. وقد قام معهد بحوث البساتين بالتعاون مع الإدارة المركزية للبساتين من خلال مشروع تحسين الموالح عامي2000 2001 باستيراد مجموعة كبيرة من اصناف الموالح التي تتميز بالانتاجية العالية والمواصفات الثمرية المتميزة والخلو من الامراض, لاستخدامها كامهات لامداد المشاتل بعيون الطعم لانتاج شتلات الموالح المعتمدة, ويتراوح متوسط انتاج هذه الاصناف بين18 و20 طنا للفدان, وسوف تساعد هذه الاصناف علي اطالة فترة عرض ثمار البرتقال واليوسفي في الأسواق نظرا لانها تضم اصنافا مبكرة ومتأخرة النضج. وبدراسة تطور صادرات الموالح خلال الفترة من1996 إلي2008 يتضح أن الصادرات قد زادت بنسبة217,1% خلال هذه الفترة, حيث تم تصدير258700 طن عام1996 وصلت الي82.348 عام2008, وبصفة عامة زادت النسبة المئوية لصادرات الموالح خلال العشر سنوات الماضية زيادة مطردة سنويا, حيث تم تصدير10,8% من جملة الانتاج عام1996 وبلغت25,5% عام2008. وتختلف مواعيد قطف وتسويق الموالح المختلفة فيقطف محصول الليمون الموالح علي مدار الموسم حيث يتم قطف المحصول الاساسي خلال الفترة من يوليو الي اكتوبر بينما يتم قطف المحصول غير الموسمي لليمون باقي العام, وذلك علي حسب برنامج التصويم الذي يطبقه المزارع, وذلك بمنع الري عن الأشجار لمدة شهرين بهدف دفعها للتزهير والاثمار غير الموسمي لتغطية احتياجات السوق من ثمار الليمون طول العام. بينما ينتج البرتقال واليوسفي والجريب فروت في مواسم محددة تمتد من أكتوبر ونوفمبر الي مايو ويونيو. وتتجه سياسة معهد بحوث البساتين نحو إطالة موسم البرتقال واليوسفي والجريب فروت عن طريق زراعة أصناف مبكرة ومتأخرة النضج, مع الاهتمام بمعاملات مابعد القطف وطرق التعبئة والتداول والتخزين, مع الاهتمام بمكافحة الآفات والامراض. وتتميز ثمار الموالح بأنها غنية في محتواها من فيتامينC والكالسيوم, بالإضافة للسكريات السهلة التمثيل, وكذلك في حامض الستريك والسترات, كما أن ثمار الموالح مصدر هام لفيتامين ب مثلB( الثيامين)B2( الريبوفلافين) والنياسين وغيرها, ويحتوي عصير البرتقال واليوسفي والجريب فروت وقشر الليمون علي فيتامينA, وهو من مشتقات الكاروتينات, وله أهمية في تنظيم قوة ونفاذية جدر الأوعية والشعيرات الدموية, هذا بالاضافة لما تحتويه ثمار الموالح من العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والفسفور والحديد والصوديوم والبوتاسيوم. كما تلعب الموالح دورا هاما في حماية جسم الانسان من غزو الميكروبات عن طريق الفم والمعدة, حيث تعمل ثمار الموالح أثناء مضغها كمادة منظفة للفم نتيجة زيادة حموضتها, كما يعمل فيتامين( سي) علي المحافظة علي سلامة الانسجةالمختلفة مما يجعلها أكثر مقاومة للغزو الميكروبي, بالاضافة إلي أنه يوجد مكونات أخري مع فيتامين( سي) تكون مايسمي باسم معقد فيتامين( سي) ويؤدي هذا المركب الي زيادة درجة سلامة أنسجة الفم, وتزيد درجة مقاومتها للغزو الميكروبي, ويؤدي تناول ثمار الموالح الي تنشيط الغدد اللعابية.